اخذ عمر يحاول تهدئة روع اخته، و هو يحاول ان يعرف ما بها، ردت من بين شهقات بكاءها
دينا: النهارده جاتله رساله على الموبايل قبل الفطار، خد التليفون و جرى على جوه و بعدها جاله مكالمه من والده على تليفون البيت، ساب الموبايل فى الاوضه و دخلت انا اغير هدومى عشان ريحة المطبخ قبل الفطار، لقيت الرساله اتمسحت، و بعدين و التليفون لسه فى ايدى جات له رساله تانيه، فتحتها لقيت حد باعتله
Can't wait till sun set , love you so much
و انت فاهم طبعا الترجمه واحده بتقوله انها مش قادره على انتظاره لحد المغرب و بتحبه موت و هو فعلا كان لسه قايل انه خارج بعد الفطار بس على اساس مشوار شغل
عمر: و لقيتى الرساله مسجله باسم مين
دينا: ده اللى موتنى، مسجله باسم
My manager
يعنى كاتب الهانم على انها المدير بتاعه، ياما جاله منها تليفونات و ماسجات قدامى و كان يجرى يرد عليها من مكان بعيد عنى على اساس انها مكالمة شغل و لازم يتكلم فى حته هاديه، ده غير قعدته طول الليل على الشات و انا مش عارفه بيكلم مين، اكيد كان بيكلمها، انا حاموت يا عمر حاموت
عمر: بس برضه جايز انت ظالماه يا دينا، مش يمكن ما قابلهاش و ربنا هداه
دينا: لا، ما انا سكت خالص و فطرت معاه و مع الولاد و ربنا عالم بالنار اللى فيا، و بعد الفطار بعشر دقايق نزل، نزلت وراه بعربية مارجريت جارتى و انا لابسه نقاب عشان ما ياخدش باله منى، ما عرفنيش طبعا، و فضلت وراه لحد ما لقيته قاعد فى كافيه على الخليج، و بعدها جاتله الهانم، و احده شكلها مصرى يا عمر و اكبر منى فى السن، لكن ضاربه شعرها اصفر و لابسه محزق و قصير و عامله فيها نغه، تصدق؟
عمر: لا حول ولا قوة الا بالله، و عملتى ايه؟
دينا: قعدت فى الترابيزه اللى جنبهم و اتاكدت انها مصريه لما سمعت كل كلمه بينهم، كلام عمره ما قالهولى حتى ايام ما كنت باحبه فى الكليه، لحد كده و ما قدرتش، روحت و كلمتك فى التليفون، عشان انا لو كنت كلمته كنت حاعمل جنايه، و مش عايزين فضايح فى بلاد الغربه، انت تكلمه بكره و تتفق معاه على الطلاق، و انا حارجع يا عمر علطول انا مش طايقه اشوف وشه .
كانت سارة قد لمحت التوتر الشديد على ملامح عمر و صوته و هو يكلم اخته، فأغلقت عليهما باب الغرفه حتى لا تسمع امه الحديث فتقلق على ابنتها، لكن ذلك اتى متاخراً، اذ طرقت ام عمر الباب و سالت: مالها دينا يا عمر، ادينى اكلمها
اخذت الام السماعه وعندما سمعت ما حدث: بصى يا بنتى، انت لازم تعرفى دى مين و عرفها منين، ده بيتك و لازم تحافظى عليه، حتى لو فرضنا انها واحده كده مصاحبها ولا حاجه، حاتسيبيهولها يا عبيطه؟ الاحسن تقعدى معاه و تشوفى ايه مشكلته، البيوت خرابها مش سهل يا بنتى و انت مخلفه منه تلات بنات، حاستنى منك تليفون بكره الصبح تقولى لى عملتى ايه، و عاوزه اقولك حاجه مهمه، اوعى تقولى له انك عرفتى اهلك اى حاجه، عشان ما يستبيعش، خلي اخر حاجه تهدديه بيها انك تعرفى اهلك، خلاص يا بنتى؟ ربنا يقدملك اللى فيه الخير يا حبيبة امك
اغلفت ام عمر السماعه ثم انهارت باكيه، تمزق قلبها من اجل دينا و زاد على ذلك وحدتها معه فى الغربه، و مع ذلك اضطرت الام ان تكتم المها و تحدثها بصوت العقل
