مرّت لحظة كأنـّها الدهر حتى تكلم عمر: الشركه بتصفي أعمالها في مصر عشان المشروعات بتاعتها انتهت هنا خلاص، و باعته نوت إن كلّ مهندس عليه أن يوفـّق أوضاعه؛ يا إما ياخد مكافاة يا إما يقدم على السفر لفرع الشركه الجديد في هولندا عشان هما محتاجين هناك ناس واخده خبره في نفس المكان.
قالت سارة:
لله الأمر من قبل و من بعد .. إنت خضتني أوي يا عمر، يعني احنا كنا مولودين في الشركة دي؟ .. سبحانه الذي يغير ولا يتغير، وإنت اصلاً مهندس عبقري ودلوقت كمان خدت خبره هايله في الشركة دي .. ممكن ناخد المكافاة ونعمل مشروع أو حاجة أو حتى تشوف شركة تانية ..
عمر: إنتِ فاكرة المكافاة دي يعني تكفي إيه في الأيام دي .. وأنا كمان مبقاليش في الشركة فتره طويلة، وبعدين حالاقي فين شركه تديني المرتب ده .. أنا متهيألي إننا نسافر أحسن يا ساره ..
قالت سارة:
"نسافر بره..؟!! وكمان أوروبا؟!! يعنى ناس تانية ومجتمع تاني، ونظرة تانية لينا كمسلمين هناك."
أول مرة يجيلي الخاطر ده .. أسيب مصر وأسيب اهلي، ده أنا بحب حتى ريحة الشارع في مصر .. حتى المكروباص بحبه .. بلدي ومهما حصل هي أولى بي .. ليه ما نقدرش نعيش فيها بكرامة؟!!
صحابى اللي كان بييجي لأزواجهم شغل برة كانو بيخافو من الحسد، رغم إني كنت باشفق عليهم .. بلد غريبه وناس تانية و جو تاني وماما..!! ياخرابي لو ماما عرفت .. مش كفاية أختي إللي سافرت دبي بعد الجواز، وماما كل عيد وكل جمعة حتى تقلبها مناحة عشان إسراء واحشاها .. ودلوقت ما عادش ليها غيري أنا وأحمد، أقوم أنا كمان أسافر وأسيب البلد؟!! دي ماما تروح فيها .. وبعدين حاعمل إيه أنا في الغربة دي وأنا جربتها وأنا صغيرة مع ماما و بابا .. وكنت كلّ أجازه أسيب مصر ودمعتى على خدي عشان السنه الطويلة اللى حاقضيها هناك .. يا رب افرجها من عندك .. وأنا مش حاقول غير قدملنا اللي فيه الخير ..
عمر: إنتِ مش بتتكلمي ليه يا سارة؟ ساعديني في الاختيار الصعب ده ..
سارة: آآآآ معلش يا عمر أصلي سرحت .. بص يا عمر مش لازم شركه بنفس المرتب ده، ربنا هوه الرزاق وبيبارك في القليل .. واللي حيساعدك فعلاً هوه اللي طول عمره بيساعدك .. قوم صلي العشاء و صلي صلاة استخارإ و اللي رايده ربنا هوه اللي حايكون ..
قال عمر:
إفرجها من عندك يارب .. أنا عملت اللي عليّ و قدمت في شركات هنا في مصر كتير جداَ .. لكن مش حايجيلي شغل في يوم و ليلة، كمان الشركة مديانى مهلة عشان أقرر، بعدها ممكن يروح عليّ السفر .. و سارة ما بتتكلمش لكن أنا حاسس إنها رافضة السفر رفضاً باتاً .. مش عارف إيه اللي حصلها وهيّ اللي طول عمرها بتتغنى بوقوف الست جنب جوزها .. لكن لما الأمر بيخص والدتها وأهلها خلاص تنسى جوزها خالص ..
وأنا مش حاقدر أسافر لوحدي و اعيش بره كده وحدي .. ده أنا كنت حاتجنن لما قعدت كام يوم من غيرها هي و يحيي، والشقه بقت زي الإسطبل في أربعة وعشرين ساعة .. كمان الفرص هنا ضيقة وكل صحابي و قرايبي بينصحوني بالسفر .. وكمان دي هولندا، يعني دولة متقدمة في كل حاجة، وحاتعلم كتير .. أنا حاحاول أقنع ساره بالسفر وربنا معايا ..
_________
وأثناء الغداء
¯¯¯¯¯¯¯¯¯
عمر: إنتِ عارفة يا سارة إني سألت اصحابي اللي عاملين مكاتب هندسية يعني هنا في مصر وعرفت إن أقل مبلغ نبدأ بيه حوالي سبعمية تمنيمة ألف جنيه.!
سارة: يا خبر أبيض.! ليه يعني كل ده؟!!
عمر: ده إحنا بس محتاجين شقة مقر للمكتب بالشيء الفلاني .. ده غير التصاريح و الموافقات والسجل التجاري وموافقة الضرائب ..
