
“إزيك يا سارة؟ ياه ما شاء الله ..”
قالها عمر بتلقائية كبيرة وهو يسلم علي جعلت إخوتي يبتسمون وأنا وجهي إحمر من الخجل فقد فوجئت أن يمدحني هكذا أمام الجميع!! لكنني كنت سعيدة جداً بهذه الجرأة أو التلقائية .. لا أدري! ومددت يدي أسلم عليه .. وأكيد لاحظ ارتعاش يدي وارتباكي .. ياااه فعلاً التليفون أرحم من اللخبطة دي ..
قــال عمــر:
بجد فوجئت بجمال سارة اليوم، وجهها نضر وملامحها تنطق بالجاذبية والجمال، رغم انها لا تضع ماكياج والحمد لله .. لم استطع ان أخفي سعادتي عندما رأيت وجهها مرة ثانية، والمرة دي أشعر أنها ملكي فازدادت جمالاً في عيني .. لكن أكيد والدتها وأخواتها بيقولوا على مدلوق جداً ..
لأ .. إمسك نفسك شوية يا سي عمر، ما تكسفناش ..
قــالت ســارة:
الله .. عمر بجد رقيق جداً .. جايب ورد معاه، كنت خايفة يجيب فاكهة بقى وبطيخة والفيلم ده ..
ونظرت إلى الهدية الكبيرة فى ورقها اللامع وفرحت إنه فكر يشتري لي هدية .. ده يدل إنه إنسان كريم ورقيق .. الحمد لله ..
يارب تفضل كده يا عمر .. يا ترى ح نقعد فين؟ أكيد مش لوحدنا طبعاً ..
ياسلام على الهنا .. بابا حسم الحدوتة وقال: تعالى أقعد جنبي هنا يا عمر ..
قــال عمــر:
يا سلام على الهنا، ح أقعد جنب حمايا العزيز .. أهي دي فيها ساعتين قناة الجزيرة، وساعتين عن مستوى الزمالك المنحدر، وبعدها أكيد ح اكون استأذنت وروّحت .. يا خسارة الورد والهدية!!
الحمد لله سارة قعدت في الكرسي المقابل لنا أنا وعمي .. لا أدري هل حمايا لاحظ انى أختلس النظرات الى وجهها؟
بجد وجهها يحمل ملامح طفولية تنم عن الشقاوة وخفة الدم، وأيضا جاذبية كبيرة تجعلك لا تمل النظر لها .. وكنت غير منتبه إلى كلام حمايا المطول غصب عني، وأرد فقط بـ: طبعاً طبعاً يا عمي .. فعلاً فعلاً يا عمي .. ايوة فعلاً يا سارة!!!
وانتبهت الى خطأي واحمر وجهي من الخجل، ولاحظ عمي هذا وضحك وقال لي: ده إنت مش معايا أنا .. يا سيدي طب لما أسيبكم تتكلموا شوية وأقوم أتكلم فى التليفون ..
قــالت ســارة:
ضحكت جداً على عمر، وفرحت بصراحة أن بابا قام، وقعدت جنب عمر .. ولاحظت سعادته بهذا وقال لي مباشرة: “ازيك يا سارة؟ افتقدتك جداً من المرة اللي فاتت ..”
يااه .. كلمة الافتقاد دي كبيرة أوي .. أحلى بكتير من وحشتينى .. كان نفسي أقول له وأنا كمان، لكن اتكسفت جداً .. أول مرة أحس انى بنوتة بقى وبتكسف!! دول كانوا مسمينى فى العيلة الكابتن من كتر تهريجي ..
الظاهر إني ح أكتشف سارة جديدة خالص ما عرفتهاش قبل كده ..
قــال عمــر:
أنا جبت لك هدية يا سارة يارب تعجبك .. بتحبي الدباديب؟
فوجئت أن سارة نطت من مكانها وحضنت الدبدوب وقبلته ونيمته فى حضنها وقالت بسعاد طفولية: الله ده تحفة يا عمر بجد يجنن ..
فرحت جداً برد فعلها الطفولى الجميل، ورغم أن الجميع كانوا حولنا إلا أنني كنت لا أشعر إلا بي وبها فقط ..
يارب ما تتغيريش ياسارة وتفضلى لذيذة كده على طول .. مش عارف ليه ساعتها كنت عاوز أقول لكل العالم ان هذه الطفلة الجميلة طفلتي أنا ..