دمعت عينا سارة حين فهمت الموقف، و اقتربت من حماتها تحتضنها و هى تقول: ان شاء الله غمه و تعدى يا طنط، ببركة رمضان ان شاء الله حاتتحل و الله
احتضنت ام عمر زوجة ابنها و هى تقول: دينا غلبانه يا سارة، سابت وظيفتها كمعيده هنا و سابت الماجستير بتاعها و اتجوزته، عشان بتحبه، من وهى فى اولى كليه و هى بتحبه، و من ساعها وهبت كل دقيقه فى حياتها له، حتى فلوسها من شغلها هناك، كانت بتصرفها على اللبس و الفسح و مش عامله حسابها على يوم زى ده، انا خايفه البيت يخرب و اللى حايدفع التمن هما البنات فى الاخر، ربنا يهديها للصح يا بنتى، بس اى حاجه الا الطلاق، ده ابغض الحلال
وفى اليوم التالى وجدت سارة امر استدعاء من مديرة المدرسه فذهبت لمقابلتها و هى متوجسه خيفه مما قد يحدث
المديره: اخبارك ايه يا سارة، و ياترى مبسوطه معانا
سارة: مبسوطه جدا يا فندم، و حاسه انى طول عمرى مدرسه بس كنت تايهه عن مكانى الاصلى
ابتسمت المديره بحب ثم قالت: انت فعلا مدرسه كويسه، و جايلنا شكر من اولياء الامور كتير جدا، و اهم نقطه هى حب الطلبه ليكى و اقتناعهم بكلامك
بدات معدة سارة فى الكركبه اه يا سارة، يا ترى انهى كلام فيهم، مانتى طول النهار تتكلمى مع العيال
واصلت المديره كلامها: انا جالى مكالمتين متناقضتنين تماما النهارده، ام بتدعى لك و بتشكرك على انك شجعتى الولاد على قراءة القران، و كانت سعيده جدا ان ابنها ساب التلفزيون و اللعب و اصر انه يقرا ثلاثة اجزاء مره واحده فى اول يوم رمضان
سارة: الحمد لله، انا سعيده ان الولاد بدأوا فى تطبيق الخطه من اليوم الاول
المديره: اه ما انا عرفت بخصوص الخطه دى، خطة ختم القران من ولى امر تانى، لما نزل امبارح الخيمه الرمضانيه و اخد بنته معاه و قعد يشرب شيشه هو و المدام بتاعته، بنته احرجته قدام الناس لما قعدت تتكلم عن فايدة شهر رمضان و الخير الذى يجب اغتنامه، و ما عجبهاش لبس المطربه فى الخيمه الرمضانيه و فى الاخر عيطت علشان عايزه تروح تقرا ورد القران اللى حددته لنفسها
سارة: طيب الاب اعترض على ايه بالضبط، هو انا اللى غلطانه يا مس فاتن
المديره: لا طبعا، بس الاب قال اننا عندنا منهج و ان حضرتك مدرسة ماث و مش شغلتك الكلام فى الدين و الوعظ، و ان بنته مش فى مدرسه فى افغانستان عشان الارهاب الفكرى ده، طبعا دى كلمات الاب بالضبط و باسجل كامل اعتراضى عليها
اصفر وجه سارة و هى تقول: ارهاب فكرى؟ هو لما اقول للاولاد يغتنموا شهر رمضان اكون بارهبهم، و بعدين انا عمرى ما شجعت حد انه يغلط فى اهله او يبعد عن ادب الحوار معاهم بالعكس
قاطعتها المديره قائله: انا ناديتك النهارده عشان اقولك انى امرت قسم التربيه الفنيه انهم يعملوا لوحه زى اللى عملتيها لكل فصل، و حانعمم التجربه فى المدرسه كلها، ده واجبنا، احنا فى بلد اسلامى و المدرسه دى مدرسه اسلاميه بيتم تحفيظ اجزاء بسيطه من القران فى كل سنه دراسيه، عشان كده انا معاكى قلبا و قالبا، و شكرا يا ميس سارة على مجهودك و اتمنى انك قبل ما تعملى فكره رائعه زى اللى عملتيها تستشيرينى شخصياً عشان لو عجبتنى اعممها على المدرسه كلها و عشان كمان عيب ولى امر يكلمنى فى موضوع فى مدرستى اكون ما اعرفش عنه حاجه
