[الجزء الرابع] الحلقة الرابعة عشرة

سارة: أيوة مارينا، مرة نشوفها في حياتنا يعني يجرى ايه؟
عمر: يا سارة يا حبيبتي انتي واحدة زرتي بيت الله، تقولي كده بمنتهى البساطة؟!! نروح مارينا؟! معقولة؟!!
سارة: و الله بدات تفكرني بزكي رستم لما قال لفاتن حمامة: ومش مكسوفة من نفسك يا هانم و انتي بتقولي مارينا، قصدي اللونا بارك؟ ايه اللي حايتغير فينا لما نروح مارينا؟ رب هنا رب هناك وعمرنا ما نعمل حاجه تغضبه ابدا ..
عمر: لو عايزة مصيف اوديكي شقة خالي في اسكندرية .. وايه علاقة مارينا بمدرسة يحيى؟ انا مش فاهمك النهارده خالص ..
سارة: احنا بنروح هناك كل سنه يا عمر من يوم ما اتجوزنا، ومش معقول يعني نتقل على الناس اكتر من كده .. وبعدين انت مش عارف ان يحيى حايسالوه في المدرسة بنصيـّف فين؟ ده ابن بنت خالتي ما اتقبلش في مدرسه عشان قال انهم صيفوا في جمصه .. وابن بنت عمتي ما اتقبلش عشان كتبوا في السي في انهم اعضاء في نادي السكة الحديد ..
عمر: ومالها جمصة يعني؟ وعيبه ايه نادي السكه؟ والمدرسه علاقتها ايه بالحاجات دي اساساً ..
سارة: مش ستايل .. لازم نصيف ستايل السنة دي بقة .. وكمان حازم واسراء وماما وبابا واحمد، كلنا عايزين نصيف سوا .. وكمان ناخد مامتك تغير جو. فرصة بقة نشوف مارينا دي بتتكلم عن ايه .. عشان خاطري يا عمر، مره واحدة بس ومش حاطلب تكرارها .. لمجرد العلم بالشيء ..
عمر: بس انا اعرف ان ايجارات الشقق هناك نار، واحنا بالمنظر ده حانعوز نأجر عمارة من بابها عشان الجيش الجرار ده، اسالي كده عن الايجارات .. بس ما عتقدش ماما حترضى تيجي معانا ..
سارة: سيب مامتك عليـّا انا، واحنا حانقسم الايجار علينا ان شاء الله ..

وبعد ايام من البحث والاستعانة بصديق واتنين كادت سارة تفقد الامل عندما عرفت ان الايجارات تتراوح من الف الى ثلاثة الاف جنيه في اليوم .. يالهوي .. لا ربنا ما يرضاش كده برضه، ده حتى لو عمر رضي يدفع انا مش حاوافق، ده حتى يبقى حرام علينا ..
وبينما هي تفكر في مصيف اخر وجدت اخاها احمد يتصل على الموبايل ..
احمد: لقيتلك حتة فيلا، جميلة وبجنينه .. صحيح مش ع البحر علطول، بس ترى البحر بوضوح .. صحيح هي لزق جنب البوابة، بس اهي اسمها فيلا وبجنينه عشان تكفينا .. و جنبها حمام سباحة حلو ينفع العيال، وايجارها مناسب جدا .. حتى بابا قرر يدفعه كله ويعزمك انت وابيه عمر وكمان اسراء وجوزها .. و فرصه نلطف الجو معاه شوية ..
سارة: و دى لقيتها ازاي يا اروبة انت؟
احمد: دى بتاعت والد واحد صاحبي، وهما مسافرين بره الصيف ده ومش رايحين مارينا اصلا .. الاول ما كانش راضي ياخد مني فلوس خالص، بس انا اصريت، فمامته بعد محايلة وافقت اننا ندفع يعني مبلغ رمزي كده .. وكمان هما مش بياجروها، بس قالوا اكيد احنا حانحافظ عليها عشان معرفه .. وبالمره ندفع شوية استحقاقات هناك، صيانة ومية وحاجات كده عشان ماحدش فاضي يروح يدفع ..
سارة: ندفع اوي يا سيدي .. ربنا يكرمهم يا رب .. انا مبسوطة اننا حانكون مع بعض اكتر ما انا مبسوطه بمارينا، دي اسراء وحشتني موت ..
احمد: بتقول انها دلوقتي احسن وحازم اتحسن معاها اوي من ساعة ما فتحت قلبها وكلمته على اللي مضايقها، وحسنت معاملتها معاه، فاستعادت بقه ذاكرة الحب الضائع هاهاها ..

مرت الايام وعادت اسراء من دبي، واول ما رأت امها واخوتها بدا الجميع في البكاء .. عجيب امر المصريين، يحزنوا يبكوا ويفرحوا يبكوا .. في اللقاء وفي الوداع برضه لازم يبكوا .. وحملت اسراء مريم ورفضت ان تتنازل عنها لاي احد، اذ كانت اول مره تراها، اما المفاجاه ان يحيى تذكر خالته رغم الوقت وانه كان صغيرا حين سافرت، و تعلق بها و قبلها ..
وفي الطريق الى منزل عائلة سارة اخبرتهم اسراء انها في بداية الحمل، فطارت الام من السعادة وانشرح صدر سارة عندما وجدت اختها بدات تتقبل حياتها وتسعد بها .. و كان احمد اكثرهم فرحه بعودة اسراء .. و بعد الغداء في منزل الام، طلب حازم من اسراء التوجه لمنزلهم ..
اسراء: حاضر يا حبيبي انا جايه اهه ..
ام سارة: طيب يا بني ما تخش تريح؟ الاوض كتير وانا محضرالكم اوضة اسراء القديمه عشان لما تيحي تبقى براحتك ..
رد حازم في اقتضاب: معلش يا طنط عشان بس افضي الشنط واكون براحتي ..
همست سارة لامها: سيبيهم براحتهم يا ماما .. استحملنا سنه ممكن نستحمل كمان يوم ..

وبعد نزول اسراء كانت الام تستشيط غضبا من حازم الذي حرمها من ابنتها طوال عام كامل، و ايضا ابى الا ان ياخذها الان فقالت سارة تهدىء امها:
معلش يا ماما اعذريه، ده جاي من سفر و تعبان، ولسه كمان حتلاقيه عايز يروح يشوف اهله .. ده انا ما كنتش مصدقه لما وافق ييجي من المطار علينا الاول، وبعدين يا جماعة احنا حناخد وقت لحد ما حازم ياخد علينا ويحبنا، ما تنسوش المشاكل بتاعة الشقه و الجهاز والفرح، اكيد لسه ماثره عليه، يا ما نصحتك يا ماما وقلت لك ان المشاكل دي حاتعدي ومش حايفضل الا مرارتها بعد الجواز ..
الام: يا بنتي انا كنت خايفة على اختك، و زي اي ام كنت باحاول أأمن مستقبل بنتي .. كنت اسيبه ياخدها ويسافر من غير شقة ولا جهاز؟ اهي الشقة نفعته وخلته يتنطط علينا اهوه ..
سارة: عايزين يا ماما نزيل الرواسب دي كلها ونفتح قلبنا لحازم عشان خاطر اسراء مش اكتر ..
الام: والله انا باحبه، وكل كلمة قلتها كانت في مصلحتهم الاتنين .. ومادام بنتي سعيدة ومرتاحه معاه، انا مش عايزه حاجه من الدنيا ..

قال عمر:
سارة دي اول ما تحط حاجه في دماغها لازم تعملها، لقت فيلا في مارينا، وبسعر كويس، وبدات استعدادها للمصيف .. قال ايه عايزه تجيب مايوه لمريم .. انا ما عنديش بنات تلبس مايوهات، بس مش حازعـّل سارة المره دي، لكن اول ما تتم تلات سنين ممنوع منعا باتا .. ويحيى طول النهار يتمرن سباحة؛ بيلبس العوامة الجديدة ويقعد في البانيو .. بس اللي غايظني ان سارة رايحة جايه تشتري حاجات كده زي ما يكون رايحين الصحرا .. صحابها حذروها من الاسعار هناك فقررت تاخد خزين العمر كله .. اللي ما توقعتوش بقة، فرحة ماما بالروحة لمارينا، انا كنت متخيل انها مش حاترضى تروح، لكن لقيتها فاقت كدة وصحتها اتحسنت وايدها بايد سارة في الشراء وعمل المنين والطقوس الغريبة اللي شغالين فيها دي .. الاقوى من كده بقة اختي دينا جت هي وطارق جوزها من بره، ولما ماما قالت لها على مارينا، قررت هي وجوزها وولادها ييجو هما كمان في نفس الوقت معانا .. ولما مالقوش حجز في حته، سارة ومامتها اصروا انهم ينزلوا معانا .. الطف بينا يارب، ده احنا محتاجين كده ناجر شارع بحاله مش عماره ..

