استيقظتُ من نومي وأنا لا أدري أين أنا، وأخذتُ أتفحص المكان بدقة وأنا أبحث عن حجرتي القديمة فلا أجدها، ووجدت عمر نائم على السرير فانتفضت وكدت أصرخ فى وجهه .. ثم تذكرت كل شيء .. وأخذت أضحك في سرّي وأنا أتذكر أمي وهي تقول لي: إنتي يا سارة لما بتصحي من النوم ممكن تطلبي البوليس للّي قدامك عقبال ما تعرفي إنتي فين!!
عندها حق، لازم أتخلص من العادة دي، مش كل يوم ح أصحى الراجل مفزوع كده ..
وأفقت لأجد أن جرس التليفون يرنّ منذ فترة وخرجت على أطراف أصابعي حتى لا أوقظ عمر .. ووجدتها ماما كما توقعت .. الحمد لله أنها لم تكن حماتي ..
ماما: صباح الخير يا ست العرايس .. صباحيّة مباركة ..
أنا: صباح النور يا حبيبتي ..
ماما: أنا ما نمتش خالص قلقانة عليكي ..
أنا: الحمد لله كويسة ..
ـ آه لو الامهات تبطل القلق ده ـ
ماما: طيب يا سارة إحنا ح نيجيلك بعد الظهر شوية ..
أنا: تنوّري يا ماما ..
طبعاً ماما أُحبطت من ردي .. خلاص فعلاً حاسة إن لي حياة مستقلّة وأني لست في حاجة إني أقول كل شيء لماما .. وبعدين عاوزة ماما تتعود على الوضع ده علشان ما يحصلش مشاكل بعد كده ..
وضعت السماعة لأجد التليفون يرنّ مرة أخرى ـ واضح ان تليفوننا هو الوحيد في مصر ـ لأجد مكالمة مشابهة من حماتي وإنهم برضه ح ييجوا بعد الضهر .. والدعوة عامة وحتبقى لمّة ..
إستيقظ عمر وهو يبتسم ويقول: صباح الفل يا حبيبتي، أهو ده الصباح ولاّ بلاش .. بجد ملكة حتى وإنتي صاحية من النوم ..
ووجدته يقول: يا ستي يشرّفوا، بس بجد المفروض إن الأهل يسيبوا العرايس شوية ياخدوا على الوضع الجديد وعلى الحياة الجديدة، مش هجوم كده من أولها .. ماهمّ لسه سايبنّا من كام ساعة .. حيكون حصل لنا إيه يعني؟ .. وبعدين أنا ما نمتش طول الليل من شخيرك يا سارة ..
شخيري !!!؟
وكان ردي أن قذفته بكل مخدات الأنتريه، ولقّنته درسا لا ينساه فى احترام حرمه المصون اللي هيّ أنا ..
عمـر: يا ساتر يا رب ده إنتي شرّانية أوي .. الواحد ما يعرفش يهزّر معاكي شوية؟
أنا: لا يا سيدي ما عندناش رجالة يهزروا .. يالاّ تعالى نشوف ح نقدم للجماعة إيه ..
ودخلنا المطبخ وأعددنا ما سنقدمه للضيوف، وأعدنا ترتيب المنزل علشان الناس اللي ح تيجي تتفرّج على الفرش الجديد .. وغيّرت ملابسي وارتديت طقم جديد وحذاء بكعب عالي لأول مرة، وربنا يستر وأعرف أمشي فيه ..
