[الجزء الرابع] الحلقة الحادية عشرة

قالت سارة:
الحمد لله اطمنا على مريم، وكلما مرت الايام ازدادت بحمد الله جمالا و شقاوة، لكن الجمال مش كل حاجة، المهم الاخلاق، انا مش مصدقه اللي بتعمله فيا ده، اخدت على الشيل والهدهدة والدلع، وعايزة كل ما تقول واء تلاقي نفسها يا اما اتشالت يا اما اتفرجت ع التلفزيون، يا خدت حمام وقعدت تلعب في الميه ..
الفتره اللي كنا خايفين فيها عليها دي الظاهر هي دي فترة تكوين الشخصية، وصدقوني الشخصية اللي تكونت مش عاجباني خالص خالص .. اه يا يحيى يا حبيبي، ده انت كنت لقطه والله، بس انا كنت باتبطر، اهى جاتلك اللي تربيكى يا ست سارة، اولا ما بتنامش اكثر من ساعه متصله، وبالنهار، و الساعه دي هي اللي بتحددها، يعني مش حاجة معروفة وهي ملتزمه بيها، وساعات تسرح كده شويه و تغفل وتحسبها عليا نومه .. واخر الليل، حيلي يتهد لحد ما تنام، وانا بس اصلى العشا و اغير هدومي ولسه باحط راسى على المخدة اسمع: اهىء اهىء .. اكدب نفسي و اقول لا يا بت ده عند الجيران فوق، لكن انتي بنتك نامت الحمد لله واحاول اغمض اسمع تاني: اهىء اهىء اهىء .. يا مرّك يا سارة، معقوله حسبت العشر دقايق دول نومه؟ قال ايه ماما بتقولي سيبيها تعيط، اصل العياط ده مش عياط و خلاص، ده مستويات مختلفه وطبقات صوتيه غير بعض .. يعنى لو طنشت بقه، تسمع سارينة الاسعاف علطول، ويحيى يصحى وعمر مش بيصحى عشان انا لسه سايباله الاوضه ينام براحته، وشاطر بس يقولي: مالها مريم و الله انتو ظالمينها ماهي ساكته اهيه عشان فعلا هي طول النهار سعيدة و جميلة، و طول الليل....... يا رب اهديها ..

قال عمر:
البنت مريم دي عسل، حبيبة ابوها، اول ما تشوفني ادخل من الباب تيجي جري بالمشايه عليا و تضحكلي و ترفع ايديها عشان اشيلها، و بقت تحط خدها على وشى عشان ابوسها .. صحيح زى ما قالوا البنات حنينين، لكن حبيبي الاولى يحيى برضه، ما برضاش اشيلها الا لما ابوسه و اسلم عليه .. والبجاحه بقه انها هي اللي بتغير منه وتعيط عشان عايزاني .. ايه ده البنات غياره ليه كده؟
بس مش عارف سارة بتشتكي منها ليه، رغم انها لذيذه و بتضحك، اول مره احس سارة بعيدة عني كده .. وقال ايه انا كنت باشتكي من انشغالها لما ربنا ادانا يحيى، امال دلوقتى
انا تقريبا ما باشوفهاش غير يا اما بتحط الاكل، يا اما بتشيله، يا بترضع مريم، خاصة ان ماما ضغطها عالي اليومين دول وصحتها مش ولا بد، عشان كده سارة شايله الحمل كله .. بس برضه مش كده، ده انا نسيت يعنى ايه نقعد مع بعض قدام التلفزيون، اما عن الخروجات و الفسح، دي بقت من الخيال العلمى خلاص .. وبعد تفكير طويل قررت احاول اعمل حاجه اساعدها بيها ..

