وصلت ام عمر الى كلورادو، لتجد زوج ابنتها فى انتظارها دون داليا، و عندما تساءلت عما منعها من الحضور، اخبرها انها تجرى فحوصاً دوريه بالمستشفى، و لذلك هرعت الام مع هشام الى هناك و قلبها يحدثها ان هناك مكروه
و فور وصولها الى ابنتها، بدأت داليا فى البكاء، و هى تردد: ماما، و حشتينى يا ماما، انا محتاجاكى يا امى، انا عمرى ما حسيت قد ايه بتحبينى الا بعد ما سمعت دقات قلب الجنين فى بطنى
هشام: انا اضطريت اخبى عليكى يا طنط، بس احنا حقيقى فى مشكله كبيره
الام: خير يا ابنى، خير يا حبيبة امك، فيكى ايه يا بنتى؟
لم تستطع داليا الرد، لكن هشام اجاب: داليا عندها جلطه فى الساق يا طنط، و الدكتور لازم يبدأ يديها ادويه لاذابة الجلطه و تسييل الدم
الام: طيب يا ابنى و الادويه دى فيها خطر على الجنين
تكلمت داليا من بين دموعها: مش خطر بس يا ماما، لو اخدت الادويه دى احتمال كبير جدا ان الجنين ينزل، الدكتور فهمنى كده بكل بساطه، و عاوز يمضينى على اقرار بعدم مسئوليته لو حصل اجهاض، و انا خلاص ارتبطت بالطفل ده
من ساعة ما سمعت نبض قلبه و انا حاسه انه جزء منى، اهم من رجلى و من الام الجلطه و من كل حاجه، انا فهمت كلمتك زمان يا ماما، فهمت يعنى ايه قلبى شافه قبل عينى
ارتاعت الام لسماعها ذلك الكلام، لقد كانت فرص داليا فى الحمل تتضاءل يوماً بعد يوم، و لم تتمسك هى يوماً بالبحث عن العلاج، لكنها اليوم، بعد ان حملت فعلاً اصبح كل املها فى الحياه و اكدت لها داليا ذلك الان حين قالت: انا مش حامضى على ورقه يموتوا بيها ابنى، و املى، لا يا ماما، انا قلت لهم حاستحمل الم الجلطه لحد ما الحمل يخلص .
هشام: يا داليا يا حبيبتى، الموضوع مش الام و بس، فى احتمال الجلطه دى لا قدر الله تمشى فى الدم و توصل للقلب و ساعتها اخسرك يا عمرى كله، انت عندى بكل اطفال الدنيا
داليا: خلاص يا هشام، اقطعوا رجلى، انا مش عاوزاها، بس عاوزه ابنى، خليهم يقطعوا رجلى يا هشام بس الجنين ده يفضل
--------------------------------------------------------------------------------------
بعد تلك الطلقه المدويه، صمت كل شىء، حتى صوت الموسيقى، توقف الزمن للحظات، تلفت خلالها الجميع حولهم، ليعرفوا ان كان احداً قد اصيب
فوجئوا بصوت مروه تصرخ: لالالالالا احمااااااااااااااااد
كان المصاب هو .. العريس
من ضمن عشرات بل مئات، اختارت تلك الرصاصه المحشوره فى ماسورة المسدس صدر احمد لكى تخترقه، لم يصرخ، او حتى يئن، فقط تحسس صدره بيده، ثم نظر الي كفه الغارقه فى الدماء، و العروس امامه مباشرة، تنظر اليه بعينان زائغتان
و تعلقت عيناه بمروه ثم سقط مغشياً عليه، و بعدها تكاثر المدعوون حوله
وكان اول من دفعهم بيديه حتى يصل لاحمد، هو صديقه الضابط، مصطفى، الذى اطلق الرصاصه الخاطئه، بالرغم من الصدمه و المفاجأه، نزل ليحمله على كتفه و يجرى به الى خارج الفندق كالمذعور
حتى وصل لسيارته، حمل فيها احمد و توجه الى اقرب مستشفى للفندق
و هناك، دخل احمد الى غرفة العناية المركزه
و بدأت رحلة البحث عن طبيب، اليوم عيد، و معظم الاطباء فى اجازه، و تليفوناتهم مغلفه، و اوصى الطبيب المناوب بايجاد جراح قلب و صدر .. الان
اما عن حالة عائلة احمد و كل المدعوين، حدث ولا حرج
كانت الام محموله تقريباً بعد ان عجزت ساقاها عن احتمالها، و على لسانها كلمة واحد: استرها يا رب، خليهولى يا رب، الطف بينا يا رب و الى جوارها والدة مروه تلهج بنفس الادعيه
اما والده، كان يحاول ان يبدو رابط الجأش و ان يتصل بمعارفه عله يجد جراحاً فى ذلك الوقت، لكن قلبه كانت تضطرم فيه النيران لمجرد تصور امكانية الحياه بدون احمد، ابنه، صديقه، هدية الله له، لقد انجبه بعد ان تعدى الاربعين، و كان يحلم بتلك الليله، كان يخشى ان يموت قبل ان يطمئن عليه، لكنه لم يشك لحظه ان احمد نفسه يمكن أن يتركه و .. يموت
من ان لاخر ينفض راسه و يهزها بشده يمنه و يسره ليطرد ذلك الخاطر عن راسه، و يهتف من اعماقه، املى فيك كبير يا رب، احفظه و ابقه لى و لامه، اللهم ارفع عنه البلاء و انقذه يا اله العالمين، احمد ابنى حبيبى، وهبته لى على الكبر، و ووهبته حسن الخلقه و الخلق، لا تسيئنى فيه يا كريم
اما سارة، فلم تستطع الاحتفاظ برباطة جأشها امام امها، لقد فرت من امامها، لعدم استطاعتها مواجهة عيناها، و لا مواجهة ذلك الاحتمال القائم، احتمال فقده، لم تفكر ساعتها كيف حدث ذلك، و لم تفكر فى صديق احمد، كل ما فكرت فيه، هو اخوها، ثم تذكرت ان لديها تلميذه بالفصل والدها من اشهر اطباء القلب فى مصر، و هرعت الى موبايلها حيث كانت تخزن رقم تلميذتها شانها شان العديد من تلاميذها
و حين ردت عليها الفتاة، و احست بارتياعها، جرت لتنادى اباها، الذى كان موبايله الشخصى مغلقاً و كانت العائله كلها فى احد فنادق الهرم للاحتفال بالعيد
سارة: دكتور حمدى، ارجوك يا دكتور، عاوزه منك معروف، اكبر معروف ممكن يتعمل لى فى حياتى، اخويا، اخويا يا دكتور اخويا
د. حمدى: طيب يا ميس سارة ممكن تهدى بس شويه و تكلمينى بشويش عشان افهم
سارة: اخويا اتصاب برصاصه فى فرحه، و محتاجين جراح قلب و صدر عشان النزيف مش راضى يقف، ممكن يا دكتور تيجى دلوقت فى مستشفى كليوباترا، ارجوك يا دكتور ارجوك
و لم تستطع سارة الكلام بعد ذلك، اذ انهارت فى وصلة بكاء طويله لم يقطعها الا رد الطبيب:
طبعاً ممكن، ان شاء الله نص ساعه و اكون عندك، ممكن تدينى حد من المستشفى
و بالفعل، استطاعت سارة اعطاء الهاتف للطبيب المناوب، الذى استمع لتعليمات دكتور حمدى بانتباه كامل، و تحرك بعدها لاعداد غرفة العمليات و اتخاذ اجراءات من شانها ايقاف النزيف
قامت بعدها سارة بالاتصال باختها فى الخارج و ابلغتها بما حدث كاملاً، لم تكن تستطيع تحمل مسئولية ما يمكن ان يحدث دون علم اسراء
حين علمت اسراء، اخذت فى الصراخ، و العويل حتى سمعها زوجها، و قام بسرعه و ارتدى ملابسه، ثم عمل كل الاتصالات الممكنه بشركات الطيران، و استطاع بالفعل ايجاد تذكره على طائرة ستغادر لمصر فى خلال ساعه و احده، فى تلك الساعه كان حازم قد اعد حقيبة زوجته بسرعه قياسيه، و حملها حملاً الى المطار و اوصى عليها كل من على الطائره حتى يعتنوا بها خلال وقت الرحله و مراعاة ظروفها النفسيه السيئه
كانت رحلتها بالطائره قطعه من العذاب، كل الاحتمالات ممكنه، و لا تستطيع الاتصال باهلها ولا الاطمئنان علي احمد، كل ما تستطيعه الدعاء و فقط الدعاء لله العلى القدير ان ينجيه
دخلت سارة على اخيها الغرفه بناء على الحاحها الشديد، و فى يدها المصحف، وكل ماطلبته ان تمسك بيده و تقرأ القران
و بدأت بقراءة السور التى يحبها، و يحفظها، سورة المؤمنون، و سورة ياسين، و سورة تبارك، والكهف و البقره، كانت تمسك بيده و دموعها تجرى بلا انقطاع و كانت احيانا تحس بضغطه خفيفه من يده على يدها او كانت تتوهم ذلك حين تلت قول الله تعالى
و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة و العشي يريدون وجهه
و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا
كلما احست بضغطة يده تمعن فى القراءه و التضرع لله
كانت مروه فى غرفه اخرى من غرف المستشفى، اغشى عليها بعد احمد بلحظات، و اصيبت بانهيار شديد، كانت كمن نزل من سابع سماء الى سابع ارض فى لحظه و احده
فى عز سعادتها و فرحتها به، تصبح على وشك فقده .. الى الابد
و بعد نصف ساعة كانت المستشفى تغص بالناس، من كل حدب و صوب، جيران و اصدقاء، و حتى اصدقاء الاصدقاء، و بعدها وصل الطبيب
و تعلقت عيون الكل باحمد و هو يخرج على سرير نقال من غرفة الانعاش الى غرفة العمليات
فى خضم تلك الاحداث كانت ام عمر تحاول الاتصال بابنها لكى تطمئنه عليها و تخبره بحالة داليا، و تطلب اليه تهدئتها، و اقناعها بتعاطى الدواء الذى من شانه انقاذ حياتها
لكنها فوجئت ان عمراً لا يرد، و لا حتى دينا و لا زوجها، جربت ارقامهم واحداً و احداً لكنها لم تجد رداً
و عندما طمأنها هشام بانهم من الممكن ان يكونوا فى حفل الخطوبه لذلك لا يستطيعون سماعها، لكن ذلك لم يمنع قلقها، لانها كانت تعلم انها الان الثالثه صباحاً و ان الحفل من المستحيل ان يستمر حتى ذلك الوقت
و بعد قليل اتصلت دينا بها
دينا: حمدلله ع السلامه يا ماما
الام: الله يسلمك يا حبيتى من كل شر، انتم فين ما حدش بيرد ليه
ردت دينا بصوت مرتعش: ابداً يا ماما احنا كويسين، اهم حاجه داليا كويسه؟
و حين حكت الام لدينا عن مشكلة اختها، وجدت دينا نفسها رغماً عنها تبكى بصوت مرتفع و هى تقول: خليها تاخد الادويه يا ماما، ده لسه جنين ياماما، لا عرفته و لا شافته، امال طنط مامة سارة تعمل ايه؟ تعمل ايه يا ناس
الام: مالها يا بنتى طانطك فاطمه، ايه اللى حصل، وقعتى قلبى
دينا: احمد يا ماما، احمد اتصاب فى خطوبته برصاصه، و راقد فى المستشفى بين الحياه و الموت
انتفضت الام لسماعها ذلك الخبر و ظلت تصرخ بلا انقطاع: يا حبيبى يا ابنى، يا حبيب امك يا خويا، يا رب نجيه، يا رب ما تورى حد فى ضناه
و انهارت بعدها فى نوبة بكاء مما جعل هشام يمسك بالسماعه و ينهى المكالمه امام داليا الذاهله
و فى المستشفى، خرج احد الممرضين من غرفة الانعاش ليطلب من كل الموجودين التبرع بالدم اذا كانت فصيلتهم مطابقه لفصيلة احمد النادره، كان فصيلة أو، و بالفعل كان عدد من الموجودين يحمل تلك الفصيله، و لذلك تم التبرع فى ثوان، ساعتها حمد الجميع الله على ان ما حدث قد حدث اثناء الحفل و ان كل هذه العدد من الناس كانوا موجودين وقتها فى المستشفى
كان البوليس قد وصل للمستشفى، و مصطفى يصلى فى احد غرف المستشفى منذ لحظة دخول احمد و يدعو الله ان ينجيه، لائماً نفسه على اصطحابه لسلاحه، معتمداً على انه ضابط يحضر الحفل ببذلته الرسميه، لقد طلب اليه احمد ذلك، كان يحبه و يتباهى به وسط اهله و اصدقاءه، و حين اخرج مصطفى مسدسه لم يستطع احداً من امن الفندق الاعتراض، ليتهم اعترضوا، ليتهم منعوه، ليته لم يدخل كلية الشرطه من الاساس، يا رب انقذ احمد و اللى يحصلى يحصلى
كان ذلك لسان حاله حين وصل البوليس و اخذوه معهم، لم يقبضوا عليه طبعاً لاعتبارات الزماله، فقط طلبوا منه الذهاب معهم الى القسم، حاول ان يطلب اليهم الانتظار حتى يطمئن على احمد، لكنهم لم يسمحوا له بذلك
خرج الطبيب من غرفة العمليات، ليطلب من الجميع الذين تدافعوا نحوه الاطمئنان، لقد استطاع انتزاع الرصاصه، و تم تعويض معظم الدماء النازفه من التبرعات، و اصبحت افاقة احمد عملية مرتبطه بتوفيق الله و لطفه سبحانه
حين سمع والد احمد تلك الجمله، انقض على يد الطبيب يريد تقبيلها لكن الطبيب قال فى لطف و هو يبعد يده عنه: استغفر الله، ده واجبى، ربنا يخلى احمد و يكمل شفاؤه على خير ان شاء الله
و بعد قليل كانت الانباء قد وصلت مروه، فتحاملت على نفسها و قامت من سريرها لتذهب لغرفة الانعاش حيث كان يرقد احمد، و ظلت تنظر اليه من خلف الزجاج و تناجيه: ا
احمد، حبيب عمرى، ربنا يخليك و يحفظك، مش حاقول خد من عمرى و اديه يا رب، و انت عارف ان حياته اغلى عندى من حياتى، لكن حاقول خلينا لبعض، عشان انا عارفه احمد مش حايستحمل يشوفنى او يشوف اى حد بيحصله حاجه و حشه، انت عارف قلبه يا رب، ده لما كان حد من صحابنا مامته ولا باباه يتوفى، كان احمد يعيط فى العزاء و يقول يا رب ما اشوفش اليوم ده، يا رب اموت قبل امى و ابويا، اديله على قد نيته و طيبته مع كل الناس و طول فى عمره، نجيه و اشفيه يا رب
حين سمعت داليا بما حدث لاحمد ليلة خطبته، تغيرت كل افكارها فجأه، فكرت فى تلك الام التى ربت اكثر من عشرين سنه، فى لحظه واحده تكاد ان تخسر هذا الرجل لا الجنين، هل لو اصرت على رفض العلاج تملك ان تطيل عمر جنينها لحظه واحده، اليس من الممكن ان يولد و يعيش سنيناً، ثم تفقده فى لحظه؟
انها لا تعرف احمد، فقط راته مره او مرتين فى زيارة لمصر، لكنها تحس الان بشعور امه، و شعور سارة، بل انها هى نفسها تخاف عليه و تدعو له بالنجاه، كذلك فكرت فى امها، كيف تغامر ان تورث امها ذلك الحزن الذى تشفق على نفسها منه، ان فقدت حياتها بسبب تلك الجلطه، كيف لها ان تكون بكل تلك الانانيه؟ و لا تفكر فى هشام و اخواتها و حزنهم ان اصابها مكروه، كل ذلك من اجل الامل فى جنين لم يتخلق بعد؟
و فجأه جلست فى سريرها و قالت: هشام، انا موافقه على العلاج
I will take my chances
و ربنا سبحانه و تعالى قادر ياخد منى الطفل ده فى اى وقت، زى ما هو قادر يحفظه ان شاء برغم العلاج و الادويه
و بالفعل احضر هشام الاقرار لتوقعه داليا بيد مرتعشه، و هى تحاول عابثه تمالك نفسها امام امها التى كانت تبكى قلقاً على احمد و على داليا و على طفلها الذى لازال فى علم الغيب
انها لحظة سحريه
ليس لها وصف الا هذا
لحظة فتح احمد عينيه
و ادارهما فى الغرفه، و قال بصوت ضعيف: انا فين؟ ماما، سارة، مروه، انتم كلكم معيطين ليه كده، ايه اللى جابنى هنا؟ مالك يا ماما؟ ايه داااااه؟ اسراء انت جيتى امته و ازاى؟؟؟؟
الام: انت بخير يا حبيب امك، و انا كمان بخير طول ما انت كويس، ربنا يخليك ليا و يحفظك و يجعل يومى قبل يومك يا حبيبى
اسراء: جيت يا سيدى، شفت كانت مكتوبالى انى اشوفك و انت عريس يا حبيب قلبى
سارة: كده خضتنا يا احمد، حمدلله على سلامتك يا ضنايا انت
احمد: اخيراً يا سارة اعترفت انك مامتى الصغيره؟ انا حلمت بيكى و سمعت صوتك بتقرى قرأن ى
سارة: ما كانش حلم يا حبيبى، كانت حقيقه و ايدك فى ايدى، ربنا كتب لك عمر جديد يا احمد
اقتربت مروه منه، و امسكت لاول مره فى حياتها بيده، و قبض على كفها قائلاً: فهمينى يا مروه، ايه اللى حصل؟ انت لسه بفستان الخطوبه ليه؟ و انا هنا باعمل ايه؟
و خلال دقائق كان احمد قد ادرك ما حدث، و عرف انه كان امس بين الحياة و الموت، و علم ان صديقه المقرب الان فى القسم و ان مصر كلها امام المستشفى، و حتى اسراء حين علمت جاءت فى خلال ساعات قلائل لتراه او لتودعه
نظرت اليه اسراء و سامحت حازم على اعتراضاته السابقه بشأن نزولها مصر، بل سامحته على كل اساءه حدثت منه منذ عرفته، و احبته اكثر، حتى طفلها فى بطنها منه، احست انها تحبه اكثر، حين فتح احمد عيناه، و راته، احست انها تراه لاول مره، ترى الدنيا كلها لاول مره،
احمد .. ..ا
كنز كان مختبئاً فى ركن من حياتها، و لم تعرف قيمته الحقيقيه الا فى هذه اللحظه، الاخ، السند، الصديق، و يكفى انه احمد
افاقت اسراء من تاملاتها على صوت احمد يقول: لازم اروح القسم اطلع مصطفى يا ماما، ارجوكم ما تسيبهوش يتسجن
الام: يطلع؟ ده انا نفسى يتبهدل، هو ضرب النار لعبه؟ و الله كان قلبى حايقع لما سمعت اول طلقه و حاولت اوصله و امنعه لكن فشلت، ده استهتار
احمد: يعنى هو كان قصده يا امى، ارجوكى لازم ننقذه، و بعدين انا عرفت غلاوتى عندكم رب ضارة نافعه، انا ما كنتش فاكر كده
الام: غلاوتك انت عارفها يا حبيبى، انت نور عينى الاتنين، ربنا يخليك لينا
تدخل عمر حين لمح قلق احمد على صديقه قائلاً: حاضر يا احمد، اللى انت عاوزه حايتعمل ان شاء الله
استطاع عمر تهدئة احمد لانه كان يعلم كم يحب هذا الشاب اصدقاءه و كان يعلم انه لن يهدأ حتى يعرف بخروج مصطفى، خاصة بعد ان علم ان مصطفى نفسه هو الذى حمله على كتفه و احضره الى المستشىفى، بدلاً من ان يهرب او يجبن
و انتهت تلك الليله بفرحه اكبر من التى بدأت بها، حقاً ان الانسان لا يعلم مدى حبه لشخص ما، حتى يختبره الله في هذا الشخص، فيحس ان العالم قد فرغ تماما الا منه، و كأنه هو كل الدنيا و كل الناس
، حقاً ما اقرب الموت، و ما اسرع ما تمضى الحياه، و لا ينفع فيها الا العمل الصالح
أما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض
اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين المتقين
اللهم اغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك
و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك
و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا
اللهم احسن خواتيمنا و توفنا مسلمين و الحقنا بالصالحين
انك انت السميع العليم مجيب الدعاء يا رب العالمين
و فور وصولها الى ابنتها، بدأت داليا فى البكاء، و هى تردد: ماما، و حشتينى يا ماما، انا محتاجاكى يا امى، انا عمرى ما حسيت قد ايه بتحبينى الا بعد ما سمعت دقات قلب الجنين فى بطنى
هشام: انا اضطريت اخبى عليكى يا طنط، بس احنا حقيقى فى مشكله كبيره
الام: خير يا ابنى، خير يا حبيبة امك، فيكى ايه يا بنتى؟
لم تستطع داليا الرد، لكن هشام اجاب: داليا عندها جلطه فى الساق يا طنط، و الدكتور لازم يبدأ يديها ادويه لاذابة الجلطه و تسييل الدم
الام: طيب يا ابنى و الادويه دى فيها خطر على الجنين
تكلمت داليا من بين دموعها: مش خطر بس يا ماما، لو اخدت الادويه دى احتمال كبير جدا ان الجنين ينزل، الدكتور فهمنى كده بكل بساطه، و عاوز يمضينى على اقرار بعدم مسئوليته لو حصل اجهاض، و انا خلاص ارتبطت بالطفل ده
من ساعة ما سمعت نبض قلبه و انا حاسه انه جزء منى، اهم من رجلى و من الام الجلطه و من كل حاجه، انا فهمت كلمتك زمان يا ماما، فهمت يعنى ايه قلبى شافه قبل عينى
ارتاعت الام لسماعها ذلك الكلام، لقد كانت فرص داليا فى الحمل تتضاءل يوماً بعد يوم، و لم تتمسك هى يوماً بالبحث عن العلاج، لكنها اليوم، بعد ان حملت فعلاً اصبح كل املها فى الحياه و اكدت لها داليا ذلك الان حين قالت: انا مش حامضى على ورقه يموتوا بيها ابنى، و املى، لا يا ماما، انا قلت لهم حاستحمل الم الجلطه لحد ما الحمل يخلص .
هشام: يا داليا يا حبيبتى، الموضوع مش الام و بس، فى احتمال الجلطه دى لا قدر الله تمشى فى الدم و توصل للقلب و ساعتها اخسرك يا عمرى كله، انت عندى بكل اطفال الدنيا
داليا: خلاص يا هشام، اقطعوا رجلى، انا مش عاوزاها، بس عاوزه ابنى، خليهم يقطعوا رجلى يا هشام بس الجنين ده يفضل
--------------------------------------------------------------------------------------
بعد تلك الطلقه المدويه، صمت كل شىء، حتى صوت الموسيقى، توقف الزمن للحظات، تلفت خلالها الجميع حولهم، ليعرفوا ان كان احداً قد اصيب
فوجئوا بصوت مروه تصرخ: لالالالالا احمااااااااااااااااد
كان المصاب هو .. العريس
من ضمن عشرات بل مئات، اختارت تلك الرصاصه المحشوره فى ماسورة المسدس صدر احمد لكى تخترقه، لم يصرخ، او حتى يئن، فقط تحسس صدره بيده، ثم نظر الي كفه الغارقه فى الدماء، و العروس امامه مباشرة، تنظر اليه بعينان زائغتان
و تعلقت عيناه بمروه ثم سقط مغشياً عليه، و بعدها تكاثر المدعوون حوله
وكان اول من دفعهم بيديه حتى يصل لاحمد، هو صديقه الضابط، مصطفى، الذى اطلق الرصاصه الخاطئه، بالرغم من الصدمه و المفاجأه، نزل ليحمله على كتفه و يجرى به الى خارج الفندق كالمذعور
حتى وصل لسيارته، حمل فيها احمد و توجه الى اقرب مستشفى للفندق
و هناك، دخل احمد الى غرفة العناية المركزه
و بدأت رحلة البحث عن طبيب، اليوم عيد، و معظم الاطباء فى اجازه، و تليفوناتهم مغلفه، و اوصى الطبيب المناوب بايجاد جراح قلب و صدر .. الان
اما عن حالة عائلة احمد و كل المدعوين، حدث ولا حرج
كانت الام محموله تقريباً بعد ان عجزت ساقاها عن احتمالها، و على لسانها كلمة واحد: استرها يا رب، خليهولى يا رب، الطف بينا يا رب و الى جوارها والدة مروه تلهج بنفس الادعيه
اما والده، كان يحاول ان يبدو رابط الجأش و ان يتصل بمعارفه عله يجد جراحاً فى ذلك الوقت، لكن قلبه كانت تضطرم فيه النيران لمجرد تصور امكانية الحياه بدون احمد، ابنه، صديقه، هدية الله له، لقد انجبه بعد ان تعدى الاربعين، و كان يحلم بتلك الليله، كان يخشى ان يموت قبل ان يطمئن عليه، لكنه لم يشك لحظه ان احمد نفسه يمكن أن يتركه و .. يموت
من ان لاخر ينفض راسه و يهزها بشده يمنه و يسره ليطرد ذلك الخاطر عن راسه، و يهتف من اعماقه، املى فيك كبير يا رب، احفظه و ابقه لى و لامه، اللهم ارفع عنه البلاء و انقذه يا اله العالمين، احمد ابنى حبيبى، وهبته لى على الكبر، و ووهبته حسن الخلقه و الخلق، لا تسيئنى فيه يا كريم
اما سارة، فلم تستطع الاحتفاظ برباطة جأشها امام امها، لقد فرت من امامها، لعدم استطاعتها مواجهة عيناها، و لا مواجهة ذلك الاحتمال القائم، احتمال فقده، لم تفكر ساعتها كيف حدث ذلك، و لم تفكر فى صديق احمد، كل ما فكرت فيه، هو اخوها، ثم تذكرت ان لديها تلميذه بالفصل والدها من اشهر اطباء القلب فى مصر، و هرعت الى موبايلها حيث كانت تخزن رقم تلميذتها شانها شان العديد من تلاميذها
و حين ردت عليها الفتاة، و احست بارتياعها، جرت لتنادى اباها، الذى كان موبايله الشخصى مغلقاً و كانت العائله كلها فى احد فنادق الهرم للاحتفال بالعيد
سارة: دكتور حمدى، ارجوك يا دكتور، عاوزه منك معروف، اكبر معروف ممكن يتعمل لى فى حياتى، اخويا، اخويا يا دكتور اخويا
د. حمدى: طيب يا ميس سارة ممكن تهدى بس شويه و تكلمينى بشويش عشان افهم
سارة: اخويا اتصاب برصاصه فى فرحه، و محتاجين جراح قلب و صدر عشان النزيف مش راضى يقف، ممكن يا دكتور تيجى دلوقت فى مستشفى كليوباترا، ارجوك يا دكتور ارجوك
و لم تستطع سارة الكلام بعد ذلك، اذ انهارت فى وصلة بكاء طويله لم يقطعها الا رد الطبيب:
طبعاً ممكن، ان شاء الله نص ساعه و اكون عندك، ممكن تدينى حد من المستشفى
و بالفعل، استطاعت سارة اعطاء الهاتف للطبيب المناوب، الذى استمع لتعليمات دكتور حمدى بانتباه كامل، و تحرك بعدها لاعداد غرفة العمليات و اتخاذ اجراءات من شانها ايقاف النزيف
قامت بعدها سارة بالاتصال باختها فى الخارج و ابلغتها بما حدث كاملاً، لم تكن تستطيع تحمل مسئولية ما يمكن ان يحدث دون علم اسراء
حين علمت اسراء، اخذت فى الصراخ، و العويل حتى سمعها زوجها، و قام بسرعه و ارتدى ملابسه، ثم عمل كل الاتصالات الممكنه بشركات الطيران، و استطاع بالفعل ايجاد تذكره على طائرة ستغادر لمصر فى خلال ساعه و احده، فى تلك الساعه كان حازم قد اعد حقيبة زوجته بسرعه قياسيه، و حملها حملاً الى المطار و اوصى عليها كل من على الطائره حتى يعتنوا بها خلال وقت الرحله و مراعاة ظروفها النفسيه السيئه
كانت رحلتها بالطائره قطعه من العذاب، كل الاحتمالات ممكنه، و لا تستطيع الاتصال باهلها ولا الاطمئنان علي احمد، كل ما تستطيعه الدعاء و فقط الدعاء لله العلى القدير ان ينجيه
دخلت سارة على اخيها الغرفه بناء على الحاحها الشديد، و فى يدها المصحف، وكل ماطلبته ان تمسك بيده و تقرأ القران
و بدأت بقراءة السور التى يحبها، و يحفظها، سورة المؤمنون، و سورة ياسين، و سورة تبارك، والكهف و البقره، كانت تمسك بيده و دموعها تجرى بلا انقطاع و كانت احيانا تحس بضغطه خفيفه من يده على يدها او كانت تتوهم ذلك حين تلت قول الله تعالى
و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة و العشي يريدون وجهه
و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا
كلما احست بضغطة يده تمعن فى القراءه و التضرع لله
كانت مروه فى غرفه اخرى من غرف المستشفى، اغشى عليها بعد احمد بلحظات، و اصيبت بانهيار شديد، كانت كمن نزل من سابع سماء الى سابع ارض فى لحظه و احده
فى عز سعادتها و فرحتها به، تصبح على وشك فقده .. الى الابد
و بعد نصف ساعة كانت المستشفى تغص بالناس، من كل حدب و صوب، جيران و اصدقاء، و حتى اصدقاء الاصدقاء، و بعدها وصل الطبيب
و تعلقت عيون الكل باحمد و هو يخرج على سرير نقال من غرفة الانعاش الى غرفة العمليات
فى خضم تلك الاحداث كانت ام عمر تحاول الاتصال بابنها لكى تطمئنه عليها و تخبره بحالة داليا، و تطلب اليه تهدئتها، و اقناعها بتعاطى الدواء الذى من شانه انقاذ حياتها
لكنها فوجئت ان عمراً لا يرد، و لا حتى دينا و لا زوجها، جربت ارقامهم واحداً و احداً لكنها لم تجد رداً
و عندما طمأنها هشام بانهم من الممكن ان يكونوا فى حفل الخطوبه لذلك لا يستطيعون سماعها، لكن ذلك لم يمنع قلقها، لانها كانت تعلم انها الان الثالثه صباحاً و ان الحفل من المستحيل ان يستمر حتى ذلك الوقت
و بعد قليل اتصلت دينا بها
دينا: حمدلله ع السلامه يا ماما
الام: الله يسلمك يا حبيتى من كل شر، انتم فين ما حدش بيرد ليه
ردت دينا بصوت مرتعش: ابداً يا ماما احنا كويسين، اهم حاجه داليا كويسه؟
و حين حكت الام لدينا عن مشكلة اختها، وجدت دينا نفسها رغماً عنها تبكى بصوت مرتفع و هى تقول: خليها تاخد الادويه يا ماما، ده لسه جنين ياماما، لا عرفته و لا شافته، امال طنط مامة سارة تعمل ايه؟ تعمل ايه يا ناس
الام: مالها يا بنتى طانطك فاطمه، ايه اللى حصل، وقعتى قلبى
دينا: احمد يا ماما، احمد اتصاب فى خطوبته برصاصه، و راقد فى المستشفى بين الحياه و الموت
انتفضت الام لسماعها ذلك الخبر و ظلت تصرخ بلا انقطاع: يا حبيبى يا ابنى، يا حبيب امك يا خويا، يا رب نجيه، يا رب ما تورى حد فى ضناه
و انهارت بعدها فى نوبة بكاء مما جعل هشام يمسك بالسماعه و ينهى المكالمه امام داليا الذاهله
و فى المستشفى، خرج احد الممرضين من غرفة الانعاش ليطلب من كل الموجودين التبرع بالدم اذا كانت فصيلتهم مطابقه لفصيلة احمد النادره، كان فصيلة أو، و بالفعل كان عدد من الموجودين يحمل تلك الفصيله، و لذلك تم التبرع فى ثوان، ساعتها حمد الجميع الله على ان ما حدث قد حدث اثناء الحفل و ان كل هذه العدد من الناس كانوا موجودين وقتها فى المستشفى
كان البوليس قد وصل للمستشفى، و مصطفى يصلى فى احد غرف المستشفى منذ لحظة دخول احمد و يدعو الله ان ينجيه، لائماً نفسه على اصطحابه لسلاحه، معتمداً على انه ضابط يحضر الحفل ببذلته الرسميه، لقد طلب اليه احمد ذلك، كان يحبه و يتباهى به وسط اهله و اصدقاءه، و حين اخرج مصطفى مسدسه لم يستطع احداً من امن الفندق الاعتراض، ليتهم اعترضوا، ليتهم منعوه، ليته لم يدخل كلية الشرطه من الاساس، يا رب انقذ احمد و اللى يحصلى يحصلى
كان ذلك لسان حاله حين وصل البوليس و اخذوه معهم، لم يقبضوا عليه طبعاً لاعتبارات الزماله، فقط طلبوا منه الذهاب معهم الى القسم، حاول ان يطلب اليهم الانتظار حتى يطمئن على احمد، لكنهم لم يسمحوا له بذلك
خرج الطبيب من غرفة العمليات، ليطلب من الجميع الذين تدافعوا نحوه الاطمئنان، لقد استطاع انتزاع الرصاصه، و تم تعويض معظم الدماء النازفه من التبرعات، و اصبحت افاقة احمد عملية مرتبطه بتوفيق الله و لطفه سبحانه
حين سمع والد احمد تلك الجمله، انقض على يد الطبيب يريد تقبيلها لكن الطبيب قال فى لطف و هو يبعد يده عنه: استغفر الله، ده واجبى، ربنا يخلى احمد و يكمل شفاؤه على خير ان شاء الله
و بعد قليل كانت الانباء قد وصلت مروه، فتحاملت على نفسها و قامت من سريرها لتذهب لغرفة الانعاش حيث كان يرقد احمد، و ظلت تنظر اليه من خلف الزجاج و تناجيه: ا
احمد، حبيب عمرى، ربنا يخليك و يحفظك، مش حاقول خد من عمرى و اديه يا رب، و انت عارف ان حياته اغلى عندى من حياتى، لكن حاقول خلينا لبعض، عشان انا عارفه احمد مش حايستحمل يشوفنى او يشوف اى حد بيحصله حاجه و حشه، انت عارف قلبه يا رب، ده لما كان حد من صحابنا مامته ولا باباه يتوفى، كان احمد يعيط فى العزاء و يقول يا رب ما اشوفش اليوم ده، يا رب اموت قبل امى و ابويا، اديله على قد نيته و طيبته مع كل الناس و طول فى عمره، نجيه و اشفيه يا رب
حين سمعت داليا بما حدث لاحمد ليلة خطبته، تغيرت كل افكارها فجأه، فكرت فى تلك الام التى ربت اكثر من عشرين سنه، فى لحظه واحده تكاد ان تخسر هذا الرجل لا الجنين، هل لو اصرت على رفض العلاج تملك ان تطيل عمر جنينها لحظه واحده، اليس من الممكن ان يولد و يعيش سنيناً، ثم تفقده فى لحظه؟
انها لا تعرف احمد، فقط راته مره او مرتين فى زيارة لمصر، لكنها تحس الان بشعور امه، و شعور سارة، بل انها هى نفسها تخاف عليه و تدعو له بالنجاه، كذلك فكرت فى امها، كيف تغامر ان تورث امها ذلك الحزن الذى تشفق على نفسها منه، ان فقدت حياتها بسبب تلك الجلطه، كيف لها ان تكون بكل تلك الانانيه؟ و لا تفكر فى هشام و اخواتها و حزنهم ان اصابها مكروه، كل ذلك من اجل الامل فى جنين لم يتخلق بعد؟
و فجأه جلست فى سريرها و قالت: هشام، انا موافقه على العلاج
I will take my chances
و ربنا سبحانه و تعالى قادر ياخد منى الطفل ده فى اى وقت، زى ما هو قادر يحفظه ان شاء برغم العلاج و الادويه
و بالفعل احضر هشام الاقرار لتوقعه داليا بيد مرتعشه، و هى تحاول عابثه تمالك نفسها امام امها التى كانت تبكى قلقاً على احمد و على داليا و على طفلها الذى لازال فى علم الغيب
انها لحظة سحريه
ليس لها وصف الا هذا
لحظة فتح احمد عينيه
و ادارهما فى الغرفه، و قال بصوت ضعيف: انا فين؟ ماما، سارة، مروه، انتم كلكم معيطين ليه كده، ايه اللى جابنى هنا؟ مالك يا ماما؟ ايه داااااه؟ اسراء انت جيتى امته و ازاى؟؟؟؟
الام: انت بخير يا حبيب امك، و انا كمان بخير طول ما انت كويس، ربنا يخليك ليا و يحفظك و يجعل يومى قبل يومك يا حبيبى
اسراء: جيت يا سيدى، شفت كانت مكتوبالى انى اشوفك و انت عريس يا حبيب قلبى
سارة: كده خضتنا يا احمد، حمدلله على سلامتك يا ضنايا انت
احمد: اخيراً يا سارة اعترفت انك مامتى الصغيره؟ انا حلمت بيكى و سمعت صوتك بتقرى قرأن ى
سارة: ما كانش حلم يا حبيبى، كانت حقيقه و ايدك فى ايدى، ربنا كتب لك عمر جديد يا احمد
اقتربت مروه منه، و امسكت لاول مره فى حياتها بيده، و قبض على كفها قائلاً: فهمينى يا مروه، ايه اللى حصل؟ انت لسه بفستان الخطوبه ليه؟ و انا هنا باعمل ايه؟
و خلال دقائق كان احمد قد ادرك ما حدث، و عرف انه كان امس بين الحياة و الموت، و علم ان صديقه المقرب الان فى القسم و ان مصر كلها امام المستشفى، و حتى اسراء حين علمت جاءت فى خلال ساعات قلائل لتراه او لتودعه
نظرت اليه اسراء و سامحت حازم على اعتراضاته السابقه بشأن نزولها مصر، بل سامحته على كل اساءه حدثت منه منذ عرفته، و احبته اكثر، حتى طفلها فى بطنها منه، احست انها تحبه اكثر، حين فتح احمد عيناه، و راته، احست انها تراه لاول مره، ترى الدنيا كلها لاول مره،
احمد .. ..ا
كنز كان مختبئاً فى ركن من حياتها، و لم تعرف قيمته الحقيقيه الا فى هذه اللحظه، الاخ، السند، الصديق، و يكفى انه احمد
افاقت اسراء من تاملاتها على صوت احمد يقول: لازم اروح القسم اطلع مصطفى يا ماما، ارجوكم ما تسيبهوش يتسجن
الام: يطلع؟ ده انا نفسى يتبهدل، هو ضرب النار لعبه؟ و الله كان قلبى حايقع لما سمعت اول طلقه و حاولت اوصله و امنعه لكن فشلت، ده استهتار
احمد: يعنى هو كان قصده يا امى، ارجوكى لازم ننقذه، و بعدين انا عرفت غلاوتى عندكم رب ضارة نافعه، انا ما كنتش فاكر كده
الام: غلاوتك انت عارفها يا حبيبى، انت نور عينى الاتنين، ربنا يخليك لينا
تدخل عمر حين لمح قلق احمد على صديقه قائلاً: حاضر يا احمد، اللى انت عاوزه حايتعمل ان شاء الله
استطاع عمر تهدئة احمد لانه كان يعلم كم يحب هذا الشاب اصدقاءه و كان يعلم انه لن يهدأ حتى يعرف بخروج مصطفى، خاصة بعد ان علم ان مصطفى نفسه هو الذى حمله على كتفه و احضره الى المستشىفى، بدلاً من ان يهرب او يجبن
و انتهت تلك الليله بفرحه اكبر من التى بدأت بها، حقاً ان الانسان لا يعلم مدى حبه لشخص ما، حتى يختبره الله في هذا الشخص، فيحس ان العالم قد فرغ تماما الا منه، و كأنه هو كل الدنيا و كل الناس
، حقاً ما اقرب الموت، و ما اسرع ما تمضى الحياه، و لا ينفع فيها الا العمل الصالح
أما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض
اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين المتقين
اللهم اغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك
و من طاعتك ما تبلغنا به جنتك
و من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا
اللهم احسن خواتيمنا و توفنا مسلمين و الحقنا بالصالحين
انك انت السميع العليم مجيب الدعاء يا رب العالمين
33 التعليقات:
حلوووووووووووووووووووووة .. يا ترى في جزء سادس ولا خلاص؟؟؟
to7fa
جميله اووووووووووووووووووووووىل بجد كملوها
الرواية دي تحفه.بس للاسف ده آخر جزء يعنى لو كان فيه جزء سادس تبقه احلى بكتير:)..يا ريت تجيبولنا رواية زيها كده فى نفس حلاوتها
يعني الروايه لو كملت مممكن تكمل ان ان احمد يجوز ويخلف وعيال ساره يكبر بس هيباى فيها شويهعه نكد ان مثلا مامة ساره ممكن تموت ب مينفعش تكممل لانو دي هي نهايه كل القصص السعيده
ماشاء الله رواية مميزة كنت عايزة اعرف معلومات عن الكاتبة وهل هي مطبوعة ام لا
اكتر من رائعه تجنن
بجد رووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه وياريت يكون ليها جزء سادس
نحححححححححححححححححححححححححححححححححححححححفه بجد و لازم تكملوه ان شاء الله
جزاكم الله خيرا ما عشقت قرأة الروايات اكثر من هذه ..وفقكم الله وسدد خطاكم.. استمتعت واستفدت كثيرا شكرااااا.
plzzzzzzzzzzzzz kameloha plzzzzzzzzzzzzz
جزاكم الله خيرا
هذه الرواية هى اجمل رواية قراتها
بجد جميله جدااااااااااااااااااااا واتعلمت منها حاجات كتير ...ياريت بجد تكملوها احنا كلنا هنستناها
يا ترى هتكملوها فعلا ..أنا ممكن أكتب معاكم ..دي احلى رواية قراتها و تأثرت بيها جدا
اجمل يوميات قريتها ياريت تكملوها
جميله اوى بجد وتحفه وبجد اول مره اشوف قصه مفيهاش كلمات وحشه وربنا يجزيكو خير ويا ريت تكمل الجزء السادس وشكرا
اشكر مؤلف القصة دى ,,,,انا بجد مكنتش من النوع اللى بيحب قراءة القصص بس بجد بجد دى خلتنى احب قراءة القصص جدا وعلمتنى حاتجات كتير اوى فى حياتى واستفد منها اكتر .وياريت يكون ليها جزء سادس عشان اشوف نهاية داليا كان نفسى تحمل تانى وتجيب تواءم,,,,جزاك الله خيرا لمؤلف هذه القصة ...واتمنى انى اكون نص سارة فى حياتى لما اتجوز,,,, بس يا ترى هلاقى حتى ربع عمر؟؟؟؟؟؟ ولا بس موجود ف الحكايات والقصص؟؟؟؟ربنا يستر..... اختكم دينا.
انا عماله اعيط مش قارده
بس جميله اوىىىىىى
بجد قصة تحفة جدا اتعلمت منها كتير اوى وخصوصا شخصية سارة ودينا وازاى اتصرف فى المواقف المختلفة ومع شريك الحياةوحماتى مستقبلا بجد يسلم ايد المؤلفة وبجد يا رب اسعدنى واسعد كل بنات العالم بالزوج الصالح والزورية(الخلف) الصالحة
القصة دي روووووعــــــــة قد ايه دموعي نزلت فرحانة معاهم و زعلانة و متأثرة بيهم ... يااااااااا رب اكون زي سارة زوجة و ام صالحة و ترزقني و كل المسليمن بارزواج صالحين يخافوا الله و الاحترام قبل الحب ياااااا رب احمينا من شر الشيطان و شر انفسنا و ابعدنا عن المعاصي و احمينا
عايزة اعرف مين اللي كتب القصة دي و اشكره بجد قد ايه واقعية و حقيقية و اتعلمت منها حاجات كتير
و اشكر كمان اللي نقلنا القصة الجميلة دي
بجد قصة اكتر من رائعة بجد اللى كاتبها ده فنان قدر يوصل كل الاحاسيس بشكل خرافى بجد بشكر اللى كتب القصة دى اتعلمت حاجات كتير جدا اتعلمت لما اتجوز اعامل جوزى ازاى واتقى ربنا فيه وفى اهله
مش ممكن هى كدة بس بعد ماعيط لا عاوزين تكملة ضرورى
احسان
بجد روعة انا متابعة الرواية من اول الخطوبة روعةةةةةةةةةةةةةةةةةة بجد يسلمو وياريت بجد تفكرى تعملى جزاء سادس
ماشاء الله روايه ممتازه جزاك الله خير بجد يستفيد منها
فعلا قصة حلوة اوي جزاكم الله عنا كل خير و اتمنى ان يكون ليها جزء سادس
رواية ... والله العظيم ما شفتش فروعتها ابدااااااااا
اتعلمت منها حاجات كثييييييرة اوي اوي اوي
وكانت السبب باذن الله فاني اسيب عادات كثييييرة وحشة كانت فحياتي
يا ربي ترزقني حكمة سارة والزوج الصالح مثل عمر واجمعنا على ما تحب وترضى وارزقني الذرية الصالحة وقدرني على اني اطيع والديا ووالدا زوجي ان شاء الله واني اعامل اخوته مثل اخوتي تماما.. يا رب انا وكل بنات وشباب المسلمين
وربي يجازي مؤلف(ة) هاد الرواية وكـــــــل من ساهم فنشرها
جمييييييييييله اوووي ما شاء الله ... بس بجد نفسي أعرف اي السر ال فيها بيخليني اعيط طول ما بقرأها سواء كانت الاحداث تفرح او تزعل !!!!
اللهم ارزقنى الزوج الصالح واجعله قره عينى لى واجعلنى قره عين له واجمعناعلى حبك وطاعتك
اللهم هب لى قره عينا واجعلنا للمتقين اماما
اللهم ان كنت صالحه فأرزقنى بزوج صالح وان لم اكن صالحها أرزقنى بزوج صالح يصلح من حالى
رائعة ..... أنا كنت فاكر ان مفيش حاجة اسمها رواية هادفة ....... بجد ربنا يباركلك
بجد قصة جميلة جدا ونخلى الواحد يحس اه عايش مع الشخصيات وبجد عيطت كتير معاهم واتعلمت منها حاجات كتير ربنا يساعنى واقدر اطبقها فى حياتى وياريت يكون لها تكملة
بجد قصه روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه احلى قصه قرأتها ف حياتى واتعلمت منها
بجد قصة فى منت الروووووووووووووووووووووووووووووعة بجد شكرا اوى اوى احلى قصة قراتها واتعلمت منها كتير وان كان بالقدر يا ريت يكون فية جزء تانى ارجوكم وجزاكم الله خيرا
ماشاء الله ع الكاتب..رووووووووووووووعة
بجد ماقرتش اروع من كدا
الاجزاء الخمسة تحفة
ويااااااااااااارب ديما في نجاح ومن نجاح لنجاح
واستفدت منها كتير
خاصة ارتباط الاحداث بالايمان بالله عز وجل والتقرب الى الله..
جزاكم الله خيرا
هيا الرواية أكثر من رائعة بطريقة جامدة أن من أول حلقه وانا متشوق اكملها انا بصراحه مش عارف اقول ايه من جمال الروايه دى بس النهايه غير متوقعة خالص
إرسال تعليق