قــالت ســارة:
ايه الجنان ده؟ .. أكيد ح يقول عليّ عيّلة دلوقتي ..
طب ماهو اللي غلطان، كان لازم يجيب دبدوب يعني؟ ده أنا باموت فيهم .. يوووووه هو أنا لازم أفضل محتارة على طول؟
لازم يتعود علي زي ما أنا!! بس كل صديقاتي قالوا لي اتقلي واعملي فيها الراسية العاقلة .. وماما بتبص لى من بعيد نفسها تقتلني!! بس عمر فيه فى عينيه نظرة حنان جميلة بتخلينى أطلّع كل اللي جوايا بدون أي تصنّع .. وده اللي مخليني معجبه بيه ..
قــال عمــر:
ياااه انا نسيت كل الموجودين ونسيت الوقت معقول بقى لنا ساعتين بنتكلم؟
انا نسيت اني ضيف ولازم ما أقعدش كتير أوي كده!!! بجد كلام سارة لذيذ جداً وحبل الكلام بيننا ممتد إلى مالا نهاية بدون أى تكلف .. ولاحظت انها قارئة جيدة مش روشة طحن زي بقية البنات، ومخها أبيض .. ودي حاجة عاجباني فيها جداً .. بتحسسني إني قاعد مع ألف بنت؛ صديقة وأخت وزميلة وطفلة وأنثى وقريبة ووووو حبيبة ..
قــالت ســارة:
عمر مشي من شوية وبجد انا مرتاحة جداً دلوقتي ..
حسيت إني سعيدة لأننا على درجة كبيرة من التفاهم .. أو على الأقل فيه ناس باحس انى مخنوقة منهم بسرعة لكن مع عمر لأ ..
دايماً باحس إني على طبيعتي وعاوزة أقول له كل اللي جوايا بدون زواق، ومش محتاجة أتكلف أي حاجة علشان أعجبه .. ومتهيألي دى حاجة كبيرة ووو… قطع تفكيري صوت أختي: “أبيه عمر على التليفون” .. هوّ لحق وصل؟!!! نطيت رفعت السماعة وأنا طايرة من الفرح : الو أيوة يا عمر انت وصلت؟
عمر: لا باتكلم من عند البقال!! .. أيوة وصلت طبعاً .. أنا كنت سايق على 120 علشان أوصل بسرعة وأكمل كلامي معاكي .. دي ماما اتخضت وانا باجري على اوضتي علشان أكلمك ..
أنا: ممممممم ..
عمر: ساكتة ليه؟
أنا: مش عارفة أقول إيه؟ أنا بجد فرحانة وقلقانة ومبسوطة وخايفة وووو ..
عمر: إيه الكوكتيل الجامد ده؟ طب فرحانة ومبسوطة علشان أنا شبه أحمد السقا ماشي .. لكن…
أنا: ياعم قول يا باسط، أحمد السقا؟ ههههههههههه ..
عمر: كده يا سارة؟ الله يسامحك .. طب أديني ضحكتك يا ستي، قولي لي خايفة من إيه؟
أنا: خايفة إننا بنقرب لبعض بسرعة أوي، وأنا ما ليش تجارب قبل كده .. فخايفة أكون فرحانة بس بفكرة الحب والإرتباط، ومش قادرة أقيّم الموضوع صح واطلع غلطانة فى الآخر ..
عمر: ما تخافيش من أي حاجة في الدنيا طول ما انا جنبك يا غالية ..
أنا: ياااه يا عمر، بجد انت اللي غالي .. “في سري طبعاً” (^_^)
عمر: سارة سامعاني؟
أنا: ايوة ..
عمر: بصي يا ستي، انتي بتعدي الشارع وفيه عربيات؟
أنا: طبعاً ..
عمر: بتدخلي مبنى ما دخلتهوش قبل كده علشان تخلصي مصلحة ليكي؟
أنا: أكيد ..