سارة: الحمد لله يا عمر إنك بدات تفكر في كده، وإنت عارف والله ربنا حايسهلها .. ما نشارك صحابك دول طيب ..
عمر: نشاركهم إزاي يعني يا سارة؟ دول هما نفسهم زهقانين وعايزين يقفلوا .. الشركات الكبيره مش سايبة فرصه لحد صغير في السوق ..
سارة: يعنى إيه يا عمر عايزنا نسافر؟ وكمان هولندا؟ يعني بلد لا نعرف لغتها ولا نقدر نتعايش فيها؟
عمر: ما نقدرش ليه يعني؟
سارة: عشان حاجات كتير .. إختلاف العادات والتقاليد، التربية اللي حانربيها لابننا، مش اتفقنا نربيه عالإسلام والسنة؟ إزاي يعني نعمل كده وهو في مدرسته وفي بيته وفي وسط أصحابه مش حيلاقي إلا كل عداء للإسلام وكراهية لينا؟
عمر: بصي يا سارة، اللي عايز يربي ولاده مش محتاج يتحجج بالمجتمع .. إحنا في البيت حانصلي ونقر القرآن كعادتنا، وهوه حايطلع يلاقي كده فيكون زينا بفطرته السليمة .. وربك هو الهادي ..
سارة: وحاتعمل إيه لما حد يعايره ولا يقوله إنه إرهابي زي ما بنسمع؟ ولا لما حد يقلعني الحجاب عشان ما يبقاش شكلي متخلف؟ ولا لما أفتح الجرنال اليومي العادي ألاقي حاجة مسيئة لديني و لحبيبي صلى الله عليه و سلم؟ إنت مش عارف المسلمين هناك متعذبين ازاي من ساعة حداشر سبتمبر؟
عمر (و قد بدا صوته يعلو): بصي يا سارة .. أنا فاهمك كويس جداً وما تتذاكيش عليّ .. إنتِ مش عايزه تمشي من جنب مامتك واخواتك عشان إنت فاكره نفسك لسه صغيرة ولازم العيلة حواليكي .. ما اختك أهيه سافرت وهي لسّه عروسة والحمد لله كويسة .. إيه المشكله يعني؟!
سارة: إيه اللي جاب سيرة ماما وبابا دلوقتي وانا بكلمك كلام موضوعي جداً .. وبعدين حتى الكلام عن ماما وبابا قمة الموضوعية، إزاى أسيبهم وهما في السن ده ومحتاجين ليّ جنبهم .. وأظن والدتك يوم ما احتاجتلنا لقتني أنا وإنت جنبها ..ولا هيّ يعني الأنانية عشان إنت ما عندكش دلوقت حد في مصر تقلق عليه؟
قالت سارة:
لله الأمر من قبل و من بعد .. إنت خضتني أوي يا عمر، يعني احنا كنا مولودين في الشركة دي؟ .. سبحانه الذي يغير ولا يتغير، وإنت اصلاً مهندس عبقري ودلوقت كمان خدت خبره هايله في الشركة دي .. ممكن ناخد المكافاة ونعمل مشروع أو حاجة أو حتى تشوف شركة تانية ..
عمر: إنتِ فاكرة المكافاة دي يعني تكفي إيه في الأيام دي .. وأنا كمان مبقاليش في الشركة فتره طويلة، وبعدين حالاقي فين شركه تديني المرتب ده .. أنا متهيألي إننا نسافر أحسن يا ساره ..
قالت سارة:
"نسافر بره..؟!! وكمان أوروبا؟!! يعنى ناس تانية ومجتمع تاني، ونظرة تانية لينا كمسلمين هناك."
أول مرة يجيلي الخاطر ده .. أسيب مصر وأسيب اهلي، ده أنا بحب حتى ريحة الشارع في مصر .. حتى المكروباص بحبه .. بلدي ومهما حصل هي أولى بي .. ليه ما نقدرش نعيش فيها بكرامة؟!!
صحابى اللي كان بييجي لأزواجهم شغل برة كانو بيخافو من الحسد، رغم إني كنت باشفق عليهم .. بلد غريبه وناس تانية و جو تاني وماما..!! ياخرابي لو ماما عرفت .. مش كفاية أختي إللي سافرت دبي بعد الجواز، وماما كل عيد وكل جمعة حتى تقلبها مناحة عشان إسراء واحشاها .. ودلوقت ما عادش ليها غيري أنا وأحمد، أقوم أنا كمان أسافر وأسيب البلد؟!! دي ماما تروح فيها .. وبعدين حاعمل إيه أنا في الغربة دي وأنا جربتها وأنا صغيرة مع ماما و بابا .. وكنت كلّ أجازه أسيب مصر ودمعتى على خدي عشان السنه الطويلة اللى حاقضيها هناك .. يا رب افرجها من عندك .. وأنا مش حاقول غير قدملنا اللي فيه الخير ..
عمر: إنتِ مش بتتكلمي ليه يا سارة؟ ساعديني في الاختيار الصعب ده ..
