[الجزء الرابع] الحلقة الثالثة

قالت سارة:
آخر مرة اتكلمنا فيها أنا عمر والمناقشه انتهت بانه ساب الاكل وقام عشان اعتقد اني باعايره بوقوفي جنب والدته وأول مرة الاقيه زعلان ومش قادرة اصالحه .. كل اللي عملته اني اتصلت باكتر من صديقه لي عايشين في النمسا وفي فرنسا وفي منهم واحدة اخدت الجنسية كمان وسالتهم عن حياتهم في البلاد دي؛ واحدة فيهم اضطرت تخلع الحجاب فعلا عشان تلاقي شغل وقالت انها بتحتشم ع الاخر لكن ما تغطيش شعرها.!! ممكن تغطيه بشابو او اي حاجة لكن تلف طرحة حول وجهها توصم بالارهاب على طول ..
وصديقتي التانية محجبة بس دي معاها الجنسية، ساعات تتعرض لمضايقات في الشارع بس هي ما بتشتغلش .. وكمان ولادها كلهم بيدرسوا بالالماني فاصبح من الصعب عليهم العودة رغم انها تريدها و تتمناها من قلبها ..
طيب انا ايه اللي يغصبني، دي بلدهم يصدروا قوانين بحظر الحجاب بحظر التجول حتى هما احرار، واحنا كمان احرار اننا ما نعيشش هناك وربنا قال ان ارضه واسعه لنلتمس فيها الرزق .. ليه نضيق اختيارتنا ونختار نعيش في مكان يكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر؟!
ده المسلمين الاوائل و قبلهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ساب احب ارض الله الى الله (مكة) عشان اهلها آذوا المسلمين وفروا بدينهم منها، لماذا لا نجعل الحياه اكثر سهوله بلا تعقيدات ولا ضغوط ؟
وعمر طبعا مش مصدق ابدا ان دي اسبابي الحقيقيه ونظرية المؤامرة بتاعته بدات تدخل ماما طرف في الموضوع رغم انها ما تعرفش حاجه اصلا .. الله يهديك يا عمر ..

قال عمر:
انا مش مصدق نفسي، دي سارة اللي وقفت جنبي قبل كده بكل قوتها و باعت حتى دهبها عشاني .. انا مش مقتنع اني لو عشت برة عقيدتي او ديني حيتأثروا، انا اقدر استعصم لديني وعرضي في اي مكان .. بس تاثير البيئه ع الاطفال؟ يمكن ساره عندها حق في دي .. احنا لينا اقارب في اوروبا اولادهم سابو البيت فى سن سطاشر والقانون هناك يحمي حرية الشاب تماما .. بقى كده يا يحيى بعد التعب والتربيةة دي كلها تسيبلي البيت وتروح تعيش مع صاحبتك؟!
منك لله يا ساره خليتي الفار يلعب في عبي ليه بس؟ ده انا كنت خلاص على وشك ادخل النهارده للمدير واخد القرار، لكن لا مش حاعمل حاجه الا لما نوافق عليها سويا، بس هوه انا اساسا عارف اكلمها دي .. طول النهار على الانترنت مع ابناؤنا فى الخارج بتعمل تحقيقاتها ومداولاتها ..
الله يهديكي يا سارة

