وعلى الافطار كادت امي لا تجد مكاناً للاطباق الكثيره التى اعدتها طوال اليومين السابقين، طيور و لحوم و محاشى و صوانى غير الشوربه و السلطه و اصناف لا قبل لمعده بشريه بتناولها مجتمعه
و لذلك بعد الافطار، ظلت المائده كما هى الا قليلاً، فقامت سارة بهمه مع امها، و ظلت تضع البواقى فى علب بلاستيكيه
و هى تقول: الواحد يا ماما مش بيعرف قيمة البواقى فى يوم العزومه، بيعرفها تانى يوم و يلاقيها زى اللقيه فى التلاجه، ده انا اشتريت ميكروويف مخصوص عشان حكاية البواقى دى، جهاز عبقرى و الله، باحط فيه العلبه البلاستيك بالاكل يطلع زى ما يكون طازه و بيغلى كمان
ضحكت ام سارة و قالت: انا مش مصدقه ان دى سارة اللى بتتكلم، فاكره لما كنت بتقولى، اصل عمر ما ياكلش اكل بايت ابدا
سارة: ما خلاص يا ماما بقه، القنزحه راحت و راحت ايامها، يعنى دلوقت، التونه و لا الاكل البايت، طبعا البايت، يعنى هو بايت بره، ما هو معانا فى البيت هاهاها، و حد عارف التونه دى بايته فى علبتها من كام شهر هاهاهاهاه
بس عندى رجاء بلاش ترمى اكل يا ماما، امبارح جالى ميل فظيع لاطفال افريقيا اللى بيعانوا من المجاعات، ساعتها حلفت مانا راميه بواقى اكل تانى
قدمت ام سارة الحلويات و هى تعد سارة باعطاءها بعض العلب المملوءه بالطعام لتنفعها فى الايام القادمه من رمضان
و بعد الحلوى و الشاى قال عمر:
يا للا يا عمى، ياللا يا باشمهندس احمد ننزل نصلى التراويح
احمد: اما انا عرفتلكم حته جامع، صحيح بعيد شويه، لكن الامام صوته جميل و بيصلوا كل يوم بجزء كامل، بدأنا امبارح انا و صحابى، و الجامع مكيف، عشان رمضان بدا ييجى فى الحر
ام سارة: و هو صوت الامام ده يفرق فى ايه بقه؟
الاب: لا طبعاً يفرق، يشجع على الخشوع و تدبر الايات، و ما يحسسش الواحد بالوقت، ده انا عاوز اخدك معايا انت و سارة و الحاجه ام عمر
ام سارة: لا انا باصلى فى البيت طول عمرى لو سارة عايزه تروح خدها
ام عمر: انا حاقعد مع الحاجه، اصل انا باصلى انا قاعده و ما حبش اضايق المصليات
سارة: و انا بقه عايزه اجى معاكم اصلى التراويح
ام سارة: تروحى يا سارة بس على شرط، تسيبى الولاد معايا انا و ام عمر، اصل اللى مخلينى افضل صلاة البيت هو اللى العيال الصغيره بتعمله، كل ام تيجى ساحبه معاها تلات اربع اطفال، يضايقوا المصلين و يقاطعوا الامام و الخشوع كله بيروح بسببهم
سارة: ماهم لازم ياخدو على المسجد يا ماما، و يحيى بيروح مع باباه صلاة الجمعه
عمر: مش فى السن الصغير اوى ده يا سارة و بعدين صلاة الجمعه وقتها اقل بكتير، طنط عندها حق، ده امام مسجدنا امبارح بعد ما خلص اول ركعتين اتكلم فى المايك و طلب من كل سيده معاها اطفال انها تروح بيتها و تاخد اولادها معاها احسن ليها وليهم و للمصلين كمان