سارة: آآآآ معلش يا عمر أصلي سرحت .. بص يا عمر مش لازم شركه بنفس المرتب ده، ربنا هوه الرزاق وبيبارك في القليل .. واللي حيساعدك فعلاً هوه اللي طول عمره بيساعدك .. قوم صلي العشاء و صلي صلاة استخارإ و اللي رايده ربنا هوه اللي حايكون ..
قال عمر:
إفرجها من عندك يارب .. أنا عملت اللي عليّ و قدمت في شركات هنا في مصر كتير جداَ .. لكن مش حايجيلي شغل في يوم و ليلة، كمان الشركة مديانى مهلة عشان أقرر، بعدها ممكن يروح عليّ السفر .. و سارة ما بتتكلمش لكن أنا حاسس إنها رافضة السفر رفضاً باتاً .. مش عارف إيه اللي حصلها وهيّ اللي طول عمرها بتتغنى بوقوف الست جنب جوزها .. لكن لما الأمر بيخص والدتها وأهلها خلاص تنسى جوزها خالص ..
وأنا مش حاقدر أسافر لوحدي و اعيش بره كده وحدي .. ده أنا كنت حاتجنن لما قعدت كام يوم من غيرها هي و يحيي، والشقه بقت زي الإسطبل في أربعة وعشرين ساعة .. كمان الفرص هنا ضيقة وكل صحابي و قرايبي بينصحوني بالسفر .. وكمان دي هولندا، يعني دولة متقدمة في كل حاجة، وحاتعلم كتير .. أنا حاحاول أقنع ساره بالسفر وربنا معايا ..
_________
وأثناء الغداء
¯¯¯¯¯¯¯¯¯
عمر: إنتِ عارفة يا سارة إني سألت اصحابي اللي عاملين مكاتب هندسية يعني هنا في مصر وعرفت إن أقل مبلغ نبدأ بيه حوالي سبعمية تمنيمة ألف جنيه.!
سارة: يا خبر أبيض.! ليه يعني كل ده؟!!
عمر: ده إحنا بس محتاجين شقة مقر للمكتب بالشيء الفلاني .. ده غير التصاريح و الموافقات والسجل التجاري وموافقة الضرائب ..
سارة: الحمد لله يا عمر إنك بدات تفكر في كده، وإنت عارف والله ربنا حايسهلها .. ما نشارك صحابك دول طيب ..
عمر: نشاركهم إزاي يعني يا سارة؟ دول هما نفسهم زهقانين وعايزين يقفلوا .. الشركات الكبيره مش سايبة فرصه لحد صغير في السوق ..
سارة: يعنى إيه يا عمر عايزنا نسافر؟ وكمان هولندا؟ يعني بلد لا نعرف لغتها ولا نقدر نتعايش فيها؟
عمر: ما نقدرش ليه يعني؟
سارة: عشان حاجات كتير .. إختلاف العادات والتقاليد، التربية اللي حانربيها لابننا، مش اتفقنا نربيه عالإسلام والسنة؟ إزاي يعني نعمل كده وهو في مدرسته وفي بيته وفي وسط أصحابه مش حيلاقي إلا كل عداء للإسلام وكراهية لينا؟
عمر: بصي يا سارة، اللي عايز يربي ولاده مش محتاج يتحجج بالمجتمع .. إحنا في البيت حانصلي ونقر القرآن كعادتنا، وهوه حايطلع يلاقي كده فيكون زينا بفطرته السليمة .. وربك هو الهادي ..
سارة: وحاتعمل إيه لما حد يعايره ولا يقوله إنه إرهابي زي ما بنسمع؟ ولا لما حد يقلعني الحجاب عشان ما يبقاش شكلي متخلف؟ ولا لما أفتح الجرنال اليومي العادي ألاقي حاجة مسيئة لديني و لحبيبي صلى الله عليه و سلم؟ إنت مش عارف المسلمين هناك متعذبين ازاي من ساعة حداشر سبتمبر؟
عمر (و قد بدا صوته يعلو): بصي يا سارة .. أنا فاهمك كويس جداً وما تتذاكيش عليّ .. إنتِ مش عايزه تمشي من جنب مامتك واخواتك عشان إنت فاكره نفسك لسه صغيرة ولازم العيلة حواليكي .. ما اختك أهيه سافرت وهي لسّه عروسة والحمد لله كويسة .. إيه المشكله يعني؟!
سارة: إيه اللي جاب سيرة ماما وبابا دلوقتي وانا بكلمك كلام موضوعي جداً .. وبعدين حتى الكلام عن ماما وبابا قمة الموضوعية، إزاى أسيبهم وهما في السن ده ومحتاجين ليّ جنبهم .. وأظن والدتك يوم ما احتاجتلنا لقتني أنا وإنت جنبها ..ولا هيّ يعني الأنانية عشان إنت ما عندكش دلوقت حد في مصر تقلق عليه؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق