ا[الجزء الخامس] الحلقة السادسة

و دعت مايسه دينا لكن شيئا ما منعها و منع دينا من ان تقبلان بعضهما، لا زالتا غريمتين مهما ابدتا العكس و قام طارق ليوصل مايسه الى منزلها، وفى الطريق تذكرت مايسه حياتها قبله
كانت قد عملت فى مصر بعد تخرجها لسنوات، قبل ان تواتيها فرصه السفر للخارج، و ضاعت جهود امها هباءً فى ان تجعلها تقبل اى عريس فى مصر، كانت تريد عريساً جاهزاً، خاصة بعد فشل تجربتها فى الخطوبه لزميلها فى الجامعه، و تركها حين لاحت له فرصة السفر لكندا و العمل هناك، لقد عانت من الوحده فى ذلك البلد الشقيق لسنوات طويله، كونت خلالها ثروه صغيره و قادت احدث السيارات و لبست اشهر الماركات، لكن قلبها ظل كسيراً، كل رجل ينظر اليها على انها صيد يمكن ان يقع بسهوله، مما جعلها تنقلب هى نفسها الى صياد و كانت فريستها هى زوج وليس عشيق او صديق، كان طارق الصيد المثالى، دخل كبير، وسيم، متحرر بحدود، و يسهل التاثير عليه كطفل صغير و كانت زوجته فى اواخر شهور حملها انذاك، فازداد الامر سهوله و حين تمنعت عليه و رفضت التفريط دون زواج، عرض عليها الزواج العرفى، و عندما رفضت، عرض عليها الزواج الرسمى مع الاحتفاظ بزوجته، و اليوم اهدتها دينا كل ما تتمناه، زوج لها وحدها، لا تشاركها فيه اخرى، من حقها ان تفرح قليلاً، لماذا تصر كل امراه بانانيتها على ان زوجها لها وحدها طول العمر، فلتعش و لتدع غيرها يعش ايضاً

مايسه: بس انت عمرك ما قلتلى ان مراتك حلوه اوى كده

طارق: ما انت عارفه ذوقى يا حبيبتى، بس طبعا انت احلى بكتير

مايسه: انا غيرانه منها يا طارق، هى برضه الاصل و حاترجع الليله دى تبات فى حضنها، و انا لوحدى، زى ما دينا قالت انا من حقى اعيش و لو فتره قصيره فى عمرى و انت لي لوحدى، ليه مش موافق تسفرها مصر مع بناتها و تديها كل حقوقها، و تبقى تنزل لهم اجازات، انا بحبك اوى يا طارق و بغير عليك اوى اوى و كمان فكرة بيعك الفيلا فى مصر دى فكره جباره، بيعها و اشترى شقتين و احده لى و واحده ليها، و ده يبقى عدل، على الاقل احس انك تعبت و بذلت اى حاجه عشان تتجوزنى

طارق: ازاى اسيبها تمشى هى و البنات يا مايسه، مش حرام البنات تكبر من غير ابوهم و بعدين انا اديكى عينى مش حته شقة

مايسه: حرام ليه، ما مصر مليانه ناس كده، الزوج فى ناحيه و الزوجه فى ناحيه، حتى من غير ما الاب يتجوز، بصراحه يا طارق انا شبطت فى موضوع انك تكون ليا لوحدى ولو حتى فى الاول عشان نتعود على بعض و نعيش حياه طبيعيه و صدقنى مش حاتندم

طارق: حاضر يا مايسه حاضر، حاتفاهم معاها و اشوف

عاد طارق الى المنزل مباشرة ليجد الاطفال قد ناموا فى غرفهم، و دينا متألقه كما هى فى انتظاره

دينا: خلاص يا طارق، انا مطمنه عليك، اتجوزها، بس خليك ليها لوحدها، عشان انا فعلا احسن لى ارجع مصر بدل ما تبقى حياتنا كلها نكد، مش حاستحمل وجودك مع واحده تانيه، و مش حاطلب الطلاق، بس حاطلب تنفذ وعدك و تكتب فى شقه فى مصر باسمى قبل ما تكتب على مايسه و حاستناك يا حبيبى تجيلى اجازات و تكون ليا لوحدى هناك