تركت سارة الاطفال عند والدتها و نزلت مع زوجها و والدها و اخيها للصلاه فى المسجد
و امضوا لحظات نورانيه رائعه فى رحاب القران و التراويح، مما جعل عمر ينوى الصلاه فى ذلك المسجد يومياً، و شكر احمد بشده لتعريفه به و بذلك الامام الرائع الذى القى درساً عن عن قيم رمضان التى يجب ان ترسخ فى قلب المؤمن سواء خلال رمضان او طوال العام تلك القيم التى يجب ان تغرس فى صدور النشء الصغير، لانها بهذه الطريقه وحدها، تنتقل عبر الاجيال المسلمه
عاد عمر لاصطحاب و الدته و اولاده و طلب منه احمد ان يقابله تحت منزله و يخرجوا وحدهم قليلاً و نزل احمد من سيارته تحت بيت عمر ليركب مع زوج شقيقه
عمر: عشان خاطرى شوفلنا حته ما فيهاش شيشه، احسن الواحد بيتخنق ع القهاوى و الله و الحكايه بتزيد اوى فى رمضان
احمد: هى قهاوى بس، دى خيام فى كل مكان، انا افهم ان الخيام الرمضانيه دى يكون جواها قراءة قران، ذكر لله سبحانه و تعالى، درس دينى، لكن خيمه رمضانيه جواها مطرب و مطربه و راقصه، اهى دى اللى غريبه فعلا
عمر: له حق امام المسجد لما يطلب مننا تعزيز قيم رمضان عند اولادنا، بعد شويه ممكن تكون قيم رمضان تتلخص بس فى الشيشه و المسلسلات و تضيع مننا المعانى الحقيقيه للشهر الكريم
احمد: انت عارف يا ابيه عمر، ان بابا حتى قعدة الحسين عمره ما شجعنا عليها، و كان دايما يقول الصلاه فى الحسين زى اى مسجد غيره من المساجد، لان حرام التبرك باى مسجد لمجرد ان ولى او حتى حد من بيت النبوه مدفون فيه، و المساجد الوحيده التى تشد اليها الرحال معروفه و هى مسجد الرسول فى المدينه و الحرم المكى و المسجد الاقصى ربنا يعفى عننا و عنه و نقدر نزوره فى يوم
عمر: انت ما تعرفش انا معجب بيك اد ايه يا احمد، صحيح انا طول عمرى باحاول اقرب من ربنا سبحانه و تعالى، لكن فى سنك برضه كان لي هفوات، انت ان شاء الله من السبعه الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله، شاب نشأ فى طاعة الله، بس انت ما قلتليش عاوزنى فى ايه؟
كانا قد وصلا الى النادى الرياضى الذى قررا الجلوس فيه و دخلا ليجداه شبه خالى، فيما عدا ملعب كرة القدم الخماسيه حيث كانت تعقد دوره رمضانيه للشباب
جلسا فى حديقة النادى و بدأ احمد بالكلام
احمد: اولاً انا و مروه اتفقنا ما نتكلمش مع بعض خالص ولا حتى على التليفون فى رمضان، حتى لما باشوفها فى الجامعه بس مجرد باصبح عليها و خلاص
عمر: عين العقل، و اديك بتتمرن على انك تقاوم هوى نفسك مش بس الاكل و الشرب
احمد: المشكله بقه ان الهانم بتكلم زمايلنا التانيين عادى، اقولك؟ انانفسى كانت بتكلمنى رمضان اللى فات عادى، انما السنه دى، قررت تختار ما تكلمنيش انا بالذات عشان رمضان، و انا مش معترض بس اللى مزعلنى انى اكون قاعد مع واحد صاحبى و يقولى مثلا انه سال مروه على ميعاد الدرس و قالت الساعه كذا، باتضايق
