اكمل طارق كلامه: انت حب عمرى يا دينا، و ما عادش فيه عمر تانى عشان الاقى حد زيك، لكن الوظيفه ممكن تتعوض، انا حارجع النهارده اخلص كل متعلقاتى و ارجع
قاومت دينا بشده حتى لا تثنيه عن عزمه، كان لازال قلبها نابضاً بحبه و تخاف على مصلحته، لكنها تذكرت ليالى بكاءها الطويله و غدره بها، و ربطت على قلبها و قالت: اللى تشوفه يا طارق، بس ما تتوقعش اننا نرجع طبيعيين بين يوم و ليله، كل حاجه حتاخد وقتها
طارق: المهم اكون جنبك و جنب البنات، انا ليلة ما كلمتك من هناك و قررت اجيلك مصر، حلمت ان هبه بنتنا الكبيره عيانه اوى و وشها اصفر و اخدتها و رحت للدكتور، اللى كان شيخ كبير فى السن و له ذقن كبيره بيضاء و وشه منور و قاللى، ابعد عن الظلم الاول عشان بنتك تخف، ولو اصريت على ظلمك بنتك حاتموت
و كل اللى فاكره بعد كده يا دينا انى صحيت و الدموع ماليه عينى، و ساعتها كانت البصه فى وش هبه او التوءم بالدنيا كلها، ربنا ادانى نعم كتيره اوى لكن انا كنت اعمى القلب، حتى فى زعلى على شوية فلوس كنت اعمى، لكن بعد ما شفت الحلم ده، و بعد اللى انت عملتيه معايا رغم غلطتى فى حقك، خلاص، انا مش عاوز حاجه غيركم يا دينا
اغرورقت عينا دينا بالدموع لدى سماعها ذلك الحديث من طارق، و تذكرت كيف احتضن طارق بناته بشده و حمل هبه على ساقه مدة طويله قبل ان ياتى معها للتفاهم فى شقتهم و ردت عليه و هى تحاول الا تجعله يحس بدموعها: تروح و ترجع بالسلامه يا طارق
طارق: طيب ممكن اخدك انت و البنات نفطر عند عيلتى النهارده؟
دينا: بلاش احسن يا طارق، حايبان على و انا مش عاوزه حاجه تعكر علاقتهم بيك، خليها مره تانيه انا حاروحلهم بعد ما اوضب حالى
طارق: و دى حاجه كمان مش حانساها، انك ما فضحتنيش قدام اهلى يا دينا، طيب بلاش ممكن نفطر بره فى اى اوتيل انا و انت و البنات؟ ممكن يا دينا؟
دينا: حاضر يا طارق، عدى عليا النهارده الساعه اربعه و نص حانكون جاهزين
طارق: انا بحبك يا دينا
لم ترد دينا عليه و لكن وجهها احمر بشده كعادته منذ عرفته، كانت تلك الكلمه كالعصا السحريه، طالما صبغت دنياها بالسعاده، و الان، حين احمر وجهها، عرفت تماما انه لا زال فى قلبها مكاناً لحبه، قد يتسلل اليه ببطء، لكنه حتماً سيعود .