اقترب طارق من زوجته و هو يحاول ان يطوقها بذراعيه: بس ايه الحلاوه دى، البت ماتت من الغيره منك، مش المفروض كان يحصل العكس؟

ضغطت دينا على نفسها حتى تتقبل لمساته و هى تقول: ما انا ليك برضه يا طارق و حافضل مراتك، انت فاكر انى ممكن اسمح لراجل غيرك يلمسنى

ازداد طارق اقترابا منها و قد اعمته رغباته عن كل ما سواها، ذلك دأب من يسير وراء رغباته و قد فهمته دينا، لذا كان من السهل السيطره عليه تماما، كل ما يتطلبه الامر ان تضغط على نفسها قليلاً حتى يكتب لها الشقه باسمها فى القاهره و يؤمن وديعه محترمه للصرف من فوائدها على البنات
تلك كانت خطتها، لكنها لم تكن تنوى ان تمضى يوماً واحدا كزوجه لنصف رجل، و قد استخدمت كل مكرها الليله لكى تثير غيرة مايسه، و تجعلها اداه للضغط على طارق الى جانب ضغطها هى نفسها عليه لكى يتركها تمضى لحال سبيلها، و بعدها لن تطلب منه الطلاق، ستجبره عليه، بل انها سوف تخلعه اذا استدعى الامر، لكنها كانت تريد ان تؤمن حياتها و حياة بناتها قبل ان تقوم بذلك
اما عقابه، فقد رات بذكاءها ان زواجه من مايسه سيكون خير عقاب
و اتصلت دينا بعمر لتبلغه باخر التطورات

عمر: ايوه كده، طول عمرى اقول عليكى اذكى واحده فينا، دا انتى كنت الاولى على الدفعه يا دينا

دينا: اه بس ردمت على ذكائى و تفوقى و سبت نفسى لطارق عشان يلعب بيا زى ما هو عاوز، خلى بالك يا عمر هو لسه ما عندوش فكره انك انت و ماما تعرفوا اللى جرى بيننا و قلت له انكم فاكرينى نازله مصر اكمل دراستى و ادخل حلا المدرسه هناك عشان المدارس هنا غاليه اوى، فهم ماما عشان انا ممكن انزل لكم فى خلال وقت قليل عشان حلا تلحق المدرسه

عمر: بيتى تحت امرك طول العمر يا حبيبتى اهم حاجه تكونى انت مرتاحه

دينا: الحمد لله انا فى منتهى الرضا، ده نصيبى، بس انا حاقعد عندكم مسافة ما اشترى شقه و افرشها بس

عمر: بصى يا دينا، الشقه اللى قصادى فى العماره معروضه للبيع، هى متشطبه و جاهزه على الفرش بس، و سعرها خيالى، عشان صحابها مسافرين بره و عاوزين فلوس كاش

دينا: طيب حاكلم طارق و ارد عليك بكره يا عمر و اهو احسن حاجه انها قصادك عشان ما احسش انى لوحدى يا حبيبى
و فى المساء حضر طارق و طلب الحديث مع دينا

طارق: انت لسه مصره على السفر يا دينا

دينا: سيبنى اسافر بلدى و اهدى اعصابى شويه و اخد على الوضع الجديد، و مين عارف، ممكن الشوق يجيبنى تانى فى شهر يا حبيبى، بس ارجوك تشتري لى شقه اقعد فيها، عشان ما اتقلش على عمر، و اهو تاخد فرصتك مع العروسه الجديده
قالت تلك الكلمه و مثل قديم يرن فى عقلها ( يا ناكر خيري بكره تعرف زمني من زمن غيري )

طارق: بس انا مزنوق مادياً دلوقت و انت زنقتينى اكتر عشان مايسه متمسكه بسفرك، و مشترطه مش حاتتمم الجوازه الا لما تسافري

