[الجزء الرابع] الحلقة الرابعة

قال عمر:
صحيح انا مش مقتنع اوي بوجهة نظر سارة، و صحيح انها قالت لي خلاص اللي تشوفه يا حبيبي اعمله، لكن انا صليت استخاره امبارح و طلبت من الله يهدينى للصواب .. وانا واثق اني حاشوف علامة النهاردة، يا تخليني اقبل على السفر او تخليني اتراجع واسيبها على الله ..
وصلت الشركه لقيت واحده شعرها اصفر ما شفتهاش قبل كده بتقولي صباح الخير يا باشمهندس عمر، بادقق كويس ما صدقتش عيني، دي آية!! قصدي المهندسة آية .. ده انا شايفها اول امبارح و كانت بالحجاب ايه اللي حصل؟؟؟
كل المكتب كان بيبص لها و يتعجب، لكن ماحدش جروء على انه يسالها، انا سالتها: ايه التغيير ده يا باشمهندسة آية؟ خير ايه اللي حصل؟!!
آية: أبداً .. انت عارف ان الوفد اللي جاي من هولندا حيقابل الستاف النهاردة، وانا قررت اني لازم اسافر ..
عمر: طيب ايه اللي يمنع انك تحافظي برضه على التزامك يا باشمهندسة! هوه ده يتعارض مع الشغل؟
آية: لا مش حيتعارض مع الشغل، لكن اذا كنت فى روما فافعل ما يفعله اهل روما!
عمر: المثل ده وحش اوي على فكرة، ومعناه بالضبط ان الانسان يكون إمعه، وده اللي: نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (( لايكن احدكم إمعة يقول اذا احسن الناس احسنت وإن أساؤوا أسأت))
آية: اظن دي حرية شخصية يا باشمهندس عمر، واللا انت خايف اني آخد المركز اللي انت بتحلم بيه في هولندا؟؟
عمر: باحلم بيه؟! في هولندا؟! اعوذ بالله .. انتي للدرجة دي فهمتيني غلط؟ انا كان هيى مصلحتك ومش مصدق التغيير ده اللي حصلك .. انا حتى ما قررتش لسة اعمل مقابلة مع الوفد الهولندي ..
آية: بص يا باشمهندس عمر بك، دلوقت الحجاب برة علامة على الإرهاب يعني مجرد ما المدير الهولندي يشوفني بيه خلاص حاكون اترفضت، ومافيش لي أي امل .. وانا نفسي اسافر بره تاني واشوف الدنيا واتعلم الجديد .. ايه العيب في كده؟ من ساعة ما جيت هنا وانا باصطدم بعقليات متخلفة .. وانا واثقة ان ربنا حيسامحني عشان في شيوخ افتو اذا كنت قاعد برة وكان من الصعب عليك انك تنفذ دينك بكل حذافيرة ممكن ربنا يسامحك على بعض التجاوزات ..
عمر: و ده مين اللي قال كده بقة؟ مفتى القناة السادسة؟!! امال فين فمن استعصم لدينه وعرضه؟ .. وفين من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب؟
و فجاة سكتّ خالص لما لقيت نفسي باكرر كلام سارة بالضبط، يعني هي كانت عندها برضه حق .. ادي واحده كانت محجبة وحاتخلع حجابها عشان هولندا وشوية فلوس زيادة .. وياريتها فقيرة او محتاجة ..
آية: هييه انت رحت فين.؟ ما كنتش فاكرة نظرتك كدة لاي واحدة مش محجبة يعني تبقى مش مسلمة ..
قال عمر: لا من فضلك، أنا مين عشان أحكم مين مسلمة و مين لأ .. ده ربنا سبحانه وتعالى اللي بيحكم .. لكن بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ..
آية: إزاي تسمح لنفسك تقولي الفسوق؟ انت تخطيت حدودك على فكر .. انا ما كانش لازم اتكلم معاك ولا أرد عليك اساسا ..
عمر: يا باشمهندسة الفسوق مش لازم يكون المقصود بيه الانحراف، لكن أي انسان يحيد عن الطريق السليم اللي كان رسمه لنفسه يكون اسمه كده .. وأنا متاسف يا آنسه آية .. وارجو ما تزعليش مني .. بعد اذنك ..

يااه يا آية .. انت مش عارفه اد إيه ساعدتينى في اتخاذ القرار .. ده انا مش حاروح هولندا مخصوص عشان ما شوفكيش تاني، ازاي فى يوم من الايام قارنتك بسارة اساسا؟؟

وبعد المقابلات مع كل من يريد السفر من المهندسين أعلنت اللجنه اسماء المسافرين، وعلى راسهم طبعا الآنسة آية اللي نالت كل الاعجاب والتقدير من اللجنة .. وطلب مدير فرع القاهره الاجتماع بعمر، وبعد جلسة مطولة معه خرج عمر وعلى وجهه سعادة ورضا لم يعرفهما منذ عاد من العمرة .. وجرى على الموبايل ..

قالت سارة:
منذ الصباح الباكر اعد الدقائق وانظر للهاتف ليبلغني عمر بقراره النهائي في موضوع السفر .. بعد سلسله من صلوات الاستخاره خلال الايام السابقة، كففت عن محاولة اقناعه .. وحتى لم اعد اذكر والدي أو الدتي وتركت أمري كله بين يدى الله (اللهم فارج الهمّ كاشف الغمّ رحمان الدنيا والاخرة ورحيمهما أنت ترحمنا فارحمنا برحمة تغننا بها عمن سواك يا رب)
وبعد ساعات طويلة من القلق رن جرس الموبايل .. بيد مرتعشه رددت على عمر .. وحين أبلغنى بالخبر لم استطع الرد،فقد سجدت لله شكراً في مكاني وعيني مليانة بالدموع ..
يا ما انت كريم يا رب ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Facebook Twitter Favorites More