و تعجبت من الانسان الذى لا يحس بقيمة ما فى يديه الى وهو على وشك فقده، كذلك كان طارق، منذ ايام قلائل كان يتطلع لانهاء طعامه معها حتى يهرع للاخرى و يقابلها، و الان يتمنى مقابلة دينا نفسها
هزت دينا راسها لتطرد تلك الصوره من ذهنها، انها تريد ان تنسى، من داخلها تريد ذلك، لكن هل من سبيل الى نسيان طعنه ادمت القلب؟
وبعد صلاة التراويح بدات مروه و اسرتها فى الاستعداد لمقابلة اسرة احمد
والد مروه: و الله انا ما بحبش اكل بره البيت فى رمضان، و مش فاهم اشمعنى المره دى قبلتى نتسحر بره
الام: انا مش حاكذب عليك يا محمود، احمد شكله عينه من مروه، حتى شفت كده فى عينين سارة اخته لما قابلتنا فى الصلاه، و الواد ده انا لله فى لله بحبه من وهو صغير لما كان بييجى هنا ياخد معاها الدروس، و انت عارف الزمن وحش و مش حانلاقى حد نعرفه و نعرف اهله و اصله و فصله
الاب: بس ده لسه طالب يا فاديه
الام: طيب ما هى كمان طالبه، مش احسن ما ييجى واحد من اللى بيشتغلوا فى البلاد العربيه و يخطبها فى اسبوع و بعدين ياخدها و يغربها و افضل طول حياتى قلقانه عليها، و لا تتجوز عميانى زى اختها الكبيره و كل يوم و التانى تتعرض لده ييجى يشوفها، و يمكن تعجبه و يمكن ما تعجبوش
الاب: طيب خلينا ما نسبقش الاحداث، جايز دى اوهام فى دماغك، لو فعلا اتكلموا معانا نبقى نفكر
كانت لحظة لقاء العائلتين لحظه جميله فى تاريخ مروه و احمد، كانا يحسان ان قصة حبهما البريئه قاربت على الاكتمال
و حرص احمد على الجلوس فى الجانب الرجالى من المائده الطويله التى اعدت خصيصاً لتسع هذا العدد، حيث كان هناك عائلة احمد بمافيها سارة و عمر و كذلك والدى مروه، لكن اختها الكبرى لم تستطع الحضور مما اورث مروه الكثير من الارتياح، اذ لطالما اعترضت على صداقتهما البريئه و هما اطفال، و كانت ايضاً تسعى لتزويج مروه من صديق زوجها لارضاءه
كانت الجلسه فى بدايتها مشدوده قليلاً، حتى بدأ الحديث عن الاحفاد و يحيى و اولاد اخت مروه و استرجاع ذكريات الدراسه بين الاباء، اللذين تصادف ان يكونا فى نفس المدرسه و هم اطفال، المدرسه السعيديه، و كل منهما يروى ذكرياته عن مدرسيه و الاحترام الذى كان سائداً بين الطالب و المدرس انذاك
و هنا انبرت سارة قائله: لسه الاحترام ممكن و الله، لو الحب موجود، زمان كان الاحترام اساسه الرهبه، لكن دلوقت اساسه الحب اكتر من الرهبه، يعنى انا ما حصلش ولا مره ان تلميذ رفع صوته او تلميذه طلبت منها طلب و ما سمعتش الكلام
ردت والدة مروه و كانت موجهه بالتعليم: انت بتدرسى سنه كام يا سارة؟ و فى مدرسة ايه؟
ردت عليها سارة: ابتدائى يا طنط و بادرس ماث لسنه رابعه فى مدرسة لغات
ضحكت والدة مروه: ايوه يا بنتى الاطفال فى المدراس دى متربيين بطريقه معينه و معظمهم بيكون اهلهم مثقفين، بالاضافه انهم اطفال و انت زى العسل، لكن اسالى كده زمايلك مدرسين ثانوى، الطالب بيكون كبر و شاف نفسه، و بيقرا جرايد و يشوف الكلام اللى بالكوم عن المدرسين و الدروس الخصوصيه و ممكن نفس الطالب اللى معاكى دلوقت ده لما يكبر تلاقيه اتغير من اللى بيشوفه و يسمعه، ده عدم احترام المدرس بقه موضه
هنا تدخل عمر: بس انا عندى راى يا طنط، حقيقى انا لو اقدر اروح اشكر كل مدرس درسلى فى حياتى، سواء فى الفصل او فى الدرس، كنت اروح، يعنى انا فى ثانويه عامه عاوز حد معين يدرسلى، اعمل ايه لما ما يكونش عندى فى المدرسه، باروحله و بمنتهى الاحترام باحضر الحصه و امشى، مش عارف ايه الكلام اللى فى الجرايد ده عن جشع المدرسين و طمعهم، و اشمعنى المدرسين؟ ليه ما يتكلموش على الدكاتره؟ و لا على المحامين؟ و لا حتى المهندسين اللى زييى، كل واحد يبذل مجهود من حقه ياخد قصاد مجهوده، مش معنى انى باروح للدكتور عيادته، انى احتقره عشان باديله فلوس، ماهو بيعمل لى خدمه مقابل الفلوس دى، كذلك المدرس بيبنى عقول، ولا ده مغضوب عليه ولازم يشتغل لله كده بدون اجر، ده حتى تحفيظ القران مشروع ان الانسان يؤجر عليه
ام مروه: تصدق يا ابنى اول مره اسمع حد يقول كلام محترم فى الموضوع ده؟
احمد: لا يا طنط انا راييى من راى عمر بالضبط، فاكره يا مروه مستر محمود، و الله لحد دلوقت باروحله و اسلم عليه فى بيته و ساعات احضر معاه حصص، مع انه كان بيدينى فى الدرس بس مش فى الفصل ابداً لكن باحس مهما فات الوقت انه فخور بينا و باننا دخلنا هندسه و بقينا كويسين
والد سارة: بصو يا ولاد اسوأ حاجه اطلاق الاحكام و تعميمها، مش ممكن عشان واحد وحش يبقى كل اهل المهنه وحشين، كل شغلانه فيها الكويس اللى عنده ضمير و فيها برضه الوحش
ام مروه: اهو ده اللى بنقوله علطول، مش ممكن افتح الجورنال الاقى كاريكاتير لمدرس لابس مقلم و مادد ايده فى جيب مواطن بيسرقه، ده عيب، احنا شاطرين بس لما ممثله تعمل حاجه غلط و لا تدخل السجن و حد يكتب كلمه فى حقها، يطلع نقيب الممثلين يقلب الدنيا، لكن المدرسين الظاهر يا عينى ما لهمش ظهر لكن الفنانين و الرقاصات دايماً بيلاقو اللى يدافع عنهم و يبرر لهم الرقص فى الشوارع
سارة: و الله احنا نشكركم لتعاطفكم جداً يا جماعه هاهاهاها، ياللا نشوف كل واحد ياكل ايه
بعدها تسابق الجميع فى طلب الفول و الزبادى، اذ كانا من اطعمة السحور المفضله لدى جميع المصريين
و اثناء الطعام، كانت نظرات المحبين الصغار تتلاقى احياناً و لكل منهما حلم جميل هو ان يشاء الله لهما ان يتناولا سحورهما يوماً، فى منزل صغير يضمهما
و لم ينس والد احمد وسارة ان ينوه عن الغرض الاساسى من هذه الجلسه بقوله مخاطباً والد مروه: احنا مش عاوزين دى تكون اخر مره نتقابل يا استاذ محمود، انت عارف مروه و احمد زمايل من ابتدائى و هما سبب المعرفه الحلوه دى، عاوزين ما نقطعش الود
رد الاستاذ محمود والد مروه: لا طبعاً يا باشمهندس ابراهيم، احنا متشكرين على العزومه الجميله دى و ان شاء الله ننتظركم على الفطار الجمعه الجايه ان كان لينا عمر
انتعشت الامال و رفرت فى صدر كل من مروه و احمد، اذ لم يكن ذلك اللقاء المرتقب الا ايذاناً بالارتياح الذى حدث بين الاطراف كلها، و اصبح تحقيق املهما وشيكاً، و معلقاً بموافقة المهندس ابراهيم والد احمد على الدعوه، و هو ماحدث بعدها اذ رحب والد سارة بالدعوه و اتفقا على المقابله الاسبوع القادم على الافطار
و فى طريق العوده للمنزل كان احمد فى قمة سعادته و قال لوالده: ايه راى حضرتك يا بابا لو طلبت ايد مروه المره الجايه من والدها، على اساس ان احنا ما نعملش حاجه و لا حتى دبل الا بعد التخرج ان شاء الله كمان كام شهر؟ عشان خاطرى يا بابا، حضرتك شفت اد ايه هى محترمه و اهلها كويسين
رد الاب: نبقى نشوف يا احمد نبقى نشوف
فى تلك اللحظه رن موبايل احمد فنظر للرقم ثم اغلق الخط، و اعاد المتحدث الطلب مره اخرى، و قام احمد ساعتها بنفس الفعل مرة اخرى، استغربت والدته مما حدث و سالته مباشرة اول ما وصلوا للمنزل
ايه يا احمد مين اللى كان بيكلمك
رد احمد بسرعه: مافيش يا ماما، ده حد غلس مش عاوز ارد عليه
و دخل احمد الى حجرته مسرعاً و رد على هاتفه حين رن تلك المره
احمد: يا ملك ارجوكى ارحمينى من اتصالاتك المتكرره ورا بعض دى
ملك: ما بتردش عليا ليه؟
احمد: كنت سايق و كان معايا ماما و بابا
ملك: كنت فين بالليل كده و ايه الشقاوه بتاعة الحاج و الحاجه دى؟ هاهاها
احمد: كنا بنتسحر مع عيلة خطيبتى، انبسطتى؟
قاومت دينا بشده حتى لا تثنيه عن عزمه، كان لازال قلبها نابضاً بحبه و تخاف على مصلحته، لكنها تذكرت ليالى بكاءها الطويله و غدره بها، و ربطت على قلبها و قالت: اللى تشوفه يا طارق، بس ما تتوقعش اننا نرجع طبيعيين بين يوم و ليله، كل حاجه حتاخد وقتها
طارق: المهم اكون جنبك و جنب البنات، انا ليلة ما كلمتك من هناك و قررت اجيلك مصر، حلمت ان هبه بنتنا الكبيره عيانه اوى و وشها اصفر و اخدتها و رحت للدكتور، اللى كان شيخ كبير فى السن و له ذقن كبيره بيضاء و وشه منور و قاللى، ابعد عن الظلم الاول عشان بنتك تخف، ولو اصريت على ظلمك بنتك حاتموت
و كل اللى فاكره بعد كده يا دينا انى صحيت و الدموع ماليه عينى، و ساعتها كانت البصه فى وش هبه او التوءم بالدنيا كلها، ربنا ادانى نعم كتيره اوى لكن انا كنت اعمى القلب، حتى فى زعلى على شوية فلوس كنت اعمى، لكن بعد ما شفت الحلم ده، و بعد اللى انت عملتيه معايا رغم غلطتى فى حقك، خلاص، انا مش عاوز حاجه غيركم يا دينا
اغرورقت عينا دينا بالدموع لدى سماعها ذلك الحديث من طارق، و تذكرت كيف احتضن طارق بناته بشده و حمل هبه على ساقه مدة طويله قبل ان ياتى معها للتفاهم فى شقتهم و ردت عليه و هى تحاول الا تجعله يحس بدموعها: تروح و ترجع بالسلامه يا طارق
طارق: طيب ممكن اخدك انت و البنات نفطر عند عيلتى النهارده؟
دينا: بلاش احسن يا طارق، حايبان على و انا مش عاوزه حاجه تعكر علاقتهم بيك، خليها مره تانيه انا حاروحلهم بعد ما اوضب حالى
طارق: و دى حاجه كمان مش حانساها، انك ما فضحتنيش قدام اهلى يا دينا، طيب بلاش ممكن نفطر بره فى اى اوتيل انا و انت و البنات؟ ممكن يا دينا؟
دينا: حاضر يا طارق، عدى عليا النهارده الساعه اربعه و نص حانكون جاهزين
طارق: انا بحبك يا دينا
لم ترد دينا عليه و لكن وجهها احمر بشده كعادته منذ عرفته، كانت تلك الكلمه كالعصا السحريه، طالما صبغت دنياها بالسعاده، و الان، حين احمر وجهها، عرفت تماما انه لا زال فى قلبها مكاناً لحبه، قد يتسلل اليه ببطء، لكنه حتماً سيعود .
و تعجبت من الانسان الذى لا يحس بقيمة ما فى يديه الى وهو على وشك فقده، كذلك كان طارق، منذ ايام قلائل كان يتطلع لانهاء طعامه معها حتى يهرع للاخرى و يقابلها، و الان يتمنى مقابلة دينا نفسها
هزت دينا راسها لتطرد تلك الصوره من ذهنها، انها تريد ان تنسى، من داخلها تريد ذلك، لكن هل من سبيل الى نسيان طعنه ادمت القلب؟
وبعد صلاة التراويح بدات مروه و اسرتها فى الاستعداد لمقابلة اسرة احمد
والد مروه: و الله انا ما بحبش اكل بره البيت فى رمضان، و مش فاهم اشمعنى المره دى قبلتى نتسحر بره
