ا[اتنين متزوجين]ا – الحلقة السابعة

قــالت ســارة:
أخذت أجري في الشقة كالهاربة من حكم قضائي وأنا أحاول جاهدة أن أنهي تنظيف الشقة وتجهيز الغداء وتغيير ملابسي، ومفروض كمان أتزين وأقابله بابتسامة كبيرة .. طيب بجد إزاي وإمتى؟ .. إزاي تجتمع رواقة شهرزاد مع واحدة بتشتغل 8 ساعات، ويتحرق دمها بمعدل كل ربع ساعة، وبترجع بيتها محشورة في المواصلات زي قفص الطماطم؟!! طيب هو كمان ذنبه إيه يرجع يلاقيني مكشرة وتعبانة ومتوترة؟! ماهي أكيد ح تقلب بخناقة .. طيب أعمل إيه ياربي؟
خلاص يبقي الأهم فالمهم .. أنا أهم حاجة أعملها دلوقتي إني أغيّر هدومي العجيبة دي، وألبس طقم جميل بسرعة، وأضع ماكياج خفيف .. وأي حاجة تانية تتأجّل ..
كانت دايما والدتي تقولي أن الرجل لا يحب أن يضيع الأوقات الجميلة!!! يعني لو دخل البيت ولاقاكي عاملة وليمة طعام رهيبة موت، بس شعرك مضروب في الخلاّط، وريحتك بصل، وهدومك مبقّعة، ومش طايقة حد يكلمك، غالباً حيتصل بالبوليس أو يطفش من سكات!!! لكن لو جه ولاقاكي زي القمر ومشتاقة ليه والأكل يا حبيبي النهاردة فول وبيض حيبقي على قلبه زي العسل .. خلاص ح أجرب وأشوف ..

وبالفعل هدّيت نفسي تماماً ووضعت الأكل في الفرن كي يسخن وعملت الأرز سريعاً وشربت كوب شاي بمنتهى الرواقة، ولااااااا كأن في حااااجة خااااالص، ثم دخلت الحمام وأخذت شاور سريع وارتديت طقم رائع، ووضعت ماكياج وتعطرت، وبدأت في ترتيب المنزل .. و بعد 5 دقائق جاء عمر، وكنت لا أزال أزيل اثار الفطار المتين!!! ولم أفعل شيء آخر ..
دخل عمر، فجريت عليه واحتضنته وقلت له: وحشتني يا حبيبي ..
فرد عليّ وقد سرّ من استقبالي الدافىء: وانتي كمان يا حبيبتي .. إيه الجمال ده؟ معقول إنتي راجعة من الشغل من شوية؟ ..

أوعى تكون زوغت يا جميل ..
أنا: لا ما زوغتش .. بس أنا زعلانة منك، ما تكلمنيش لو سمحت ..
عمر: ليه بس عملت إيه؟
رديت عليه بدلال: كده تبعت لي رسالة واحدة، وما تكلمنيش غير مرتين بس؟؟ لا يا سيدي أنا ما ينفعنيش القسوة دي ..
فرد بسعادة من كلامي ولهفتي عليه: والله لو عليّ ما كنت نزلت من البيت وسيبتك .. ده انتي وحشتيني جداً .. إيه ده .. هو لسه الفطار مكانه .. معقول؟
برطمت في سري: و هوّ يعني أنا اللي فطرت وسبته؟!! .. يعني الفليبينية اللي هيّ أنا ح تقطع نفسها؟ وكدت أرد بعصبية، ولكني وجدت أنها ح تقلب بغم فرددت بدلال: ما حبيبي هو اللي فطر وسابه، والله أنا كنت لسه ح أشيله ليك بس علشان ما اتعبكش خاااااااااالص ..
عمر: هو صحيح أنا متعود إني ما أعملش حاجة في البيت خالص قبل الجواز، بس علشان خاطرك ح أشيله المرة دي .. بس ما تتعوديش على كده ..
رديت عليه بدلال أكبر: وفيها إيه لما أتعود؟ هو حرام لما حبيبي يدلعني ويريحني؟ ده إنت كده تثبت لي إنك بتحبني بجد، ومش عاوز حبيبتك تتعب ..
رد بنفاذ صبر: يا ستي هو الحب عندك إني أكنس وأغسل الحلل؟
أنا: وإنت الحب عندك إنـّك ترتاح وترمي كل الحمل على أكتافي أنا؟ .. يعني ازاي أكون بحب إنسان وألاقيه تعبان جداً وماأحاولش إني أساعده بأبسط مساعدة؟
عمر: يا حبيبتي أنا برجع تعبان وعاوز أرتاح، ومش معقول أشتغل جوة البيت كمان ..
أنا: يا حبيبي يعني إنت بتشتغل أكثر من الرسول عليه الصلاة والسلام اللي كان قائد أمة بحالها؟
عمر: عليه الصلاة والسلام .. لا طبعاً، وأنا آجي جنبه إيه؟
أنا: طيب يا سيدي الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيعمل عمل أهل البيت طول ماهو موجود معاهم، يعني بيساعدهم .. شوفت بقي يا سي السيد؟
وأحب أن ينهي الحوار عندما وجد نفسه سينهزم، وقال بنفاذ صبر: طيب طيب يا سارة، سيبيني أغيّر هدومي علشان آكل وأنام شوية ..
وأحسست أن الموضوع ح يقلب بحرب وأنا لسه في بداية حدوتة جوزك على ما تعوديه!! .. فابتسمت وقلت له برقـّة: طيب يا حبيبي قدامك 3 دقايق تغير فيهم هدومك علشان أكتر من كده حتوحشني، ويمكن أبلـّغ البوليس ولا حاجة ..
فابتسم لي بغرور ولم يرد ..
يا عيني على عقل الرجالة ..

حضّرت الأكل سريعا وأنا أدعي في سري أن يعجبه، وإن كنت أشك في ده .. بس ربنا يستر .. والحمد لله الهامبورجر موجود برضه، علشان الجيران ما يسمعوش صوتنا ويقولوا العروسة الجديدة بتنضرب علقة سخنة ..
وجلسنا سوياً حول الأكل وحاولت حماية نفسي سريعاً من العلقة المتوقعة فقلت له: دي أول أكلة يا حبيبي أعملها لك بإيدي وأنا عارفة إني لسه باتعلم الطبيخ، بس كفاية إني عملتها لأحلى راجل في الدنيا علشان تبقى تجنن، مش كده؟
رد عليّ وقال: ربنا يخليكي لي يا حبيبتي، أنا مش قد الدلع ده كله .. ثم تذوق صينية البطاطس وكله أمل في الحياة، وفي ثواني ظهرت على وجهه ملامح واحد يبحث عن رقم بوليس النجدة ..
ورديت بمنتهى الإستهبال: إيه يا حبيبي، رأيك إيه؟
فرد بإحراج من مقدمة الدلع الجامدة: تسلم إيدك يا حبيبتي!!! بس هي مختلفة شوية عن اللي انا متعوّد عليها!!!!!!
فرديت ببراءة الأطفال: ميرسي يا حبيبي، بالهنا والشفا ..

قــال عمــر:
ياسلام يا واد يا عمر .. أوّل مرة أشوف البطاطس ليها طعم السبانخ المخلوطة بالذرة!! .. والرز شبه كورة القدم خماسية الأضلاع .. أكلتين كمان من دول وييجي لي كساح .. بس معقول أزعلها وهي عمالة تدلّع فيّ كده؟!!
ياااللا، ما احنا ياما أكلنا أكل حلو .. إدّيها هامبورجر واعمل نفسك من طنطا ..

قــالت ســارة:
الحمد لله عدّت على خير .. طيب لما أشوف ح يشيل معايا الأطباق ولا ح يستندل كالمعتاد، فقلت: عمر ممكن تشيل معايا الأطباق لو سمحت؟
عمر: يوووه يا سارة، كفاية طلبات أرجوكي ..
فرديت بمسكنة: طيب آسفة إني ضايقتك!! ومشيت بانكسار مفتعل وأنا أحمل الأطباق، فما هي إلا لحظة واحدة وقام طبعاً وقال لي: خليكي إنتي يا حبيبتي أنا حاشيلهم .. وإنتي إرتاحي ..
ضحكت في سري من طيبته وأكملت خطـّتي بعدما فرغ من الأطباق، وقلت بدلال كبير: طيب يا حبييي أدخل إنت نام شوية وأنا ح اغسل الأطباق، هو أنا كنت عاوزة أتكلم معاك شوية قبل ما تنام، بس مش مهم أنا ح أغسل الأطباق لوووحدي، وإنت أدخل أرتاح .. بس تعرف إنت واحشني وكنت عاوزة أتكلم معاك وأحكي لك على اللي حصل كله النهاردة .. بس يوم تاني بقي ..
عمر: لا يا سارة يا حبيبتي، سيبي الأطباق مش مهم، وتعالي نقعد مع بعض شوية ..
أنا: أسيبها؟ لا يمكن أبداً أبداً أبداً ..
عمر: طيب يا حبيبتي أنا ح اساعدك وأغسلهم معاكي .. ما تهونيش عليّ ..
أنا: إنت أحلى زوج في الدنيا دي كلها .. وبجد وحشتني ..

قــال عمــر:
أخيرا جه يوم الجمعة .. يوم الإجازة .. مفيش صحيان بدري ولا جري على الشغل ..
ياحبيبتي يا سارة، نايمة زي الملاك .. تعبتْ جداً الأسبو ع ده .. بس أكيد ح تتعوّد وحيبقي الموضوع أسهل عليها، وأنا كمان بقيت أساعدها شوية، بس علشان بحبها ..
فرصة والدنيا لسه هادية أقوم أقعد لوحدي شوية، وأقرأ الجرايد على رواقة، وأشرب كوباية شاي موزونة، ومش ضروري فطار النهاردة .. الله، الشقة شكلها جميل أوي ..
الصبح الشمس داخلة من الشبابيك والستائر الحرير معطيه نعومة ورقة للبيت .. كل البيت ده بتاعي أنا؟! ده أنا طول عمري لي أوضة واحدة في بيت والدي وكنت باعتبرها مملكتي الخاصة، وناقص أكتب عليها ممنوع الإقتراب أو التصوير!! .. فجأة ألاقي لي شقة كاملة جميلة زي دي وأنا راجل البيت؟؟! إحساس رائع باكتمال الرجولة .. يارب يديمه علينا ..
وجلستُ أقرا الجرائد في روقان وهدوء حتى مر الوقت وباقي ساعة على صلاة الجمعة .. فرصة أقرأ سورة الكهف قبل أن أنشغل في أي حاجة تانية ..

قــالت ســارة:
أول مرة أصحى براحتي من أسبوووووع كامل مش مفزوعة من صوت المنبة الجبار .. صحيح الستات مفروض يقعدوا في البيت بس علشان يناموا براحتهم ..
ايه ده عمر فين؟ الراجل طفش ولا إيه؟ باضحك جداً لما أشوف في التليفزيون واحدة صاحية من النوم وقبل ما تفتح عينيها تتحسس مكان نوم جوزها كأنها بتدوّر على فردة شراب مثلاً! طيب ما تفتح عينيها أسهل وح تكتشف إن المذكور فلسع من بدري؟ تلاقيه طلع نام في الصالة ولاّ بيتكلم في التليفون .. لأ مفيش وقت دي صلاة الجمعة قربت .. واقتربت لأشاهد منظر جميل طالما حلمت به قبل زواجي؛ وجدت عمر يجلس تحت شباك الصالة وممسكاً بالمصحف ويقرأ في خشوع بصوت رخيم وتجويد سليم حتى أنه لم يشعر بوجودي .. إقتربت لأجلس بجواره أستمع إليه .. ولكني وجدت نفسي لا شعوريا أجلس تحت أقدامه، فليس الرجل الغني أو الوسيم هو من تعشقه المرأة، ولكنه الرجل الذي يخشى الله ..
جلست على الأرض أستمع لسورة الكهف وكأني أسمعها لأول مرة .. سعدتُ من صوته الرخيم وخشوعه وأحاط بنا هدوء واطمئنان وكأن الملائكة يباركون اجتماعنا .. وأنا اختلس النظر لوجهه وهو يقرأ لأستمتع بملامحه الخاشعة وأشكر الله على نعمته التي أنعمها عليّ، حتى انتهى من القراءة وجذبني من يدي لأجلس بجواره وسألني: ليه يا حبيبتي قعدتي على الأرض؟ .. ده انتي تقعدي جوّه عيني ..
أنا: لا يا حبيبي، حسيت إنـّك كبير أوي وإنت في حالة الخشوع دي، ما قدرتش أقعد جنبك ..
عمر: ياااه، إنتي مكبرة الموضوع، ربنا بس يتقبل .. وإنتي متعودة على قراءة سورة الكهف كل جمعة؟
أنا: بصراحة، ساعات ساعات، مش دايماً ..
عمر: لا يا حبيبتي، إن شاء الله نقرأها دايماً سوا .. وبعدين خليكي شطورة واسمعي كلام عمو عمر علشان أديكي الهدية اللي جبتهالك إمبارح ..
نطّيت بسرعة: إيه ده هدية؟ كده وساكت من امبارح يا غلس؟
عمر: أصلهم مش هدية واحدة، دول اتنين ..
أنا: كمان؟ كفاية غلاسة بقى .. يالا مش قادرة استنى ..
رد بمكر ذو مغزى: طيب تدفعي كام؟
فهمت مقصده وقلت له: مش عاوزة منك حاجة ..
ضحك وقال: طيب خلاص خلاص، أنا باضحك معاكي .. شوفي يا ستي دول أهم هديتين حتاخديهم في حياتك .. أول واحدة إتفضلي ياستّي .. تاتاتاتاتاتاتاتاتا ..
وفتحت لفة الهدية البرّاقة ثم صرخت بخيبة أمل: يااااااااااااااسلام .. حصالة؟!!!!!!!!!! لا والله وجاي على نفسك كده ليه؟!! ودي أحط فيها مصروف البيت ولا أحوش لبنتك اللي في خامسة ابتدائي؟
عمر: ياساتر يارب .. إستني شوية، إيه ده مدفع رشاش؟ إستني لما أفهمك حتعملي بيها إيه.
أنا: إتفضل يا عم الموفِّر ..
تجاوز عن التريقة ورد بصبر: دي يا ستي أنا وإنتي ح نحوش فيها كل يوم أي مبلغ، إن شا الله جنيه واحد .. أي فلوس والسلام، ونيجي آخر الأسبوع يوم الجمعة نفتح الحصالة ونتصدق بالمبلغ ده .. وبكده نكون كل يوم بنطلع صدقة حتى لو كانت بسيطة .. وممنوع إنه يعدي يوم من غير أي صدقة، حتى لو مش حناكل اليوم ده .. وبكد حنلاقي بركة في دخلنا غير عادية .. فهمتي يا حبيبتي؟
رديت بانبهار وسعادة بالغة: يا خبر، إيه الفكرة الروعة دي؟ جبتها منين دي؟
عمر: يعني موافقة ؟ .. طيب نيجي للهدية التانية .. شوفي يا حبيبة قلبي، ده مصحف مجزء لـ30 جزء .. حتيجي على الدرجين بتوع البوفيه وترمي كل الكوارث اللي فيهم وتفضّيهم خالص وتحطي أجزاء المصحف في الدرج اليمين .. وكل يوم أنا وإنتي كل واحد منا يأخد جزء محدد ويقراه .. ولما يخلصه سواء في يوم أو كذا يوم يحطه في الدرج الشمال وياخد جزء جديد، وهكذا لحد ما الدرج الشمال يتملي خالص، نعرف إن أنا وإنتي ختمنا المصحف مرة .. وبعد كده نرجعه تاني للدرج اليمين، وهكذا على طول .. إيه رأيك؟
أنا: بجد مش عارفة أرد وأقول إيه غير إني أشكر ربنا إنه أهداني بيك ..
عمر: بصي يا سارة، الحب مش بيستمر بين الزوجين بالكلام الحلو ولا بالفلوس ولا حتى بالأولاد .. لكن بيستمر بطاعة ربنا وبركته لهم .. وإحنا عاوزين بيتنا ده بيت طائع لله علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا وأولادنا اللي جايين إن شاء الله ..
أنا: ربنا يكرمك ويخليك لي يارب، وتفضل كده على طول ..
عمر: ياااااااااااه، ده أنا كده ح أتأخر على الصلاة .. يالاّ بقى مع السلامة .. على فكرة ح اخرج مع اصحابي شوية بعد الصلاة وح أرجع على الغداء ..
أنا: طيب ما تنساش تدعيلي .. مع السلامة ..

خرج حبيبي وأانا أودعه وأشكر الله على أن أهداني هذا الزوج .. ثم توضئت وصليت الظهر وجلست أقرأ سورة الكهف، ووعدت نفسي ألاّ أقطعها أبدا في أي يوم جمعة ..
ثم اخرجت محتويات درجين البوفيه ورصيت بالدرج الأيمن كل الأجزاء، وبدأت بأول جزء وسجّلت تاريخ هذه الختمة في ورقة صغيرة كي نعلم متى سننتهي منها .. ثم جلست أقرأ القران لفترة طويلة ..
ثم قمت لتحضير الغداء والذي كان لحسن الحظ معونة إنسانية من ماما بعدما حكيت لها مأساتي مع الأكل، وإن ممكن أتطلّق وانا في شهر العسل من الكوارث اللي باعملها .. فالظاهر خافت إني أرجعلهم وهمّ ما صدقوا يخلصوا مني!!!! فطبخت لي كام صنف تحفة .. ربنا يخليكي لي يا مشرفاني ..

أريد أن يكون هذا اليوم جميلاً لأكافيء عمر على هداياه الرائعة .. أعددت الغداء وجمّلت السفرة بورود، ورششت معطر جو هادىء، وبدلت ملابسي لأرتدي عباءة ناعمة، وتركت شعري منسدلاً على كتفي وتعطرت، وطلبت عمر فأخبرني أنه مع أصحابه .. طيب وبعدين؟
رنيت عليه ثانية فلم يرد .. أرسلت له رسالة: تعالى بقى يا عمر، إنت اتأخرت أوي .. برضه لم يرد ..
أرسلت رسالة ثانية: يا سيدي كفاية تقل، بجد وحشتنا .. لم يرد ..
فأرسلت له الضربة القاضية: خلاص يا حبيبي خليك براحتك، بس شهرزاد كان نفسها تشوفك أوي .. خلاص بقى تدخل تنام أحسن ..
وطبعاً كما توقعت جاء بعد دقائق معدودة .. وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح تاااااااااااااااني ..



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Facebook Twitter Favorites More