و قامت سارة التى تنفست الصعداء و حمدت الله و هى تتذكر ان من يتق الله يجعل له مخرجاً، رغم انها لم تعف نفسها من الذنب الذى احست به مع كلمات المديره الاخيره، كان من الواجب ان تستأذنها قبل المضى فى خطتها
عادت سارة الى المنزل لتجد حماتها غارقه فى دموعها، اتصلت بها دينا فى الصباح و ابلغتها بما حدث بينها و بين زوجها مساءً، و طلبت منها ان تحكى لسارة و عمر عن ما حدث، و طلبت ان يتصلوا بها عند عودتهم
ما حدث بالضبط هو ان طارق عاد متاخراً تلك الليله، ليجد دينا فى انتظاره متساءله عن سبب تاخيره لذلك الوقت
اجابها: ما قلت لك شغل
دينا: شغل فى كوستا كافيه؟
توتر طارق و بدا يعرق و هو يقول: شغل فى اى حته يا دينا مانت عارفه اننا بنقابل عملاء فى كافيهات عادى
دينا: ايوه و العملاء النهارده كانوا كام واحد و رجاله ولا ستات
طارق: انت عاوزه توصلى لايه؟ ده تحقيق يعنى؟
ردت دينا بنفاذ صبر: عاوزه اوصل للحقيقه، ممكن تقولى مين اللى كانت معاك و كفايه كذب و خداع بقه
رد طارق و هو موقن انه انكشف فاختار يبادر بالهجوم: من امتى كنت مهتمه باروح فين و اقابل مين، انا نسيت انى متجوز من كتر انشغالك بالبنات و خصوصاً بعد ما خلفتى التوءم
دينا: انا عمرى ما قصرت معاك بالعكس، انا سبت الشغل عشان اتفرغ لك، حتى اكلك و غسيلك عمرى ما باخلى الشغاله تمد ايديها فيه، غير ان ما حدش شافنى الا وقال انى مش باين على جواز و لا خلفه، متحاولش نقلب الترابيزه على يا طارق عشان مش حاينفع، انا عاوزه اعرف مين اللى كانت معاك دى
طارق: عاوزه تعرفى؟؟ ماشى يا ستى، دى خطيبتى
دارت الدنيا بدينا عندما سمعت كلام زوجها، و احست انها تسقط فى بئر بلا قرار، و فى اثناء سقوطها تساءلت هل هذه نهاية الحب الذى احبته لطارق، كان زميلها فى الجامعه، اكبر منها بعامين، منذ السنه الاولى احبته، و اصبحت كالتابع الذليل منذ لحظتها، كانت ترى عينيه تدور خلف كل فتاه تمر من امامه و كذبت عينيها، بل انها تاكدت ذات مره من خيانته حين اخبرتها احدى صديقاتها انه يقابل فتاة اخرى، و راتهما بام عينيها معاً، لكنها كذبت عيناها و صدقته، حين سفح امامها دمع الندم، و وعدها ان يتغير بعد الزواج، للاسف صدقته
كانت غلطتها انها صدقته و تناست ان هناك طباع غير قابله للتغيير
و تذكرت كيف تركت منصبها كمعيده فى الجامعه و رساله الماجستير التى بدأتها و تبعته الى بلاد النفط و الاحلام
صدمت فى بداية حياتهما معاً، بضيق الشقه، و غلاء الاسعار المريع، لدرجه ان مرتبهما كله كان يضيع فى المنزل، كانت احيانا توفر نصيبها من الطعام لتقدمه له، و حاولت ان تبحث عن عمل حتى لو كان بسيطاً و غير مناسب لمؤهلاتها، عملت كبائعة فى احد محلات الذهب و اخفت عن اهلها طبيعة عملها، ثم رزقهما الله بابنتهما الكبرى، ذهبت الى مصر و ولدتها هناك الى جوار اهلها، حتى تقلل المصاريف و يتكفل بها اهلها، و حين عادت، و كان هو قد غير شركته و ترقى بسرعه رهيبه فى عمله
و و تركت هى عملها حتى تتفرغ للبيت و لابنتها الكبرى، ثم زاد انشغالها بعد انجاب التوءم، لمحت فى عينيه يوم الولاده مزيج الغضب و الحزن، كان يتمنى ان ينجب ولداً