قالت سارة:
ما كنتش فاكرة ان الاعداد للمصيف مرهق كده، انا هلكت عشان اشتري لمريم المايوه .. انا واسراء ودينا بقه اكتشفنا اختراع جديد، عمري ما شفته في حياتي قبل كده، مايوه شرعي هاها.!!!
في الاول استغربت، منين مايوه ومنين شرعي؟ بس لما شفناه لقيناه فعلا مغطى الجسم كله و له طرحه كمان بتتلبس على الراس، وفستان صغير فوقه .. رحنا اشترينا تلاتة، ده احنا مانزلناش البحر من زمن .. اما مايوه مريم اللي فيه اتنين سنتي قماش طلع اغلى من المايوه بتاعي اللى استهلك توب كامل عشان ينفذوه ..
كمان عملنا حسابنا انا وماما ووحماتي وقسمنا شغل الامن الغذائي علينا .. حضرنا حاجات كتير عشان الوقت هناك يبقى كله فسحه ..
وفي فجر يوم الجمعة انطلقنا كلنا انا مع عمر ووالدته بسيارته، واحمد يحمل معه امي وابي و اسراء وزوجها، ودينا اخت عمر وزوجها وابناءها في سيارتهم .. وكان الطريق طويلا، و وقفنا عند ماستر لزوم العيال تفطر وتروح التواليت .. ووصلنا اخيرا لبوابات جمهورية مارينا .. كان معانا كارتين فقط لدخول مارينا، اصر احمد انه عمر ياخد واحد وطارق زوج دينا ياخد التاني، وقال: عيب عليكي، كروت ايه بس؟ هاتخلي الاولاد ياخدوا عليا كده في مارينا ..؟
المفاجاه انه فعلا دخل كده هاهاها .. رفع يده بكل ثقه للحارس، فخاف ان يساله عن الكارت ..
عمر: الواد اخوكي ده عسل والله، ياما عملها قبل كده في المعمورة والمنتزه، ودايما بتفلح معاه، على رايه، المهم الثقة ..

قالت سارة:
وصلنا اخيرا للفيلا التي يبدو انها لم تفتح منذ عام مضى .. انها واسعة ومريحة لكني احترت ادور على البحر اللي تراه الفيلا بوضوح ..
احمد: واضح انها ترى البحر فعلا، في التلفزيون هاها .. مش تحمدو ربنا، مش كفايه انكم في مارينا ..
و بعدها ذهب الرجال لصلاة الجمعة، وبدانا المهمة المستحيلة في تنظيف الفيلا وفرشها .. وقسمنا انفسنا على الغرف، مثل المعسكر الكشفي .. و انطلقت امي تردد: مافيهاش حاجه حصيرة الصيف واسعة ..
وذلك حتى تخفف الحرج عن حماتي ودينا .. يا رب يخليكي يا امي ..

قال عمر:
احيانا الواحد بيحمد ربنا على انه راجل .. ذهبنا لصلاة الجمعة و تركنا شؤون التنظيف والتوضيب للسيدات، حماهن الله، وصلينا في الجامع القريب من الفيلا .. والله عمار يا مصر، انا قلت حلاقي الجامع فاضي، لكن ما شاء الله كان ممتلئا عن اخره، وكمان فيه ناس فارشه في الشارع ..
وعدنا وكنت اول من دخل الفيلا .. فوجئت بمنظر غريب جدا، وصرخت: حراميه حراميااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه .!!

2 التعليقات:

Semsem Moro يقول...

ههههههههههههههه حرامية حرامية

Eshraga Abdallah يقول...

النساء صابرات حامدات قانتات

إرسال تعليق

Facebook Twitter Favorites More