عمر: بس زى ما انت بتقول ده كلام عادى يا احمد و مرتبط بالدراسه، و برضه صحابك لازم يكون عندهم نظر
احمد: لا، ما احنا مش ناشرينها فى جريدة الحائط يا ابيه، ما حدش يعرف باللى بينى و بين مروه و احنا حريصين على كده عشان القيل و القال، ما حدش حايصدق قد ايه العلاقه اللى بيننا بريئه، دى لا ترى بالعين المجرده من كتر البراءه هاهاهاهاها
عمر: و ده الصح، مجرد انك وعدتها او هى عاهدتك ده لا يمثل اى رخصه دينيه او حتى اجتماعيه انكم تخرجوا و تقعدوا فى المدرج او فى الرحلات جنب بعض، ده مجرد وعد و ربنا يقدركم علي تنفيذه، انا عن نفسى لو مكانك اتضايق، و ما كنتش باسمح لسارة انها تكلم حد من زمايلها فى الشغل على التليفون ابداً لكن دلوقت بدات افهم اكتر ان ساعات ظروف الشغل بتحكم و طالما انا واثق فيها خلاص
احمد: الوضع مختلف يا ابيه، انا حبيت مروه و ارتبطت بيها و هى زميلتنا كلنا، و هى بتقول مش معنى انى باحبها انى اخنقها و ابعدها عن كل الناس
عمر: يعنى انت اتكلمت معاها فى الموضوع فعلا
احمد: هى لاحظت انى باتضايق لما حد بيكلمها عشان كده فتحته هى، و اكدت لى ان كل دول اخواتها لكن انا حاجه تانيه، و ساعتها قلت لها ما ينفعش تضحى بيهم عشان الحاجه التانيه، زعلت و قفشت على و اتهمتنى انى مش واثق فيها
عمر: الحياه علمتنى يا احمد ان نظام المساومه و التخيير ده ما بينفعش، هى ممكن تعمل اللى انت عايزه من غير ضغط، من غير ما تحسسها ان اللى حاتعمله ده مرتبط بدوام العلاقه بينكم، يعنى تديها الفرصه تعمله بحب مش عشان خايفه انها تفقدك
احمد: اشمعنى هى يعنى بتخنقنى لو واحده كلمتنى فى الكليه، ده ساعات ما اكونش معاها و تكون وسط صاحباتها البنات و تيجى تبهدلنى عشان البنات كانوا بيتكلموا على و تقرر ان فلانه عينها منى، و فلانه التانيه معجبه بيا، انا المفروض اسكت لكن هى لا، بحجة انها فوق الشبهات انما انا باين تحت الشبهات
عمر: انا رأيى تدخلها من مدخل دينى برضه، لانى حاسس انها متدينه من كلامك عنها، هى صحيح مش فى نيتها اى حاجه تجاه زملاءها، لكن تعرف منين نواياهم هما، عشان كده ممكن تحاول تحدد علاقتها بيهم، كمان انتم قربتو تتخرجو و كل واحد فيكم حايكون له حياته و شغله، و ممكن زميلها ده نفسه ما يرضاش يكلمها قدام مراته، او خطيبته، ساعتها حايكون احساسها ايه لما تيجى منه هو؟
و برضه حاقولك انت عاوز مروه تعاملك على انك عريس شرقى عادى متقدم لها و تحاول ترضيك على هذا الاساس، بس مشكلتها انها فعلا زميلتكم كلكم من زمان، و احساسى ان كل المشكله دى حاتنتهى بعد ما تخلصوا كليه و كل واحد من زمايلك يعرف انها خطيبتك، ساعتها هما نفسهم حايراعوا الموضوع ده حتى من غير ما هى تحرجهم .