وخلاص بقى ح اعيش في دور المدام .. وجدت الباب بيرن ووجدت الأسرتين سوا مش عارفة ازاي؟
لقيت نفسي مفروض أستقبل حوالي 18 فرد مرة واحدة .. ليه كده بس؟
ما علينا .. المشكلة الأزلية إن الناس اللي بتيجي بتتفرّج على كل الشقة حتى المطبخ .. يعني المفروض إن أول ما الناس يشربوا حاجة أغسل الكاسات فوراً علشان الفرجة تبقى كاملة .. وهكذا لقيت نفسي تحولت إلى نحلة مكوكية أشيل وأحط وأغسل وأفرّج الزباين، أقصد الضيوف، على الشقة حتة حتة .. ومش عارفة ليه العروسة بتفتح النيش والدواليب وكل الفرش وكل الأطقم لكل واحد ييجي؟؟ .. فعلاً حرب .. المفروض الضيوف ييجوا يقعدوا في الصالون فترة بسيطة ويلقوا نظرة سريعة على الفرش ويباركوا ويمشوا وخلاص، وبلاش التفتيش الذاتي ده .. لكن تقول إيه الواحد كان إتجوز فى الصين أحسن ..
قــال عمــر:
إيه الشغلانة دي؟ .. ده بيت أبويا ما كانش زحمة كده .. الناس دي ح تمشي إمتى؟
أنا تعبت .. وسارة ياعيني ما قعدتش لحظة .. ولمّا جيت أشيل معاها الصواني ماما قالت لي: يعني عمرك ما ساعدتني في البيت يا عمر!!
الحمد لله إن سارة كانت في المطبخ، مش ناقصين نكد ..
قــالت ســارة:
وأخيراً أخيراً مشيوا وأنا اكاد أبكي من التعب، لأني اصلاً لسه تعبانة من مجهود الفرح .. حرام الظلم ده ..
وجدت ماما تميل علي وهيّ ماشية وتقول لي: خلي بالك من نفسك يا سارة وماتتعبيش نفسك (مش عارفة ازاي؟) .. وعلى فكرة خالك وخالتك وأولادهم جايين لكم بعد العصر شوية .. وعمة عمر وجوزها وأولادها جايين بالليل!!!!
حرااااااااااااااااااااااااام
قــالت ســارة:
يااااااااااه .. دي فعلاً حرب .. إيه كل المهنئين دول، أنا حاسة إني كنت عانس مثلاً ومصر كلها مش مصدقة إنى اتجوزت فجايين يتأكدوا بنفسهم أحسن تطلع إشاعة ..
ضيوف ضيوف ضيوف طول النهار والليل، ومفروض أكون طول الوقت مستعدة ولابسة لبس في منتهى الشياكة وكعب عالي، حتى لو لطعونا ساعتين تلاتة مش مهم .. كعادة المصريين يقولوا لك: حنعدي عليك آخر النهار .. الكلمة دي بتثير جنوني .. يعني الساعة كام؟!! وطبعاً لازم البيت يبقى مفيش فيه ذرة تراب أو طبق في الحوض طوال اليوم، علشان حملة التفتيش الذاتية، وتكون النتيجة إننا مش عارفين نخرج ولا نتفسح ولا حتى الواحد يقعد على راحته .. حاجة تفلق ..
قــال عمــر:
هو الجواز ح يطلع مقلب ولا إيه يا رجالة؟!! أنا حاسس إني في الصين الشعبية .. رجالة وستات والكارثة في الأطفال اللي مش بيحلى لهم أكل الشيكولاتة ومسح إيديهم إلا فى الصالون اللي الواحد دافع فيه دم قلبه .. واللي يفرس أكتر موضوع الهدايا ده .. كل واحد جت له هدية مش عاجباه ييجي ويديهالنا، وطبعا إحنا كمان مش محتاجينها وقليل جداً الهدايا النقدية .. الواحد بقى على الحديدة من مصاريف الجواز والفرح وقلنا ح تفرج من نقوط الفرح يقوموا يدوها هدايا مالهاش لازمة؟ ده الواحد كده مش ح يعرف يعمل منظر في شهر العسل ولا إيه؟ ومش ح اعرف أفسح سارة في مكان كويس؟! شكلها كده ح ترسي على شقة خالي في اسكندرية مع سلفة أبويـّة لا ترد .. وربنا يستر وما تحصلش مشاكل ..
قــالت ســارة:
نقعت رجلي في ماء وملح من كتر الوقوف وأخذت قرص مسكن وأنا أعاني من علامات “كساح مبكر” .. ونزعت فيشة التليفون كي لا يتصل أحد آخر ويتحفني بالخبر الميمون: إنه جاي في السكة .. وأغمضت عيني ..
وجدت عمر يضع يده على جبيني ويقول لي: سلامتك يا حبيبتى من التعب .. معلش أنا ح اريحك حالاً .. يالاّ قومي رتبي الشنط ح نسافر حالاً ..
رددت كالملسوعة: إيه .. أقوم؟!! .. وكمان نسافر؟!!! حرام عليك أنا ح اموت خلااااااااااص .. أنا مش ح اتحرك أبداً من هنا ..
عمـر: يا حبيبتى مفيش حل تاني .. أنا خلاص ح اتجنن من كتر الدوشة .. لازم نهرب من هنا ونستمتع بشهر العسل .. إنتي ناسية إننا ح نرجع شغلنا بعد أسبوع؟
أنا: طيب والفلوس يا عمر؟
عمـر: ولا يهمك يا حبيبتي، جوزك اتصرّف .. جيب السبع ما يخلاش ..
أنا: طيب والناس اللي عمّالة تيجي دي، حيتجي ما تلاقيناش؟
عمـر: أحسن .. يبقوا يقعدوا مع البواب .. والله ده أنا مسافر مخصوص علشان أهرب منهم ونكون أنا وانتي بس في الدنيا ..
أنا: طيب مش أستأذن ماما وبابا الأول؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!
فنظر إليّ عمر بغضب هائل وقال لي: قومي دلوقتي يا سارة حضري الشنط حالاً حنسافر بعد ساعة قبل ما أفقد أعصابي ..
فانتفضتُ من أمامه لأحضر الشنط فوراً وأنا لا أعرف ما الذي أغضبه إلى هذا الحد .. علشان قلت أستأذن بابا؟ طيب ما أنا لسه مش واخده على دور المدام ده.!!! واضح إني متجوزة أسد وأنا مش واخدة بالي!!.
وفي السيارة أخدت بالي إني أول مرة أركب مع عمر لوحدنا .. كان إحساس رائع، والأجمل إني تركته هو يقود الدفة ويوجهنا إلى حيث يشاء .. إحساس جميل بإلقاء المسؤولية على الرجل وإنتي تنعمي بالراحة والاطمئنان .. سبحان الله، حتى القوامة للرجل التي تغضب منها النساء، ما أجمله من إحساس ..
وأغمضت عيني ونمت .. واستيقظت لأجد نسيم الإسكندرية الرائع وعمر يوقظني كطفلة صغيرة ويقول لي: قومي بقى يا عروسة .. وصلنا شقة خالي اللي حكيت لك عنها ..
وصعدنا الشقة ووجدتها صغيرة لكن مشرقة وجميلة، وأخذ عمر يفرجني على جميع الغرف وخرجنا البلكونة لنستمتع بمنظر البحر الرائع، ولكني وجدت فتاة جميلة وجذابة ذات شعر حريري وقوام ممشوق في مثل سني تقريباً فى البلكونة المجاورة لنا تماماً .. صاحت عندما رأت عمر وقالت بدلال كبير: حمد الله على السلامة يا عمر، مش كنت تقول لي إنك جاي؟!! كده أنا زعلانة منـّك .. ثم انتبهتْ أخيراً إلى “الحشرة” الموجودة بجواره ـ اللي هي أنا ـ وقالت بتساؤل ممزوج بغضب: مين دي يا عمر؟!!!
ا[اتنين متزوجين]ا – الحلقة الثانية
قــالت ســارة:إبتسمتُ له وقلت أسدّ نِفسه بسرعة، فأخبرته إن كل العالم ح ييجيلنا بعد الظهر، يعني بعد ساعة تقريباً ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق