التعريف باليوميات

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فلا يخفى على أحد ما يمرّ به الناس من أزمات زوجيـّة تـّتناقل على كلّ لسان، فهذان زوجان يعيشان في الخصومات كلّ يوم .. وهذه زوجة تعيش الآلام مع زوجها بدون انقطاع .. وذاك زوج تقلب زوجته عليه حياته غمّاً ونكداً لا ينقطع .. ويبلغ الأسى مع البعض إلى أن يختار حلّ الطلاق .. فبتنا نسمع عن تفاقم عدد حالات الطلاق في أبناء أمـّتنا إلى أعداد يوميـّة مهولة .. بل إنّ كثيراً من أبناء هذه الأمـّة عزف عن الزواج لكثرة ما يسمع، فالزواج غدى في أعينهم همـّاً وغمـّاً و”وجع راس” .. ولا شكّ أن هذه النظرة المتشائمة والحوادث الزوجيـّة المؤسفة سببها خلل في تصوّر الشباب للزواج ـ ذكوراً وإناثاً ـ فكلّ يحمل نظرته الخاصـّة والتي لا تتوافق مع نظرة شريك حياته، وبغض النظر عن من المخطئ ومن المصيب فإن النظرتان غير المتوافقتان تصطدمان مما يسبب بدء الخلافات وانهيار عشّ الزوجيـّة قشـّة قشـّة!!

وقد فطن كثيرون إلى هذا الخلل فعملوا على محاولة إصلاحه بطرق شتـّى، ومن هذه الطرق هي الأسلوب القصصي الذي تعكسه روايتنا هذه ”يوميات عمر وسارة“ والتي تحكي بواقعيـّة حياة زوجين بما فيها من لحظات عاطفيـّة وسعي للتوافق وأيضاً لحظات الخصام سواءاً بين الزوجين أنفسهم أو بسبب العائلتين والظروف الأخرى المحيطة .. وقد رأينا في هذه الرواية تشكيلاً موفـّقاً لما تنبغي أن تكون عليه صورة الزواج في أذهان شبابنا وفتياتنا، فرأينا أن ننقلها على شكل حلقات لتسهيل قرائتها والتمعـّن بما فيها من مواقف .. فالقصد من نقل الرواية ليس التسلية وتمضية الوقت، بل نريدها أن تكون سبباً في تشكيل الوعي عند أبناء الأمـّة .. وشخصيـّاً قد بدأت بنقل الرواية لأجلي ـ أنا المشرف على هذه الصفحة ـ وزوجتي، وصدقاً قدّ شكـّلت لي هذه الحلقات وعياً أعانني على تخطـّي عدد من العقبات، وكلـّي يقين أنـّها بإذن الله ستعين كلّ من يقرأها .. سواءاً كان أعزب سيأتيه يوم سعده بالزواج، أو كان خاطباً، أو كان متزوجاً ..

فهذه عبارة عن رواية باللهجة المصريـّة عن شاب وفتاة في فترة خطبتهما وبعد زواجهما وعند رزقهما بالولد من المولى جلّ في علاه وما تلا ذلك من إعداد وتربية .. قد سمعت عنها ووجدتها رواية واقعية بعيدة عن يأس العاجزين الذين يرون بأنّ الزواج كابوس مرعب لا ينبغي لأحد أن يقدم عليه وإلا فستصير حياته رعباً وهمـّاً وغمـّاً لا ينقطع، فانقطعوا عن الزواج ودعوا إلى ذلك وحذّروا كلّ من يقدم عليه والله المستعان .. وأيضاً فهي بعيدة عن أحلام الواهمين الذين يظنون بأن الزواج قصـّة حبّ رومنسيـّة لا يعكـّرها كدر، غفلوا بأنّ أعباء الحياة قد تسبب فتورة أو نفرة في المشاعر .. وهذا أمر طبيعي ولكن لا ينبغي أن يغفل عنه حتـّى لا يستمر الفتور ويتحوّل إلى كدر في المعيشة الزوجيـّة تقلبها إلى جحيم .. بل الواجب أن يعالج كلّ شيء بالحوار أولاً بأوّل .. وهذا ما سنجده في هذه الرواية القيـّمة ..

الرواية كما أسلفت تقع في أجزاء عدّة تصل إلى خمسة أجزاء .. نسأل الله أن يعين على تنقيحها ونشرها جميعاً لتكون صفحات هذه المدوّنة مرجعاً يجمع جميع حلقات هذه اليوميات المميزة.

ومن واجب ردّ الفضل إلى أهله فإنـّنا نشير إلى أنّ هذه السلسلة اشترك في تأليفها:
”الاستاذة هبه سيد“ صاحبة الحلقات الإثنى عشر الاولى من اليوميات، و ”الأستاذة أم سما و حلا“ التى أكملت ما بدأته هبه وكتبت الجزء الثاني و الثالث .. أما الجزء الرابع و الخامس فهما من تأليف ”الأستاذة ايمان أسامة“ ..
نسأل الله أن يسخـّرنا وإياكم لما فيه الفائدة لأنفسنا أولاً ولأبناء أمـّتنا ثانياً .. اللــّهم آمين.
أخوكم،
أبو عبدالرحمن

4 التعليقات:

سكندري يقول...

جزاكم الله خيراً

ثلاثينية العمر يقول...

ومن كاتب الأجزاء الجديدة؟؟؟؟

غير معرف يقول...

بجد ربنا يجازيكو خير
انا لسه مش مخطوبة بس من كتر الحكايات الي حواليا واللي طلق واللي اتجوز واللي خان
بقيت احس ان الزواج ده مشكله واتعقدت
بس الحكايه دي فتحت افاقي ووسعت مداركي وحسسستني ان الزواج مش بس حب ورومانسيه طول الوقت
وانما لازم يكون في مطبات كتير في الحياه وان المهم ان الزوجين يتعاونو مع بعض عشان يعدوها باذن الله
وان مافيش حاجه اسمها زوج مثالي
بل كل انسان وفغيه عيوب بس الاهم ان الطرفين يحاولو انهم يتوافقو مع بعض ويتاقلمو ويطلبو العون من ربنا

بجد جزاكم وجزى الكاتبات كل خير

غير معرف يقول...

هو لسة فى جزء سادس؟؟؟؟ يا ريت يعنى

إرسال تعليق

Facebook Twitter Favorites More