"مفاجاة .........."
عمر داخلا من باب الشقة: السلام عليكم، سارة، يا سارة عندي ليكي مفاجاة ..
ردت سارة من المطبخ بصوت خفيض: وطي صوتك انا ما صدقت البنت نايمة عشان احط الاكل، مفاجاه ايه؟
عمر: معلش كنت بادور عليكي .. انا جبتلك شغاله يا سارة، ومقيمه كمان ..
سارة وهى تحاول استعادة ذاكرة الابتسام: لا والله؟ احلف .. ربنا يخليك ليا يا عمورتي .. الحمد لله، عالم بحالي و غني عن سؤالي، بس انا مارضتش اتقل عليك عشان اقساط الشقه و انت مش ناقص ..
عمر: لا مانا موصي البواب من اسبوع يجيبلي واحده من بلدهم، من الصعيد، ما تضربشي في العالي وزمانه طالع بيها وترجعي بقه تفضي كده و تروقي ..
وبعد قليل رن جرس الباب وفتحت سارة، وجدت البواب ومعه طفله صغيرة ظنتها سارة في البدايه ابنته ..
سارة: اهلا يا عم رجب، بنتك دي؟
عم رجب: لا يا هانم، دي الشغاله اللي موصيني عليها البيه ..
صعقت سارة من رده: الشغالة، دى صغيرة اوي يا عم رجب، انا يا دوب اربيها مع مريم و يحيى ..
تدخل عمر: عندها كام سنه دي يا عم رجب ..
عم رجب: دي عمرها اتناشر سنه، ولهلوبه يا بيه .. واشتغلت في بيوت قبل كده كاتير .. وعاتعجبك خالص .. بس ما تنسانيش في الحلاوه .. واستدار عم رجب و ترك الفتاه ومضى ..
سارة: اسمك ايه يا حبيبتي؟
البنت: اسمي نهى .. وانت اسمك ايه؟
سارة: اسمى مدام سارة ..عاشت الاسامي يا نهى ..
البنت: لا ماهو ده مش اسمى الحجيجى، اسمى الحجيجى ريهام ..
ضحكت سارة في سرها و قالت ايه ريهام اللي بيدلعوها نهى دي؟ امال فين زكية وفتحية وام السعد والناس دي؟
سالتها سارة و قد بدات تبدو مثل ماما ساميه في برنامج عروستي: عندك كام سنه يا نهى؟
ردت نهى: أني مش عارفه بس أني هناك من زمان ..
تمتم عمر و كمان هبلة؟ ربنا يستر ..
اشارت سارة لعمر انها تريد الحديث معه على انفراد: بص يا عمر دي طفلة يعني حرام والله .. انا قلبي مش حايطاوعني اشغلها، و شكلها ما يزيدش عن تمن سنين، ده تشغيلها جريمه ..
عمر: ما يمكن صحيح كبيرة وشكلها كده، و بعدين يا ستي على الاقل انتي حاتكوني طيبة معاها وتعامليها كويس، لكن غيرك ممكن يبهدلها .. نجربها بس ولو ما نفعتش نمشيها .. مش حانخسر حاجه ..
حضرت سارة الغداء ووضعت لنهى طعامها الذي انهته بشهيه كبيرة، بعد ان طلبت بصلة من سارة لتاكلها معه، ثم اخدتها للحمام لتبدا مهمة مستحيلة في نظافة نهى ..
سارة: لا صحيح البنت دي مش عندها عشره اتناشر سنة، ده ممكن تكون عندها تلاتين سنة، ده كم القذاره دى لا يمكن يكون اتعمل فى عشر سنين بس، وبعد الحمام خرجت نهى من الحمام مختلفه تماما، و طلبت من سارة كرسى لتقف عليه و تعمل المواعين ..
سارة: حاتعرفي و لا حاتكسري الدنيا؟
نهى: حاعرف يا مدام، بس جوليلى السلك فين والصابون وحاتشوفي ..
قامت سارة بعمل الشاي لها و لعمر ولحماتها، و لاول مره منذ فتره جلسوا جميعا في غرفة المعيشه يتناولون الشاي .. ثم تطوعت ام عمر ان تتابع مريم، حتى تنام سارة قليلا .. وبعد ساعه صحت سارة لتجد نهى في المطبخ وقد انزلت جميع الاواني والحلل، وتغسل بهمه شديده جدا ..
وسمع كل من بالمنزل صوت سارة وهي تصرخ، ايه اللي عملتيه ده يا شيخه، الله يسامحك ..
لم يعرف عمر حين راى المنظر هل يضحك ام يبكي .. نهى غسلت بعض اواني التيفال بالسلك الالمونيوم، و ازالت الطبقه السوداء من عليه، و كانت في طريقها لانهاء الباقي ..
عمر: ليه يا سارة ما حذرتيهاش؟
سارة: وانا كنت اعرف منين انها حاتفتح الدواليب وتطلع الحلل اللى لسه جديده و تغسلها، لا حول و لا قوة الا بالله، ليه كده يا بنتي بس؟
نهى: معلش يا مدام، والله ما كنت اعرف، بالله اضربيني بشويش، بلاش بالجامد بالله احسن الناس اللي كنت عندهم كانو بيضربوني بالجامد ..
سارة وقد صعب عليها حال البنت: انا مش حاضربك خالص، ما تخافيش، بس ما تعمليش حاجة من دماغك عشان خاطري .. ماشي؟
نهى: حاضر .. والله خلاص سماح النوبة ..
اما يحيى فقط ظل طول النهار ينظر لنهى ولا يكلمها، كانه يريد ان يسال من هذا المخلوق الغريب؟ احنا ناقصين؟ مش كفاية السارينة التانية؟
وفي المساء اعدت سارة لنهى مكانا صغيرا لتنام فيه، عباره عن حجرة صغيرة ملحقه بالمطبخ .. وضعت فيها سارة فرشة صغيرة ..
وقبل الفجر صحت سارة لارضاع مريم، فاحست باحد الى جوارها في السرير، ظنته يحيى، فاذا بها..........
يانهار ابيض؟
نهى؟
اصحى يا بنت .. ايه اللي جابك هنا؟
ردت نهى: معلش بالله يا مدام اصلي بخاف جوي جوي، ومش باعرف انام لوحدي واصل .. وانكسفت انام جنب الاستاذ عمر، وحماة حضرتك غالجه الباب على نفسها
تمتمت سارة: جنب مين يا حبيبتي؟ اه وحماتي صحيح ما هي اروبة وعارفة ان فيه نفس غريب في البيت ..
لم ترد سارة على نهى بكلمه، ولكنها قامت لتوقظ عمر ليصلي الفجر وهمست: خلاص والله العظيم، بعد كده حاتلاقي ماكنه في قلب البيت .. حاعمل كل حاجة وكمان حاتزوق واسرّح شعري .. عارف حتلاقي فنانة استعراضية مستنياك، بس عشان خاطري يا شيخ بلاش نهى ..

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

هذا ماحدث لي طيلة سنوات حياة زوجية مدة 24سنة وحتى الان لم انجح في الاستعانة بخادمة ورحلة الشقاء في دار الشقاء مستمرة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!والاجر والصبر والاحتساب عند الله !!!!

Fatma Osama يقول...

تحفة
ياريت كل الناس زى سارة

إرسال تعليق

Facebook Twitter Favorites More