ابتلعت دينا الامها بالرغم من انها سعت لذلك، كانت تريد اثارة غيرة مايسه منها، حتى تضطرها للضغط على طارق و مساعدتها على السفر، كانت تعلم انه ما من سبيل لتغيير ما انتواه طارق، كل ما تستطيعه هو ان تخرج بأقل الخسائر

دينا: طيب و ماله، حقها زى ما قلت لك، انا عاوزاك تنزل مصر معايا او حتى تقول لعمر انه يبيع ايصال حجز فيلا التجمع، احنا كنا دافعين فيه مليون و نص، دلوقت يسوى تلاته مليون، و هو بالتوكيل اللى معاه حايبيع و يشترى لى شقه وعربيه صغيره كده عشان اوصل البنت المدرسه، و يبعت لك باقى الفلوس

طارق: طيب و الشقه دى حانلاقيها فى يوم وليله كده، و تتفرش امتى، انا عاوز اخلص من الموال ده و مش حاقدر انزل مصر اجازه و بعدها بكام يوم اخد اجازه تانى عشان شهر العسل

مزقت كلمة شهر العسل قلب دينا لكنها تحاملت على نفسها و قالت: صح عندك حق، بس عمر كان حاكيلى على شقه فى نفس عمارته و معروضه للبيع، حاسأله اذا كانت لسه موجوده كده و ربنا يفرجها بس اهم حاجه نبيع الفيلا عشان فى مشترى جاهز

طارق: اوكى، اوكى، عمر معاه التوكيل و انا واثق فى تصرفه، بس سؤال صغير، انت قلت ايه لعيلتك عن موضوع نزولك مصر؟

دينا: ما تقلقش، و لا حاجه، كل اللى قلته انى عاوزه اعمل الماجستير و الدكتوراه و ان شغلك حايخليك تسافر كتير و تسيبنا فقلنا نقعد فى مصر احسن ما نقعد لوحدنا فى الغربه

طارق: طول عمرك عاقله، مافيش داعى للشوشره فى العيله

دينا: صح يا طارق مافيش داعى

كان رمضان قد اقترب من منتصفه، و قدمت سارة اوراق ابنة دينا بالمدرسه مع يحيى، و بعدها استطاع عمر بيع الفيلا فعلاً قبل وصول دينا
ويوم وصولها حرصت سارة على انتظارها بالمطار مع عمر و تركت الاولاد مع حماتها بالمنزل، و ابدت ترحاباً كبيراً بها فى المطار و اصطحبتها مباشره الى المنزل
حيث كانت رتبت امورها، و جعلت حماتها تنام فى سرير مريم، بينما اخذت هى مريم الى جوارها فى غرفتها و تركت غرفة حماتها بعد تفريغ الدواليب لتكون تحت تصرف دينا و بناتها
و بعد الافطار و الحفاوه من الكل، و دموع كثيره ذرفتها الام على ابنتها المتماسكه ظاهرياً جلس عمل مع دينا منفردين

عمر: انا بعت الفيلا يا دينا بتلاته مليون و ميتين الف، ودفعت تمن الشقه اللى قصادنا وبقية الفلوس حطيتهم فى حسابكم المشترك فى البنك عشان المفروض انا ما اعرفش حاجه .

دينا: عليك نور يا عمر، ما انا قايلاله انك حاتحط الفلوس باسمى، انت تعرف بنك ايه ممكن نعمل فيه شهادات بعائد كبير؟

عمر: انت ناويه على ايه؟

دينا: ناويه على ايه؟ هاهاهاها، بكره الصبح ان شاء الله تعرف انا ناويه على ايه

3 التعليقات:

aya يقول...

eshta 3aleky ya dina

غير معرف يقول...

gamda

Hager يقول...

ملهاش حل وربنا ده طارق ده حقير اوى عشان يسبب ليها الجرح ده

إرسال تعليق

Facebook Twitter Favorites More