و قالها صراحة امام والدتها التى كانت معها فى ولادتها، مم اقلق امها و اضطرت للمكوث معها سنه كامله لتساعدها فى تربيه التوائم حتى تكبرن، اذ لم يكن يتحمل صوت بكاء اى منهن
و الان بعد ان استعادت قوامها و بدات مره اخرى تهتم بنفسها و ماكياجها داخل المنزل، و بعد ان استقر وضعه المادى، و اشترى فيلا فى احد ضواحى القاهره الجديده، يصدمها بتلك الخيانه
مرت كل تلك الخواطر بعقلها فى ثانيه واحده، هزت راسها لتنفضها عن راسها، وردت عليه:
يعنى ايه خطيبتك يا طارق، طيب و انا؟ انا مين؟
طارق: انت مراتى، و ام البنات، و حاتفضلى مراتى طبعا، مش الشرع اباح مثنى و ثلاث و رباع؟ كل جيرانك العرب اللى حواليكى متجوزين اتنين و تلاته كمان فى بيت واحد، و الامور ماشيه، انا ما باعملش حاجه تغضب ربنا
دينا: و هو ربنا يرضى انى اقف جنبك فى البدايات و اشوف المر و الذل فى الغربه، و اشتغل بياعه فى محل و انا كنت حابقى دكتوره فى الجامعه فى بلدى، و تكون جايزتى فى النهايه انك تتجوز علي؟
طارق: ما حدش ضربك على ايدك، كنت خليكى فى بلدك سفى التراب جنب اللى بيسفو
دينا: يا ريت، يا ريت الزمن يرجع، ماله تراب بلدى، مش احسن من بريق الدينارات اللى بيخلى الناس تبيع كل حاجه، حتى اللى حبوهم و وقفوا جنبهم
طارق: ليه مسمياه بيع، انا مش بابيعك، دلوقت البنت دى مصريه، و عندها اتنين و تلاتين سنه، و بتشتغل هنا فى منصب ممتاز فى بنك، فيها ايه لما نتنازل عن الانانيه شويه، و نسعد انسه وحيده نفسها تلاقى عريس و انت عارفه مشكلة العنوسه المتزايده
دينا: اه، و انت مندوب الامم المتحده لمكافحة العنوسه؟
طارق: مش عايز تريقه، انا ما كنتش ناوى اقولك، و ما كنتيش حتى هاتحسى بالفرق، و الحمد لله انا اقدر افتح بيتين و تلاته دلوقت لو حبيت، لكن مايسه عندها شقه هنا و شقه فى مصر، و مش عاوزه حاجه غير انى اكون معاها، كمان انا نفسى فى ولد، من حقى احلم يكون لى ولد يسندنى و يقف على تربتى بعد ما اموت
دينا: ايه الكلام ده، ولد ايه و بنت ايه، و مين عارف مين يقف على تربة مين، يا ما ناس بتموت غريبه فى بلاد غريبه و يمشى فى جنازتهم ناس عمرهم ما عرفوهم، و بعدين مادام عاوز تحل مشكلة العنوسه فى مصر، ممكن تساعد شاب صغير على الجواز بفلوسك اللى تفتح بيتين و تلاته، و اديك تبقى ضربت تلات عصافير بحجر واحد
طارق: ليه ان شاء الله، حد قالك انى وزارة الشئون الاجتماعيه، انا من حقى التمتع باكثر من ست، و ده ثابت فى الكتاب و السنه، و اعملى حسابك انا دخلتى على مايسه على العيد ان شاء الله، و حاسافر معاها كام يوم كده، و بعدين نقسم ايام الاسبوع يا دينا
صرخت دينا من قلبها الجريح قائله: حرام عليك، انا عملت فيك ايه عشان توجعنى الوجع ده كله، ليه يا طارق كده؟
ليه طارق: انت اللى اخترتى يا دينا، انا كنت ماشى فى الموضوع من سنه فى السر و متفق معاها و مع اهلها انه يفضل سر، و ما كنتيش حاتحسى بحاجه، لكن ما وصلتش انك تحققى معايا، و تراقبينى، عشان كده لازم تفهمى ان دى حاجه نفسى فيها، ليه ما اعملهاش طالما اقدر؟
و بفضل نبشك ورايا ادينى دلوقت لا باكذب و لا بادارى و لا باعمل حاجه عيب او حرام ..