قالت سارة:
الظاهر يا ساره حاتضطري تطلعي شهرزاد من علبتها بعد طول اختفاء .. يا رب يفتكر ان عيد جوازنا بكره .. بس حتى لو ما فتكرش، كفاياه الهمّ اللي هوه .. فيه ربنا معاه
بدات خطة عمل عيد الجواز الرابع منذ الصباح الباكر، طبعا نظافة شاملة للشقة بواسطة الشغالة اللي كمان خدت يحيى ودته لماما، وانا نزلت اعمل عمرة موتور عند الكوافير ..
طلبت ان نفس البنت اللي كانت عملتلي ماكياج فرحي تعملي ماكياج زيه بالضبط .. و جبتلها صورة الفرح معايا .. وفعلا عملته زي يومها بالضبط و بنفس الالوان .. وعملت سيشوار .. ياااااه ده شعري طويل قوي .. ما اكتشفتش كده الا بعد ما شفته في المرايه .. كان بقاله شهر عبارة عن كلكيعة كبيرة في راسي .. كل اللي اعرفه عنها انها ما بتخلينييش انام كويس ع المخدة.!!!
روحت البيت و كنت محضرة الاكل من امبارح في التلاجة وما كانش علىّ الا التسخين بس .. وفي خلال الوقت ده طلعت من الدولاب ذكرى غالية اوي .. فستان فرحي .. ياااااه أحلى أيام عمري .. والمفاجاه انه زي ماهوه ..
انا فضلت اني افصل فستان تمليك مش غالي بدل ما أأجر فستان رهيب بنفس التكلفة، عشان أنا عندي حاجات كده في دماغي بخصوص الارتباط النفسي و الحنين .. وهو ده اللي مخليني كارهة اسيب بلدي ..
ويادوب بدات عيني تدمع و افتكر اغنية مصرهي امي .. بلدي بلدي يا بلدي ..
يييه .. ايه اللي جاب بلدي دلوقت بقة؟ ركزي يا شهرزاد .. قصدي يا سارة ..
والمفاجاه الكبيرة اني باقفل السوسته .. قفلت وبصيت في المراية .. مش اعجاب بنفسي والله، لكن حسيت اني حتى احلى من يوم فرحي .. مافيش القلق الجامد بتاع الفرش، ومافيش السهر الطويل قبلها عشان الفستان، وعشان الجزمة، وعشان وعشان .. وكمان ما فيش التقفيلة اللي تحت الفستان لزوم الحجاب .. أكملت زينتي بوضع البارفان وبعدين اطلقت بخور احضرته لي احدى صديقاتي من الكويت، وقالتلي ان الجرام بالشيء الفلاني، وطفيت نور الشقه كله الا نور صغير في المدخل .. وبعدين احترت اقعد فين ..
انا جربت موضوع الاسهم ده و اتبع الاشارات و بتاع قبل كده .. ايه رايك يخش يلاقيكي في وشه المره دي عشان تبقى صدمة، قصدي مفاجاة جامدة ..
شلت الترابيزة المدورة الصغيرة اللي في مدخل الشقه وقعدت ..

قال عمر:
معلش يا عمر خليك انت الكبير، النهارده عيد جوازنا .. خرجت بدري من الشغل و اشتريت هدية لسارة؛ سلسلة ذهبية وفيها دلاية صغيرة على شكل قلب، يمكن تحس ان فعلا قلبي معاها واحضرت تورتة صغيرة وروحت بافتح باب الشقة شميت روايح جميلة دوختني بصراحة .. دي ريحة بخور دي ولا بارفان واللا... ايه ده، وبعدين لقيت قدامي أجمل منظر ممكن يشوفه زوج محب وعاشق ..
وردة بيضاء مفتحة في مدخل البيت، ومش شايف غير الدائرة البيضاء الكبيرة وحبيبة عمري حاطه وشها في الارض وشعرها الجميل مغطى ظهرها واكتافها .. واول ما دخلت رفعت وشها باجمل ابتسامة وأجمل عينين حبيتهم في حياتي وحسيت ان النور جه ..
يا شيخه عايزانى اقعد في مصر و اشحت على باب السيدة .. حاشحت بس ما بعدش عنك ابداً ..
وقلت اللي قدرت اقوله ساعتها: ما شاء الله!!! ..

قالت سارة: ياه وحشتني الكلمة دي من زمان .. دي اغلى كلمة قلتهالي واول كلمة قلتهالي .. فاكر يا عمر ..

قال عمر: ما أنا ما لقيتش حاجه اقولها زمان .. ولا حاجه اقولها دلوقت الا الكلمه دي .. ما شاء الله ..

قالت سارة:
جلس عمر الى جواري على الارض و اكتشفت انه لم ينس عيد زواجنا وانه احضر لي هديه وفتحها ..
الله يا عمر ده كتير اوي .. ده انا مكسوفه منك اوي .. انا ما جبتش هديه عشان....
وضع عمر يده علي شفتى قبل ان اكمل وهمس: انتي هديتي ..
وسكتت شهرزادعن الكلام المباح ..

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

مش معقووولة سارة عمرها ما جابت لعمر هدية!! :D

غير معرف يقول...

كفايه انها بتكلف نفسها وتظبط نفسها زى العروسة علشان عمر وديه اكبر هديه

إرسال تعليق

Facebook Twitter Favorites More