بدا على احمد الاقتناع، كان يعترف بينه و بين نفسه، ان علاقة خطيبين تختلف تماما عن علاقة زمالة الجامعه او حتى الصداقه، و زاده عمر اطمئناناً بانه ما ان تلبس مروه دبلته، سيكون لها شان اخر فى كل تصرفاتها
ثم طلب من عمر ان يذهبا لتسجيل اسميهما فى الدوره الرمضانيه، حيث انه يلعب الكره كل سنه لتقليل وزنه الذى يزيد من اطعمة رمضان و الحلويات
وافق عمر على الفور، اذ كان يفضل ان يعود من التراويح للعب الرياضه، بدلا من التخشب امام المسلسلات الممله مثل كل عام
و عاد بعدها عمر الى المنزل ليجد سارة تتحرق شوقاً لتعرف ما دار بينهما، و عندما تردد عمر فى ابلاغها، طمأنته بانها تعرف مشكلة احمد و انها هى من نصحته ان يتكلم مع عمر
سارة: بس تعرف يا عمر، كل يوم باحترمك اكتر، انت كنت مش عايز تقولى حاجه عن اخويا الصغير، رغم انك عارف ان سره كله معايا، ده دليل على انك فعلا انسان يؤتمن على السر
عمر: احمد زى اخويا يا سارة، لا انا لى اخ ولد ولا هو له اخ كبير، و ساعات فى امور بتكون بين الرجاله عشان الستات لما بيتدخلوا..ا
سارة: جرى ايه بقه، انا لسه عماله اشكر فيك و اقول عمر حبييى و ما خلفتش الا عمر، تقوم تقول كده
ضحك عمر و هو يقول: يا ستى انت مالك و مال الستات، انت حاجه تانيه يا سارة، انت ملاك و الله
سارة: بس ملاك زعلان، اسراء صعبانه على اوى يا عمر، انا مقدره موقفها وهى فى الغربه و رمضان هل عليها كده و هى حامل و صحتها مش تماما و جوزها مرخم عليها فى موضوع نزول مصر عشان الولاده
عمر: جايز خايف عليها من السفر و الطياره و فعلا بعد الشهر السابع ممنوع تركب طياره، و جايز نفسه يحضر ولادة ابنه و يشوفه اول ما يتولد و ظروف شغله ما تسمحش ينزل، التمس لاخيك الف عذر و عذر و انت عارفه ان مامتك حاطاه فى دماغها من غير حاجه
سارة: انت تقدر تحكم احسن يا عمر عشان انت بره الموضوع، انما انا اختى واحشانى اوى، و نفسى تكون جنبى و اخدمها زى ما خدمتنى ايام ولادتى و نعمل سبوع و نفرح بالنونو
عمر: طيب ايه رايك انا حاقولك حل كويس، احسن حاجه ماما تسافر لها قبل ميعاد الولاده بشويه، و انت تتكفلى بقه بوالدك و احمد و اهو كده تكونى رديتى لها الجميل برضه، و لما تنزل مصر فى ميعادها الطبيعى، نعمل يا ستى سبوع كبير و الواد عنده كام شهر، يعنى هو حايعترض و يقول انا كبرت على دق الهون هاهاهاها
سارة: يا شيخ و الله العظيم انا متجوزه باشمهندس كبير، دى فكره تحفه، انت عارف ان اسراء خدمتنى لما ولدت علشان لما ماما جت هنا و قعدت معايا، تولت هى بابا و احمد و كل امور البيت عندنا، و انا برضه ممكن اعرض على ماما العرض ده، بس تفتكر حاقدر يا عمر، يعنى انا عندى البيت و الشغل ويحيى افندى و مريم هانم و والدتك
عمر: يا ستى وقتها تروحى مرتين فى الاسبوع تشرفى على الشغاله و هى بتنضف و الاكل احمد يعدى كل يوم ياخده منك او حتى اوديه انا بنفسى عشان بابا ياخد راحته فى بيته، واللى يطبخ لواحد يطبخ لعشره
قررت سارة ان تحدث امها فى هذا الموضوع فى الصباح، حتى تطمئن اسراء و تهدأ بالاً حين تعلم ان امها ستكون بجوارها ولن تحرم من وجود زوجها او عملها
ثم رن هاتف عمر، ليجد مكالمه من اخته دينا، و تعجب لانه كلمها هذا الصباح و هنأها بشهر رمضان
و فتح الخط ليجدها تصرخ: انا عاوزه اتطلق و ارجع مصر فوراً
و لذلك بعد الافطار، ظلت المائده كما هى الا قليلاً، فقامت سارة بهمه مع امها، و ظلت تضع البواقى فى علب بلاستيكيه
و هى تقول: الواحد يا ماما مش بيعرف قيمة البواقى فى يوم العزومه، بيعرفها تانى يوم و يلاقيها زى اللقيه فى التلاجه، ده انا اشتريت ميكروويف مخصوص عشان حكاية البواقى دى، جهاز عبقرى و الله، باحط فيه العلبه البلاستيك بالاكل يطلع زى ما يكون طازه و بيغلى كمان
ضحكت ام سارة و قالت: انا مش مصدقه ان دى سارة اللى بتتكلم، فاكره لما كنت بتقولى، اصل عمر ما ياكلش اكل بايت ابدا
سارة: ما خلاص يا ماما بقه، القنزحه راحت و راحت ايامها، يعنى دلوقت، التونه و لا الاكل البايت، طبعا البايت، يعنى هو بايت بره، ما هو معانا فى البيت هاهاها، و حد عارف التونه دى بايته فى علبتها من كام شهر هاهاهاهاه
بس عندى رجاء بلاش ترمى اكل يا ماما، امبارح جالى ميل فظيع لاطفال افريقيا اللى بيعانوا من المجاعات، ساعتها حلفت مانا راميه بواقى اكل تانى
قدمت ام سارة الحلويات و هى تعد سارة باعطاءها بعض العلب المملوءه بالطعام لتنفعها فى الايام القادمه من رمضان
و بعد الحلوى و الشاى قال عمر:
يا للا يا عمى، ياللا يا باشمهندس احمد ننزل نصلى التراويح
احمد: اما انا عرفتلكم حته جامع، صحيح بعيد شويه، لكن الامام صوته جميل و بيصلوا كل يوم بجزء كامل، بدأنا امبارح انا و صحابى، و الجامع مكيف، عشان رمضان بدا ييجى فى الحر
ام سارة: و هو صوت الامام ده يفرق فى ايه بقه؟
الاب: لا طبعاً يفرق، يشجع على الخشوع و تدبر الايات، و ما يحسسش الواحد بالوقت، ده انا عاوز اخدك معايا انت و سارة و الحاجه ام عمر
ام سارة: لا انا باصلى فى البيت طول عمرى لو سارة عايزه تروح خدها
ام عمر: انا حاقعد مع الحاجه، اصل انا باصلى انا قاعده و ما حبش اضايق المصليات
سارة: و انا بقه عايزه اجى معاكم اصلى التراويح
ام سارة: تروحى يا سارة بس على شرط، تسيبى الولاد معايا انا و ام عمر، اصل اللى مخلينى افضل صلاة البيت هو اللى العيال الصغيره بتعمله، كل ام تيجى ساحبه معاها تلات اربع اطفال، يضايقوا المصلين و يقاطعوا الامام و الخشوع كله بيروح بسببهم
سارة: ماهم لازم ياخدو على المسجد يا ماما، و يحيى بيروح مع باباه صلاة الجمعه
عمر: مش فى السن الصغير اوى ده يا سارة و بعدين صلاة الجمعه وقتها اقل بكتير، طنط عندها حق، ده امام مسجدنا امبارح بعد ما خلص اول ركعتين اتكلم فى المايك و طلب من كل سيده معاها اطفال انها تروح بيتها و تاخد اولادها معاها احسن ليها وليهم و للمصلين كمان
تركت سارة الاطفال عند والدتها و نزلت مع زوجها و والدها و اخيها للصلاه فى المسجد
و امضوا لحظات نورانيه رائعه فى رحاب القران و التراويح، مما جعل عمر ينوى الصلاه فى ذلك المسجد يومياً، و شكر احمد بشده لتعريفه به و بذلك الامام الرائع الذى القى درساً عن عن قيم رمضان التى يجب ان ترسخ فى قلب المؤمن سواء خلال رمضان او طوال العام تلك القيم التى يجب ان تغرس فى صدور النشء الصغير، لانها بهذه الطريقه وحدها، تنتقل عبر الاجيال المسلمه
عاد عمر لاصطحاب و الدته و اولاده و طلب منه احمد ان يقابله تحت منزله و يخرجوا وحدهم قليلاً و نزل احمد من سيارته تحت بيت عمر ليركب مع زوج شقيقه
عمر: عشان خاطرى شوفلنا حته ما فيهاش شيشه، احسن الواحد بيتخنق ع القهاوى و الله و الحكايه بتزيد اوى فى رمضان
احمد: هى قهاوى بس، دى خيام فى كل مكان، انا افهم ان الخيام الرمضانيه دى يكون جواها قراءة قران، ذكر لله سبحانه و تعالى، درس دينى، لكن خيمه رمضانيه جواها مطرب و مطربه و راقصه، اهى دى اللى غريبه فعلا
عمر: له حق امام المسجد لما يطلب مننا تعزيز قيم رمضان عند اولادنا، بعد شويه ممكن تكون قيم رمضان تتلخص بس فى الشيشه و المسلسلات و تضيع مننا المعانى الحقيقيه للشهر الكريم
احمد: انت عارف يا ابيه عمر، ان بابا حتى قعدة الحسين عمره ما شجعنا عليها، و كان دايما يقول الصلاه فى الحسين زى اى مسجد غيره من المساجد، لان حرام التبرك باى مسجد لمجرد ان ولى او حتى حد من بيت النبوه مدفون فيه، و المساجد الوحيده التى تشد اليها الرحال معروفه و هى مسجد الرسول فى المدينه و الحرم المكى و المسجد الاقصى ربنا يعفى عننا و عنه و نقدر نزوره فى يوم
عمر: انت ما تعرفش انا معجب بيك اد ايه يا احمد، صحيح انا طول عمرى باحاول اقرب من ربنا سبحانه و تعالى، لكن فى سنك برضه كان لي هفوات، انت ان شاء الله من السبعه الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله، شاب نشأ فى طاعة الله، بس انت ما قلتليش عاوزنى فى ايه؟
كانا قد وصلا الى النادى الرياضى الذى قررا الجلوس فيه و دخلا ليجداه شبه خالى، فيما عدا ملعب كرة القدم الخماسيه حيث كانت تعقد دوره رمضانيه للشباب
جلسا فى حديقة النادى و بدأ احمد بالكلام
احمد: اولاً انا و مروه اتفقنا ما نتكلمش مع بعض خالص ولا حتى على التليفون فى رمضان، حتى لما باشوفها فى الجامعه بس مجرد باصبح عليها و خلاص
عمر: عين العقل، و اديك بتتمرن على انك تقاوم هوى نفسك مش بس الاكل و الشرب
احمد: المشكله بقه ان الهانم بتكلم زمايلنا التانيين عادى، اقولك؟ انانفسى كانت بتكلمنى رمضان اللى فات عادى، انما السنه دى، قررت تختار ما تكلمنيش انا بالذات عشان رمضان، و انا مش معترض بس اللى مزعلنى انى اكون قاعد مع واحد صاحبى و يقولى مثلا انه سال مروه على ميعاد الدرس و قالت الساعه كذا، باتضايق
عمر: بس زى ما انت بتقول ده كلام عادى يا احمد و مرتبط بالدراسه، و برضه صحابك لازم يكون عندهم نظر
احمد: لا، ما احنا مش ناشرينها فى جريدة الحائط يا ابيه، ما حدش يعرف باللى بينى و بين مروه و احنا حريصين على كده عشان القيل و القال، ما حدش حايصدق قد ايه العلاقه اللى بيننا بريئه، دى لا ترى بالعين المجرده من كتر البراءه هاهاهاهاها
عمر: و ده الصح، مجرد انك وعدتها او هى عاهدتك ده لا يمثل اى رخصه دينيه او حتى اجتماعيه انكم تخرجوا و تقعدوا فى المدرج او فى الرحلات جنب بعض، ده مجرد وعد و ربنا يقدركم علي تنفيذه، انا عن نفسى لو مكانك اتضايق، و ما كنتش باسمح لسارة انها تكلم حد من زمايلها فى الشغل على التليفون ابداً لكن دلوقت بدات افهم اكتر ان ساعات ظروف الشغل بتحكم و طالما انا واثق فيها خلاص
احمد: الوضع مختلف يا ابيه، انا حبيت مروه و ارتبطت بيها و هى زميلتنا كلنا، و هى بتقول مش معنى انى باحبها انى اخنقها و ابعدها عن كل الناس
عمر: يعنى انت اتكلمت معاها فى الموضوع فعلا
احمد: هى لاحظت انى باتضايق لما حد بيكلمها عشان كده فتحته هى، و اكدت لى ان كل دول اخواتها لكن انا حاجه تانيه، و ساعتها قلت لها ما ينفعش تضحى بيهم عشان الحاجه التانيه، زعلت و قفشت على و اتهمتنى انى مش واثق فيها
عمر: الحياه علمتنى يا احمد ان نظام المساومه و التخيير ده ما بينفعش، هى ممكن تعمل اللى انت عايزه من غير ضغط، من غير ما تحسسها ان اللى حاتعمله ده مرتبط بدوام العلاقه بينكم، يعنى تديها الفرصه تعمله بحب مش عشان خايفه انها تفقدك
احمد: اشمعنى هى يعنى بتخنقنى لو واحده كلمتنى فى الكليه، ده ساعات ما اكونش معاها و تكون وسط صاحباتها البنات و تيجى تبهدلنى عشان البنات كانوا بيتكلموا على و تقرر ان فلانه عينها منى، و فلانه التانيه معجبه بيا، انا المفروض اسكت لكن هى لا، بحجة انها فوق الشبهات انما انا باين تحت الشبهات
عمر: انا رأيى تدخلها من مدخل دينى برضه، لانى حاسس انها متدينه من كلامك عنها، هى صحيح مش فى نيتها اى حاجه تجاه زملاءها، لكن تعرف منين نواياهم هما، عشان كده ممكن تحاول تحدد علاقتها بيهم، كمان انتم قربتو تتخرجو و كل واحد فيكم حايكون له حياته و شغله، و ممكن زميلها ده نفسه ما يرضاش يكلمها قدام مراته، او خطيبته، ساعتها حايكون احساسها ايه لما تيجى منه هو؟
و برضه حاقولك انت عاوز مروه تعاملك على انك عريس شرقى عادى متقدم لها و تحاول ترضيك على هذا الاساس، بس مشكلتها انها فعلا زميلتكم كلكم من زمان، و احساسى ان كل المشكله دى حاتنتهى بعد ما تخلصوا كليه و كل واحد من زمايلك يعرف انها خطيبتك، ساعتها هما نفسهم حايراعوا الموضوع ده حتى من غير ما هى تحرجهم .