دينا: النهارده جاتله رساله على الموبايل قبل الفطار، خد التليفون و جرى على جوه و بعدها جاله مكالمه من والده على تليفون البيت، ساب الموبايل فى الاوضه و دخلت انا اغير هدومى عشان ريحة المطبخ قبل الفطار، لقيت الرساله اتمسحت، و بعدين و التليفون لسه فى ايدى جات له رساله تانيه، فتحتها لقيت حد باعتله
Can't wait till sun set , love you so much
و انت فاهم طبعا الترجمه واحده بتقوله انها مش قادره على انتظاره لحد المغرب و بتحبه موت و هو فعلا كان لسه قايل انه خارج بعد الفطار بس على اساس مشوار شغل
عمر: و لقيتى الرساله مسجله باسم مين
دينا: ده اللى موتنى، مسجله باسم
My manager
يعنى كاتب الهانم على انها المدير بتاعه، ياما جاله منها تليفونات و ماسجات قدامى و كان يجرى يرد عليها من مكان بعيد عنى على اساس انها مكالمة شغل و لازم يتكلم فى حته هاديه، ده غير قعدته طول الليل على الشات و انا مش عارفه بيكلم مين، اكيد كان بيكلمها، انا حاموت يا عمر حاموت
عمر: بس برضه جايز انت ظالماه يا دينا، مش يمكن ما قابلهاش و ربنا هداه
دينا: لا، ما انا سكت خالص و فطرت معاه و مع الولاد و ربنا عالم بالنار اللى فيا، و بعد الفطار بعشر دقايق نزل، نزلت وراه بعربية مارجريت جارتى و انا لابسه نقاب عشان ما ياخدش باله منى، ما عرفنيش طبعا، و فضلت وراه لحد ما لقيته قاعد فى كافيه على الخليج، و بعدها جاتله الهانم، و احده شكلها مصرى يا عمر و اكبر منى فى السن، لكن ضاربه شعرها اصفر و لابسه محزق و قصير و عامله فيها نغه، تصدق؟
عمر: لا حول ولا قوة الا بالله، و عملتى ايه؟
دينا: قعدت فى الترابيزه اللى جنبهم و اتاكدت انها مصريه لما سمعت كل كلمه بينهم، كلام عمره ما قالهولى حتى ايام ما كنت باحبه فى الكليه، لحد كده و ما قدرتش، روحت و كلمتك فى التليفون، عشان انا لو كنت كلمته كنت حاعمل جنايه، و مش عايزين فضايح فى بلاد الغربه، انت تكلمه بكره و تتفق معاه على الطلاق، و انا حارجع يا عمر علطول انا مش طايقه اشوف وشه .
كانت سارة قد لمحت التوتر الشديد على ملامح عمر و صوته و هو يكلم اخته، فأغلقت عليهما باب الغرفه حتى لا تسمع امه الحديث فتقلق على ابنتها، لكن ذلك اتى متاخراً، اذ طرقت ام عمر الباب و سالت: مالها دينا يا عمر، ادينى اكلمها
اخذت الام السماعه وعندما سمعت ما حدث: بصى يا بنتى، انت لازم تعرفى دى مين و عرفها منين، ده بيتك و لازم تحافظى عليه، حتى لو فرضنا انها واحده كده مصاحبها ولا حاجه، حاتسيبيهولها يا عبيطه؟ الاحسن تقعدى معاه و تشوفى ايه مشكلته، البيوت خرابها مش سهل يا بنتى و انت مخلفه منه تلات بنات، حاستنى منك تليفون بكره الصبح تقولى لى عملتى ايه، و عاوزه اقولك حاجه مهمه، اوعى تقولى له انك عرفتى اهلك اى حاجه، عشان ما يستبيعش، خلي اخر حاجه تهدديه بيها انك تعرفى اهلك، خلاص يا بنتى؟ ربنا يقدملك اللى فيه الخير يا حبيبة امك
اغلفت ام عمر السماعه ثم انهارت باكيه، تمزق قلبها من اجل دينا و زاد على ذلك وحدتها معه فى الغربه، و مع ذلك اضطرت الام ان تكتم المها و تحدثها بصوت العقل
دمعت عينا سارة حين فهمت الموقف، و اقتربت من حماتها تحتضنها و هى تقول: ان شاء الله غمه و تعدى يا طنط، ببركة رمضان ان شاء الله حاتتحل و الله
احتضنت ام عمر زوجة ابنها و هى تقول: دينا غلبانه يا سارة، سابت وظيفتها كمعيده هنا و سابت الماجستير بتاعها و اتجوزته، عشان بتحبه، من وهى فى اولى كليه و هى بتحبه، و من ساعها وهبت كل دقيقه فى حياتها له، حتى فلوسها من شغلها هناك، كانت بتصرفها على اللبس و الفسح و مش عامله حسابها على يوم زى ده، انا خايفه البيت يخرب و اللى حايدفع التمن هما البنات فى الاخر، ربنا يهديها للصح يا بنتى، بس اى حاجه الا الطلاق، ده ابغض الحلال
وفى اليوم التالى وجدت سارة امر استدعاء من مديرة المدرسه فذهبت لمقابلتها و هى متوجسه خيفه مما قد يحدث
المديره: اخبارك ايه يا سارة، و ياترى مبسوطه معانا
سارة: مبسوطه جدا يا فندم، و حاسه انى طول عمرى مدرسه بس كنت تايهه عن مكانى الاصلى
ابتسمت المديره بحب ثم قالت: انت فعلا مدرسه كويسه، و جايلنا شكر من اولياء الامور كتير جدا، و اهم نقطه هى حب الطلبه ليكى و اقتناعهم بكلامك
بدات معدة سارة فى الكركبه اه يا سارة، يا ترى انهى كلام فيهم، مانتى طول النهار تتكلمى مع العيال
واصلت المديره كلامها: انا جالى مكالمتين متناقضتنين تماما النهارده، ام بتدعى لك و بتشكرك على انك شجعتى الولاد على قراءة القران، و كانت سعيده جدا ان ابنها ساب التلفزيون و اللعب و اصر انه يقرا ثلاثة اجزاء مره واحده فى اول يوم رمضان
سارة: الحمد لله، انا سعيده ان الولاد بدأوا فى تطبيق الخطه من اليوم الاول
المديره: اه ما انا عرفت بخصوص الخطه دى، خطة ختم القران من ولى امر تانى، لما نزل امبارح الخيمه الرمضانيه و اخد بنته معاه و قعد يشرب شيشه هو و المدام بتاعته، بنته احرجته قدام الناس لما قعدت تتكلم عن فايدة شهر رمضان و الخير الذى يجب اغتنامه، و ما عجبهاش لبس المطربه فى الخيمه الرمضانيه و فى الاخر عيطت علشان عايزه تروح تقرا ورد القران اللى حددته لنفسها
سارة: طيب الاب اعترض على ايه بالضبط، هو انا اللى غلطانه يا مس فاتن
المديره: لا طبعا، بس الاب قال اننا عندنا منهج و ان حضرتك مدرسة ماث و مش شغلتك الكلام فى الدين و الوعظ، و ان بنته مش فى مدرسه فى افغانستان عشان الارهاب الفكرى ده، طبعا دى كلمات الاب بالضبط و باسجل كامل اعتراضى عليها
اصفر وجه سارة و هى تقول: ارهاب فكرى؟ هو لما اقول للاولاد يغتنموا شهر رمضان اكون بارهبهم، و بعدين انا عمرى ما شجعت حد انه يغلط فى اهله او يبعد عن ادب الحوار معاهم بالعكس
قاطعتها المديره قائله: انا ناديتك النهارده عشان اقولك انى امرت قسم التربيه الفنيه انهم يعملوا لوحه زى اللى عملتيها لكل فصل، و حانعمم التجربه فى المدرسه كلها، ده واجبنا، احنا فى بلد اسلامى و المدرسه دى مدرسه اسلاميه بيتم تحفيظ اجزاء بسيطه من القران فى كل سنه دراسيه، عشان كده انا معاكى قلبا و قالبا، و شكرا يا ميس سارة على مجهودك و اتمنى انك قبل ما تعملى فكره رائعه زى اللى عملتيها تستشيرينى شخصياً عشان لو عجبتنى اعممها على المدرسه كلها و عشان كمان عيب ولى امر يكلمنى فى موضوع فى مدرستى اكون ما اعرفش عنه حاجه
و قامت سارة التى تنفست الصعداء و حمدت الله و هى تتذكر ان من يتق الله يجعل له مخرجاً، رغم انها لم تعف نفسها من الذنب الذى احست به مع كلمات المديره الاخيره، كان من الواجب ان تستأذنها قبل المضى فى خطتها
عادت سارة الى المنزل لتجد حماتها غارقه فى دموعها، اتصلت بها دينا فى الصباح و ابلغتها بما حدث بينها و بين زوجها مساءً، و طلبت منها ان تحكى لسارة و عمر عن ما حدث، و طلبت ان يتصلوا بها عند عودتهم
ما حدث بالضبط هو ان طارق عاد متاخراً تلك الليله، ليجد دينا فى انتظاره متساءله عن سبب تاخيره لذلك الوقت
اجابها: ما قلت لك شغل
دينا: شغل فى كوستا كافيه؟
توتر طارق و بدا يعرق و هو يقول: شغل فى اى حته يا دينا مانت عارفه اننا بنقابل عملاء فى كافيهات عادى
دينا: ايوه و العملاء النهارده كانوا كام واحد و رجاله ولا ستات
طارق: انت عاوزه توصلى لايه؟ ده تحقيق يعنى؟
ردت دينا بنفاذ صبر: عاوزه اوصل للحقيقه، ممكن تقولى مين اللى كانت معاك و كفايه كذب و خداع بقه
رد طارق و هو موقن انه انكشف فاختار يبادر بالهجوم: من امتى كنت مهتمه باروح فين و اقابل مين، انا نسيت انى متجوز من كتر انشغالك بالبنات و خصوصاً بعد ما خلفتى التوءم
دينا: انا عمرى ما قصرت معاك بالعكس، انا سبت الشغل عشان اتفرغ لك، حتى اكلك و غسيلك عمرى ما باخلى الشغاله تمد ايديها فيه، غير ان ما حدش شافنى الا وقال انى مش باين على جواز و لا خلفه، متحاولش نقلب الترابيزه على يا طارق عشان مش حاينفع، انا عاوزه اعرف مين اللى كانت معاك دى
طارق: عاوزه تعرفى؟؟ ماشى يا ستى، دى خطيبتى
دارت الدنيا بدينا عندما سمعت كلام زوجها، و احست انها تسقط فى بئر بلا قرار، و فى اثناء سقوطها تساءلت هل هذه نهاية الحب الذى احبته لطارق، كان زميلها فى الجامعه، اكبر منها بعامين، منذ السنه الاولى احبته، و اصبحت كالتابع الذليل منذ لحظتها، كانت ترى عينيه تدور خلف كل فتاه تمر من امامه و كذبت عينيها، بل انها تاكدت ذات مره من خيانته حين اخبرتها احدى صديقاتها انه يقابل فتاة اخرى، و راتهما بام عينيها معاً، لكنها كذبت عيناها و صدقته، حين سفح امامها دمع الندم، و وعدها ان يتغير بعد الزواج، للاسف صدقته
كانت غلطتها انها صدقته و تناست ان هناك طباع غير قابله للتغيير
و تذكرت كيف تركت منصبها كمعيده فى الجامعه و رساله الماجستير التى بدأتها و تبعته الى بلاد النفط و الاحلام
صدمت فى بداية حياتهما معاً، بضيق الشقه، و غلاء الاسعار المريع، لدرجه ان مرتبهما كله كان يضيع فى المنزل، كانت احيانا توفر نصيبها من الطعام لتقدمه له، و حاولت ان تبحث عن عمل حتى لو كان بسيطاً و غير مناسب لمؤهلاتها، عملت كبائعة فى احد محلات الذهب و اخفت عن اهلها طبيعة عملها، ثم رزقهما الله بابنتهما الكبرى، ذهبت الى مصر و ولدتها هناك الى جوار اهلها، حتى تقلل المصاريف و يتكفل بها اهلها، و حين عادت، و كان هو قد غير شركته و ترقى بسرعه رهيبه فى عمله
و و تركت هى عملها حتى تتفرغ للبيت و لابنتها الكبرى، ثم زاد انشغالها بعد انجاب التوءم، لمحت فى عينيه يوم الولاده مزيج الغضب و الحزن، كان يتمنى ان ينجب ولداً
و قالها صراحة امام والدتها التى كانت معها فى ولادتها، مم اقلق امها و اضطرت للمكوث معها سنه كامله لتساعدها فى تربيه التوائم حتى تكبرن، اذ لم يكن يتحمل صوت بكاء اى منهن
و الان بعد ان استعادت قوامها و بدات مره اخرى تهتم بنفسها و ماكياجها داخل المنزل، و بعد ان استقر وضعه المادى، و اشترى فيلا فى احد ضواحى القاهره الجديده، يصدمها بتلك الخيانه
مرت كل تلك الخواطر بعقلها فى ثانيه واحده، هزت راسها لتنفضها عن راسها، وردت عليه:
يعنى ايه خطيبتك يا طارق، طيب و انا؟ انا مين؟
طارق: انت مراتى، و ام البنات، و حاتفضلى مراتى طبعا، مش الشرع اباح مثنى و ثلاث و رباع؟ كل جيرانك العرب اللى حواليكى متجوزين اتنين و تلاته كمان فى بيت واحد، و الامور ماشيه، انا ما باعملش حاجه تغضب ربنا
دينا: و هو ربنا يرضى انى اقف جنبك فى البدايات و اشوف المر و الذل فى الغربه، و اشتغل بياعه فى محل و انا كنت حابقى دكتوره فى الجامعه فى بلدى، و تكون جايزتى فى النهايه انك تتجوز علي؟
طارق: ما حدش ضربك على ايدك، كنت خليكى فى بلدك سفى التراب جنب اللى بيسفو
دينا: يا ريت، يا ريت الزمن يرجع، ماله تراب بلدى، مش احسن من بريق الدينارات اللى بيخلى الناس تبيع كل حاجه، حتى اللى حبوهم و وقفوا جنبهم
طارق: ليه مسمياه بيع، انا مش بابيعك، دلوقت البنت دى مصريه، و عندها اتنين و تلاتين سنه، و بتشتغل هنا فى منصب ممتاز فى بنك، فيها ايه لما نتنازل عن الانانيه شويه، و نسعد انسه وحيده نفسها تلاقى عريس و انت عارفه مشكلة العنوسه المتزايده
دينا: اه، و انت مندوب الامم المتحده لمكافحة العنوسه؟
طارق: مش عايز تريقه، انا ما كنتش ناوى اقولك، و ما كنتيش حتى هاتحسى بالفرق، و الحمد لله انا اقدر افتح بيتين و تلاته دلوقت لو حبيت، لكن مايسه عندها شقه هنا و شقه فى مصر، و مش عاوزه حاجه غير انى اكون معاها، كمان انا نفسى فى ولد، من حقى احلم يكون لى ولد يسندنى و يقف على تربتى بعد ما اموت
دينا: ايه الكلام ده، ولد ايه و بنت ايه، و مين عارف مين يقف على تربة مين، يا ما ناس بتموت غريبه فى بلاد غريبه و يمشى فى جنازتهم ناس عمرهم ما عرفوهم، و بعدين مادام عاوز تحل مشكلة العنوسه فى مصر، ممكن تساعد شاب صغير على الجواز بفلوسك اللى تفتح بيتين و تلاته، و اديك تبقى ضربت تلات عصافير بحجر واحد
طارق: ليه ان شاء الله، حد قالك انى وزارة الشئون الاجتماعيه، انا من حقى التمتع باكثر من ست، و ده ثابت فى الكتاب و السنه، و اعملى حسابك انا دخلتى على مايسه على العيد ان شاء الله، و حاسافر معاها كام يوم كده، و بعدين نقسم ايام الاسبوع يا دينا
صرخت دينا من قلبها الجريح قائله: حرام عليك، انا عملت فيك ايه عشان توجعنى الوجع ده كله، ليه يا طارق كده؟
ليه طارق: انت اللى اخترتى يا دينا، انا كنت ماشى فى الموضوع من سنه فى السر و متفق معاها و مع اهلها انه يفضل سر، و ما كنتيش حاتحسى بحاجه، لكن ما وصلتش انك تحققى معايا، و تراقبينى، عشان كده لازم تفهمى ان دى حاجه نفسى فيها، ليه ما اعملهاش طالما اقدر؟
و بفضل نبشك ورايا ادينى دلوقت لا باكذب و لا بادارى و لا باعمل حاجه عيب او حرام ..
1 التعليقات:
ياه اد ايه انسان حقير فعلا اللى زى ده ميتحقش تقعد معاه ثانيه ولا عشان خاطر ولادك خديهم وانزلى مصر اكرملك
إرسال تعليق