مكالمة أخرى مع عمر على تليفون البيت .. هذه المرة اتصل أثناء مشاهدتي لمسلسل الرعب الأجنبي الذي أتابعه بشغف، ما علينا سأشاهده في الإعادة ..
وجدته طبيعيا ..
أعني ليس حالما غارقا في الرومانسية كما أوحت لي الرسائل .. ارتاح قلبي لذلك، فأنا لا أحب الرجال معسولي اللسان .. حدثته عن مشاكل في عملي وأسدى لي بعض النصائح المفيدة، بجانب بعض النصائح غير المفيدة ـ ولكني لم أخبره بذلك بالطبع ـ إلا أنني ذهلت وزاد إعجابي به عندما حدثني حول الإحتلال في العراق ووضع الإنتخابات الفلسطينية .. إنه يعرف ما يتحدث عنه وله أراء خاصة رائعة ولا يدعي معرفته بكل شيء، مثل الذين يتحدثون وكأنهم كانوا مع بوش لحظة إعلان الحرب ..
أعجبتني سعة اطلاعه، وإن كنت أحبطت قليلاً عندما عرفت أنه لا يهتم بالكرة، وأنا التي كنت أحلم بأن أذهب أخيرا للإستاد لأشاهد المباريات من هناك بعد زواجي. إلا أني ـ للحق ـ إحترمته .. فأنا لا أتخيله يجلس مثلي أمام التليفزيون يكيل السباب للاعبي الفريق المنافس والحكم الظالم دائماً ..
في وسط الحديث تطرقتُ إلى موضوع الرسائل .. فسكت قليلا ثم قال بلهجة شديدة الرقـّة والعذوبة: زودتها شوية .. مش كده؟!
ولم أتمالك نفسي من الضحك ..
أحيانا ينتاب الشخص نوبة غباء يندم عليها كثيراً فيما بعد .. وكانت هذه إحدى نوبات غبائي ..
كيف يكون هذا هو ردّ فعلي على هذه الرقة؟!! بالتأكيد سيظن أني بليدة المشاعر ..
ارتبك قليلا بعد ضحكتي الغبية ثم تجنب الحديث عن رسائله، وشكرني على رسالتي وأثنى على خفة دمي الذي كان يغلي في هذه اللحظة من شدة غيظي من نفسي ومن ردود فعلي الغبية ..
“انا ح اجى لكم بكرة شوية يا سارة”
وطبعا كان رد غريب جدا فقلت له بسرعة: تشرف طبعاً ..
وقفلت التليفون وأنا سعيدة جداً اني ح اشوف عمر بكرة لأول مرة من قراءة الفاتحة ..
الظاهر إنـّه واحشني .. لا الحقيقة مش الظاهر، أنا فعلاً نفسى أشوفه ..
قـال عمــر:
ردّ فعل سارة غريب جداً، ياترى هى مش عاوزة تشوفنى فعلاً علشان كده اتخضت؟ ممكن تكون حست إنها اتسرعت فى الخطوبة مثلاً!
طب ايه المطب ده؟!
دى هى واحشاني فعلاً .. ح يبقي شكلي إيه لو قابلتني ببرود؟! بس هى كانت طول المكالمة سعيدة ..
اوِوف .. البنات دي عاوزة خريطة علشان الواحد يفهمهم .. أحسن أصلي ركعتين وأنام علشان عندي شغل بدري ..
قــالت ســارة:
عملت ماسك زبادى بالعسل قبل ما أنام مع إن بشرتى مش محتاجة، بس إستعداد نفسى للقاء عمر المنتظر ..
ماما دخلت لقتني ملزقة كده، قالت لي: مالك يا سارة؟ قلت لها: أصل عمر جاي بكرة يا ماما ..
خرجتْ من الأوضة (يعني الغرفة) وهي بتقول: يا حول الله يارب ..
غسلت وشي من الماسك وغمضت عيني وطفيت النور بس ما جاليش نوم خالص .. ايه القلق ده؟ أحاسيس ملخبطة جداً ..
جوايا فرحانة إني ح اشوفه وفى نفس الوقت سؤال بيزنّ في عقلي: خلاص هو ده الإنسان اللى ح أكمل معاه حياتي كلها لحد ما أعجّز زي ماما وبابا؟ ده أنا تقريباً ما اعرفوش!! بس هو مؤدب وطيب .. ماهو كلهم بيكونوا كده في الأول!!! على رأي صديقاتي ذوات الخبرة في الارتباط ..
حطيت المخدة على دماغي علشان أهرب من التفكير وأنام ..
قـال عمــر:
ياااااه ده أنا تقريباً ما نمتش خالص، وحاسس بصداع رهيب، وعندي شغل بعد نص ساعة .. آدي اللي خدناه من الخطوبة ..
ما أنا كنت حر نفسي وأخر رواقة .. كل القلق ده ولسه قراءة فاتحة، امال لما أخلف 5 ولا 6 عيال ح اعمل إيه؟! أكيد ح اكون مت من زمان ..
قــالت ســارة:
قمت من النوم بعد ما صحيت ييجى ميت مرة، وعندي حموضة كبيرة .. شربت سفن أب على الريق وطبعاً كانت فاتتني صلاة الفجر من النوم المتقطع .. اتوضيت وصليت، شعرت بهدوء واستعدت فرحتى بلقاء عمر النهاردة ..
يارب فرّحنى النهاردة يارب ..
قـال عمــر:
تالت فنجان قهوة باشربه، والصداع ابتدى يروح شوية ..
آه لو سارة تديني حتى رنة تعرفني انها عاوزة تشوفني هى كمان .. فضلت ماسك الموبيل وسرحان لحد ما فوقت على صوت زميلي بيقول : يابختك يا عم، تلاقي العروسة صبّحت عليك ييجي ميت مرة .. تيجي مراتى تشوف عمرها ما بتتصل بي إلا لو كارثة حصلت .. ده انا حاطط لها تون سرينة إسعاف .. ههههههه ..
رميت الموبيل وقلت الصيت ولا الغنى!! يلاّ بقى يا سارة ربنا يهديكي ..
قــالت ســارة:
الوقت بيعدى بسرعة كدة ليه؟ الساعة 4 وعمر جاى الساعة 8 .. طب ح البس إيه؟ وح نقعد فين؟ مش معقول نقعد لوحدنا في الصالون، حرام طبعاُ، وكمان أنا اتكسف جداً .. لا أكيد كل العيلة ح تقعد على قلبنا ..
طب حنتكلم فى إيه ؟ .. التليفون بيسهّل الموضوع لكن وجهاً لوجه دي صعبة شوية .. ياااه إيه القلق ده كله؟
ماما بتبص لي من بعيد وعينيها بتضحك علي وبتقول فى سرها البنت اتجننت ..
قمت استحميت واسترخيت شوية وقعدت أنشف شعرى بالسشوار وأعمله كذا تسريحة، مع إنه مش ح يشوفه لأني ح اكون لابسة الحجاب طبعاً، بس عاوزة أحس إني جميلة النهاردة، ونفسي أشوف ده فى عينيه ..
قـال عمــر:
ياترى ح اجيب إيه معايا وأنا رايح؟ آخد شيكولاتة؟ ولا أبقى رومانسى واخد ورد؟
طب أنا نفسي أشترى هدية لسارة تفكرنا دايماً باليوم ده .. أشترى لها ايه؟
قعدت أفكر وأنا في العربية وراجع من شغلي لحد ما لقيت محل هدايا .. دخلت و جبت بوكية ورد أنيق، ودورت على هدية سارة .. احترت شوية وبعدين لقيت دبدوب ضخم أبيض حاضن قلب أحمر .. كان ضخم جداً وغالي جداً كمان!!! لكن تخيلت فرحتها بيه .. يارب يعجبك يا سارة ..
قــالت ســارة:
ارتديت عباءة مغربي جميلة مطرّزة بالقصب أهداها لي خالي من الخليج، لم أرتدي تايير (لا أدري ما معنى هذه الكلمة (*~*) تعليق الأدمن) أو ما شابه، مش عارفة ليه .. يمكن كنت عاوزة أحس أني لا أستقبل ضيف غريب بل من أهل البيت ..
وضعت مكياج خفيف جداً، مجرد إنه يظهر وجهي نضر لا أكثر .. ولفّيت الطرحة بطريقة جديدة زادتني أناقة .. ونظرت فى المراية ووجدت بريق جميل فى عيني لم أره من قبل .. يارب اسعد كل البنات زيي .. وأفقت من سرحانى على صوت جرس الباب وصوت أمى بيقول: عمر جه يا سارة ..
ا[اتنين مخطوبين]ا – الحلقة السادسة
قــالت ســارة:قالها عمر لي في التليفون فرديت باستغراب: ليه؟!
2 التعليقات:
تايير يعنى (طقم مكون من بلوزة و جيبه
جميله
إرسال تعليق