عمر: بتركبي تاكسي لوحدك؟
أنا: أيوة أيوة .. إيه الأسئلة العجيبة دي كلها؟
عمر: طب ليه مش خايفة وإنتي بتعدي الشارع عربية تخبطك لا قدر الله؟ يبقى نبطل نعدي شوارع أحسن .. ولا وإنتي داخلة مبنى غريب يحصل لك حاجة .. ولا في التاكسى تتخطفي مثلاً؟ يا سارة لو خفنا من كل حاجة عمرنا ما ح نعمل حاجة أبداً .. وبعدين إحنا واخدين الطريق الشرعي أمام الله وأمام الناس، ونيتنا إحنا الاتنين إننا نرضي الله فى الحلال .. يبقى الخوف والفشل ح ييجوا منين؟
أنا: أنا خايفة من اختلاف الشخصيات يا عمر يكون سبب الفشل ..
عمر: بصي يا سارة، أكبر غلط كل البنات بترتكبه انها تتجوز واحد بشخصية معينة وتحلم انها تخلق منه شخصية مختلفة 180 درجة .. مفروض إننا نحب الانسان بمميزاته وعيوبه .. ونتقبله كما هو، ونحبه زى ماهوّ ..
أنا: مش بيقولوا مراية الحب عامية؟
عمر: دى مراية الحب مفتّحة ولها عشر عيون .. بقى أنا مش ح اشوف الانسان اللي بحبه؟ أمال ح اشوف مين يعني؟ يعني انا دلوقتي مش شايفك؟
أنا: ياااااااه أول مرة .. يعني انت بتحبنى يا عمر؟؟؟؟ .. “برضه في سري” (^_^)
عمر:سارة انتى فين؟
أنا: أنا سامعاك .. إنت عارف يا عمر أكتر حاجة بتعجبنى فيك إيه؟
عمر: غير إني شبه أحمد السقا؟
أنا: ههههه برضه مصمم؟ ماشى يا سيدي .. لا بجد، باحس إني باكلم حد من صديقاتي مش خطيبي .. يعني حاسة إن الصداقة بيننا بتكبر كل يوم ودى حاجة مفرحاني جداً ..
عمر: على فكرة ده نفس إحساسي أنا كمان .. عارفة ياسارة، مهم جداً إن الأزواج يكونوا أصدقاء .. ده بيخلى التفاهم بينهم كبير جداً ..
أنا: إنت عارف ياعمر، الزواج عامل زى بيت من 3 أدوار؛ الدور الأول الإعجاب والإنبهار والرغبة الشديدة، والدور التاني الحب، والدور التالت الصداقة .. فلو غبار الزمن والتعود والمشاكل طمس الدورين الأول والتانى لا يمكن ح يوصل للتالت أبداً ..
عمر: أنا بجد لقيت كنز لما لقيتك يا سارة .. إنتي بجد مليتي عليّ الدنيا، أنا حاسس إني مش محتاج حد تاني من الدنيا .. الحمد لله يارب ..
أنا: ربنا يخليك لي ياعمر ..
عمر: أنا لي عندك طلب ياسارة، ياريت نخلي حفلة خطوبتنا والشبكة نكتب فيها الكتاب كمان إيه رأيك؟
أنا: كتب كتاب!! بسرعة كده؟!!!
عمر: بصي ياسارة ما تتخضيش .. خدي وقتك وفكري .. بس انا مش عاوز أغضب ربنا في حاجة .. جوايا كلام كتير مش قادر أقوله ليكي .. ونفسي نخرج لوحدنا نشوف العالم مع بعض بعيونا احنا بس، ونخلق ذكريات خاصة بينا احنا الاتنين .. وما تفتكريش إني كده بأقيّدك أو بألزمك بحاجة، لا .. يوم ما تحبي تبعديني من حياتك ح ابعد بدون قيود ..
أنا: ايوة بس ..
عمر: بصي ياسارة .. ربنا هو اللي جمعنا وأعطانا نعمة كبيرة إننا قرّبنا لبعض بفضله وحده، فمش معقول إننا نشكر النعمة دي بأننا نعمل معصية .. صدقيني لو أرضيناه ح يرضينا .. بصي فكري براحتك وردي عليّ .. معلش طولت عليكي، أنا بجد آسف، الوقت معاكي بيعدى من غير ما أحس .. حاسيبك ترتاحي دلوقتي .. خلي بالك من نفسك ..
أنا: تصبح على خير ..
عمر: تصبحي على خير يا ملاكي ..
ا[اتنين مخطوبين]ا – الحلقة السابعة
قــالت ســارة:طيب أقعد فى الكرسي اللي جنبه ولا بعيد؟! .. طب بابا موجود، ازاي أقعد جنب عمر في وجود بابا؟


0 التعليقات:
إرسال تعليق