بدا على احمد الاقتناع، كان يعترف بينه و بين نفسه، ان علاقة خطيبين تختلف تماما عن علاقة زمالة الجامعه او حتى الصداقه، و زاده عمر اطمئناناً بانه ما ان تلبس مروه دبلته، سيكون لها شان اخر فى كل تصرفاتها
ثم طلب من عمر ان يذهبا لتسجيل اسميهما فى الدوره الرمضانيه، حيث انه يلعب الكره كل سنه لتقليل وزنه الذى يزيد من اطعمة رمضان و الحلويات
وافق عمر على الفور، اذ كان يفضل ان يعود من التراويح للعب الرياضه، بدلا من التخشب امام المسلسلات الممله مثل كل عام
و عاد بعدها عمر الى المنزل ليجد سارة تتحرق شوقاً لتعرف ما دار بينهما، و عندما تردد عمر فى ابلاغها، طمأنته بانها تعرف مشكلة احمد و انها هى من نصحته ان يتكلم مع عمر
سارة: بس تعرف يا عمر، كل يوم باحترمك اكتر، انت كنت مش عايز تقولى حاجه عن اخويا الصغير، رغم انك عارف ان سره كله معايا، ده دليل على انك فعلا انسان يؤتمن على السر
عمر: احمد زى اخويا يا سارة، لا انا لى اخ ولد ولا هو له اخ كبير، و ساعات فى امور بتكون بين الرجاله عشان الستات لما بيتدخلوا..ا
سارة: جرى ايه بقه، انا لسه عماله اشكر فيك و اقول عمر حبييى و ما خلفتش الا عمر، تقوم تقول كده
ضحك عمر و هو يقول: يا ستى انت مالك و مال الستات، انت حاجه تانيه يا سارة، انت ملاك و الله
سارة: بس ملاك زعلان، اسراء صعبانه على اوى يا عمر، انا مقدره موقفها وهى فى الغربه و رمضان هل عليها كده و هى حامل و صحتها مش تماما و جوزها مرخم عليها فى موضوع نزول مصر عشان الولاده
عمر: جايز خايف عليها من السفر و الطياره و فعلا بعد الشهر السابع ممنوع تركب طياره، و جايز نفسه يحضر ولادة ابنه و يشوفه اول ما يتولد و ظروف شغله ما تسمحش ينزل، التمس لاخيك الف عذر و عذر و انت عارفه ان مامتك حاطاه فى دماغها من غير حاجه
سارة: انت تقدر تحكم احسن يا عمر عشان انت بره الموضوع، انما انا اختى واحشانى اوى، و نفسى تكون جنبى و اخدمها زى ما خدمتنى ايام ولادتى و نعمل سبوع و نفرح بالنونو
عمر: طيب ايه رايك انا حاقولك حل كويس، احسن حاجه ماما تسافر لها قبل ميعاد الولاده بشويه، و انت تتكفلى بقه بوالدك و احمد و اهو كده تكونى رديتى لها الجميل برضه، و لما تنزل مصر فى ميعادها الطبيعى، نعمل يا ستى سبوع كبير و الواد عنده كام شهر، يعنى هو حايعترض و يقول انا كبرت على دق الهون هاهاهاها
سارة: يا شيخ و الله العظيم انا متجوزه باشمهندس كبير، دى فكره تحفه، انت عارف ان اسراء خدمتنى لما ولدت علشان لما ماما جت هنا و قعدت معايا، تولت هى بابا و احمد و كل امور البيت عندنا، و انا برضه ممكن اعرض على ماما العرض ده، بس تفتكر حاقدر يا عمر، يعنى انا عندى البيت و الشغل ويحيى افندى و مريم هانم و والدتك
عمر: يا ستى وقتها تروحى مرتين فى الاسبوع تشرفى على الشغاله و هى بتنضف و الاكل احمد يعدى كل يوم ياخده منك او حتى اوديه انا بنفسى عشان بابا ياخد راحته فى بيته، واللى يطبخ لواحد يطبخ لعشره
قررت سارة ان تحدث امها فى هذا الموضوع فى الصباح، حتى تطمئن اسراء و تهدأ بالاً حين تعلم ان امها ستكون بجوارها ولن تحرم من وجود زوجها او عملها
ثم رن هاتف عمر، ليجد مكالمه من اخته دينا، و تعجب لانه كلمها هذا الصباح و هنأها بشهر رمضان
و فتح الخط ليجدها تصرخ: انا عاوزه اتطلق و ارجع مصر فوراً
0 التعليقات:
إرسال تعليق