الام: انا مش حاكذب عليك يا محمود، احمد شكله عينه من مروه، حتى شفت كده فى عينين سارة اخته لما قابلتنا فى الصلاه، و الواد ده انا لله فى لله بحبه من وهو صغير لما كان بييجى هنا ياخد معاها الدروس، و انت عارف الزمن وحش و مش حانلاقى حد نعرفه و نعرف اهله و اصله و فصله
الاب: بس ده لسه طالب يا فاديه
الام: طيب ما هى كمان طالبه، مش احسن ما ييجى واحد من اللى بيشتغلوا فى البلاد العربيه و يخطبها فى اسبوع و بعدين ياخدها و يغربها و افضل طول حياتى قلقانه عليها، و لا تتجوز عميانى زى اختها الكبيره و كل يوم و التانى تتعرض لده ييجى يشوفها، و يمكن تعجبه و يمكن ما تعجبوش
الاب: طيب خلينا ما نسبقش الاحداث، جايز دى اوهام فى دماغك، لو فعلا اتكلموا معانا نبقى نفكر
كانت لحظة لقاء العائلتين لحظه جميله فى تاريخ مروه و احمد، كانا يحسان ان قصة حبهما البريئه قاربت على الاكتمال
و حرص احمد على الجلوس فى الجانب الرجالى من المائده الطويله التى اعدت خصيصاً لتسع هذا العدد، حيث كان هناك عائلة احمد بمافيها سارة و عمر و كذلك والدى مروه، لكن اختها الكبرى لم تستطع الحضور مما اورث مروه الكثير من الارتياح، اذ لطالما اعترضت على صداقتهما البريئه و هما اطفال، و كانت ايضاً تسعى لتزويج مروه من صديق زوجها لارضاءه
كانت الجلسه فى بدايتها مشدوده قليلاً، حتى بدأ الحديث عن الاحفاد و يحيى و اولاد اخت مروه و استرجاع ذكريات الدراسه بين الاباء، اللذين تصادف ان يكونا فى نفس المدرسه و هم اطفال، المدرسه السعيديه، و كل منهما يروى ذكرياته عن مدرسيه و الاحترام الذى كان سائداً بين الطالب و المدرس انذاك
و هنا انبرت سارة قائله: لسه الاحترام ممكن و الله، لو الحب موجود، زمان كان الاحترام اساسه الرهبه، لكن دلوقت اساسه الحب اكتر من الرهبه، يعنى انا ما حصلش ولا مره ان تلميذ رفع صوته او تلميذه طلبت منها طلب و ما سمعتش الكلام
ردت والدة مروه و كانت موجهه بالتعليم: انت بتدرسى سنه كام يا سارة؟ و فى مدرسة ايه؟
ردت عليها سارة: ابتدائى يا طنط و بادرس ماث لسنه رابعه فى مدرسة لغات
ضحكت والدة مروه: ايوه يا بنتى الاطفال فى المدراس دى متربيين بطريقه معينه و معظمهم بيكون اهلهم مثقفين، بالاضافه انهم اطفال و انت زى العسل، لكن اسالى كده زمايلك مدرسين ثانوى، الطالب بيكون كبر و شاف نفسه، و بيقرا جرايد و يشوف الكلام اللى بالكوم عن المدرسين و الدروس الخصوصيه و ممكن نفس الطالب اللى معاكى دلوقت ده لما يكبر تلاقيه اتغير من اللى بيشوفه و يسمعه، ده عدم احترام المدرس بقه موضه
هنا تدخل عمر: بس انا عندى راى يا طنط، حقيقى انا لو اقدر اروح اشكر كل مدرس درسلى فى حياتى، سواء فى الفصل او فى الدرس، كنت اروح، يعنى انا فى ثانويه عامه عاوز حد معين يدرسلى، اعمل ايه لما ما يكونش عندى فى المدرسه، باروحله و بمنتهى الاحترام باحضر الحصه و امشى، مش عارف ايه الكلام اللى فى الجرايد ده عن جشع المدرسين و طمعهم، و اشمعنى المدرسين؟ ليه ما يتكلموش على الدكاتره؟ و لا على المحامين؟ و لا حتى المهندسين اللى زييى، كل واحد يبذل مجهود من حقه ياخد قصاد مجهوده، مش معنى انى باروح للدكتور عيادته، انى احتقره عشان باديله فلوس، ماهو بيعمل لى خدمه مقابل الفلوس دى، كذلك المدرس بيبنى عقول، ولا ده مغضوب عليه ولازم يشتغل لله كده بدون اجر، ده حتى تحفيظ القران مشروع ان الانسان يؤجر عليه
ام مروه: تصدق يا ابنى اول مره اسمع حد يقول كلام محترم فى الموضوع ده؟
احمد: لا يا طنط انا راييى من راى عمر بالضبط، فاكره يا مروه مستر محمود، و الله لحد دلوقت باروحله و اسلم عليه فى بيته و ساعات احضر معاه حصص، مع انه كان بيدينى فى الدرس بس مش فى الفصل ابداً لكن باحس مهما فات الوقت انه فخور بينا و باننا دخلنا هندسه و بقينا كويسين
والد سارة: بصو يا ولاد اسوأ حاجه اطلاق الاحكام و تعميمها، مش ممكن عشان واحد وحش يبقى كل اهل المهنه وحشين، كل شغلانه فيها الكويس اللى عنده ضمير و فيها برضه الوحش
ام مروه: اهو ده اللى بنقوله علطول، مش ممكن افتح الجورنال الاقى كاريكاتير لمدرس لابس مقلم و مادد ايده فى جيب مواطن بيسرقه، ده عيب، احنا شاطرين بس لما ممثله تعمل حاجه غلط و لا تدخل السجن و حد يكتب كلمه فى حقها، يطلع نقيب الممثلين يقلب الدنيا، لكن المدرسين الظاهر يا عينى ما لهمش ظهر لكن الفنانين و الرقاصات دايماً بيلاقو اللى يدافع عنهم و يبرر لهم الرقص فى الشوارع
سارة: و الله احنا نشكركم لتعاطفكم جداً يا جماعه هاهاهاها، ياللا نشوف كل واحد ياكل ايه
بعدها تسابق الجميع فى طلب الفول و الزبادى، اذ كانا من اطعمة السحور المفضله لدى جميع المصريين
و اثناء الطعام، كانت نظرات المحبين الصغار تتلاقى احياناً و لكل منهما حلم جميل هو ان يشاء الله لهما ان يتناولا سحورهما يوماً، فى منزل صغير يضمهما
و لم ينس والد احمد وسارة ان ينوه عن الغرض الاساسى من هذه الجلسه بقوله مخاطباً والد مروه: احنا مش عاوزين دى تكون اخر مره نتقابل يا استاذ محمود، انت عارف مروه و احمد زمايل من ابتدائى و هما سبب المعرفه الحلوه دى، عاوزين ما نقطعش الود
رد الاستاذ محمود والد مروه: لا طبعاً يا باشمهندس ابراهيم، احنا متشكرين على العزومه الجميله دى و ان شاء الله ننتظركم على الفطار الجمعه الجايه ان كان لينا عمر
انتعشت الامال و رفرت فى صدر كل من مروه و احمد، اذ لم يكن ذلك اللقاء المرتقب الا ايذاناً بالارتياح الذى حدث بين الاطراف كلها، و اصبح تحقيق املهما وشيكاً، و معلقاً بموافقة المهندس ابراهيم والد احمد على الدعوه، و هو ماحدث بعدها اذ رحب والد سارة بالدعوه و اتفقا على المقابله الاسبوع القادم على الافطار
و فى طريق العوده للمنزل كان احمد فى قمة سعادته و قال لوالده: ايه راى حضرتك يا بابا لو طلبت ايد مروه المره الجايه من والدها، على اساس ان احنا ما نعملش حاجه و لا حتى دبل الا بعد التخرج ان شاء الله كمان كام شهر؟ عشان خاطرى يا بابا، حضرتك شفت اد ايه هى محترمه و اهلها كويسين
رد الاب: نبقى نشوف يا احمد نبقى نشوف
فى تلك اللحظه رن موبايل احمد فنظر للرقم ثم اغلق الخط، و اعاد المتحدث الطلب مره اخرى، و قام احمد ساعتها بنفس الفعل مرة اخرى، استغربت والدته مما حدث و سالته مباشرة اول ما وصلوا للمنزل
ايه يا احمد مين اللى كان بيكلمك
رد احمد بسرعه: مافيش يا ماما، ده حد غلس مش عاوز ارد عليه
و دخل احمد الى حجرته مسرعاً و رد على هاتفه حين رن تلك المره
احمد: يا ملك ارجوكى ارحمينى من اتصالاتك المتكرره ورا بعض دى
ملك: ما بتردش عليا ليه؟
احمد: كنت سايق و كان معايا ماما و بابا
ملك: كنت فين بالليل كده و ايه الشقاوه بتاعة الحاج و الحاجه دى؟ هاهاها
احمد: كنا بنتسحر مع عيلة خطيبتى، انبسطتى؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق