تجمع اهل المنزل كلهم حول ام عمر و هى تكلم ابنتها بعد ان اقلقهم رد فعلها، و لسان حالهم يقول، هو احنا ناقصين، لكن ما لبثوا كلهم ان فوجئوا باساريرها تنفرج، و الابتسامه تعلو شفتيها، ثم اغرورقت عيناها بالدموع و هى تمتم: الحمدلله، عالم بحالى و غنى عن سؤالى، الحمد لله، مبروك يا داليا، الف مبروك يا حبيبتى
و اكتشف الجميع بعد قليل ان داليا اخيراً بعد الصبر و بعد ما يربو على عشر سنوات من زواجها السعيد، بعد ان تناست الموضوع و عاشت حياتها تنظر لنصف الكوب الملىء، زوج مخلص و عمل ناجح و منزل رائع و دخل كبير
اراد الله ان يكافىء صبرها هى و زوجها بعد تلك السنوات الطوال بان حملت داليا فى طفلها الاول
و ما ان علمت بحملها حتى اتصلت بامها لتبلغها الخبر، لكن بالرغم من غربتها الطويله، و تعودها على نمط الحياه العملي، الا ان دموعها خنقتها و هى تخبر امها، حقاً، اجمل هديه من الله لاثنين، هى الطفل، نعمة الحياه الجديده التى تترعرع بين اثنين، لتنير منزلهما و تملا دنياهما سعاده
اما رد فعل هشام زوج داليا، فكان لا يصدق، فور ما اخبرهما الطبيب بان داليا حامل، رفعها هشام من على الارض و دار بها، ثم اصر على ان ينزل حاملاً اياها من عيادة الطبيب الى السياره، كان قوي البنيان و كانت هى صغيره كاللعبه، لكن ذلك لم يمنع كل من راهما من الدهشه الممزوجه بالسعاده بهما و الفرحه من اجلهما، تلك الفرحه التى لا تحتاج الى لغه كى تفهمها تراها فى عينى اخيك فى الانسانيه بصرف النظر عن جنسيته و انتماءاته
و ذلك ماحدث بعدها فى العائله باكملها، اذ سادت الفرحه المنزل كله، و جلسوا ليلتها على شاشة الكومبيوتر ليتحدثوا مع داليا صوتاً و صوره، خاصة بعد ان ابلغتهم داليا انها ارتدت الحجاب كنوع من الشكر و العرفان لله سبحانه و تعالى، و كانت اسعدهم جميعا هى دينا، كم تمنت كل مره يرزقها الله بالحمل ان يسعد الله اختها هى الاخرى بطفل او طفله، بالرغم ان داليا لم تظهر ابدا رغبتها الدفينه او تباكت على حرمانها من الانجاب
و تنفس عمر و سارة الصعداء، اذ كان بداية مكالمة داليا تلك الليله توحى بعاصفه جديده لكنها تحولت فى لمح البصر لفرحه عارمه
و فى غرفتهم
عمر: الحمد لله ان داليا بخير، انت عارفه يا سارة كل يوم بتكبرى فى عينى اكتر، مش بس اهتمامك بامى، لا باخواتى البنات كمان، ربنا يخليكى ليا
سارة: ما هما اخواتى برضه يا عمر، الواحد لما يتجوز مش بيكون ارتباط بين شخصين، لا عيلتين كاملين، و الزمن ده كل واحد عنده اخ و لا اتنين بالكتير، حد طايل ان اخواته يزيدو، داليا و دينا دول اخواتى الكبار يا عمر و انت عارف
عمر: هاهاها، طيب ما تقوليش كبار بس، احسن حاينسوا كل حاجه و يفتكرولك دى هاهاهاه
سارة: هو انت حاتقولى، انا نفسى ما احبش حد يقولى انى الكبيره ابداً ابداً
عمر: انت ست الستات، و عمرك ما بتكبرى، انت فى عينى زى ما شفتك اول مره بالضبط يا حبيبتى
سارة: ياااه يا عمر، وحشنى كلامك الحلو ده، انت اللى حبيب عمرى، لا قبلك و لا بعدك
و بعد قليل فوجئوا بطرق على الباب ثم دخل يحيى باكياً
سارة: مالك يا يحيى بتعيط ليه و ايه اللى صحاك يا حبيبى
يحيى: نثيت اعمل الهومورك عااااااااااااااااا، الميس حاتزعل منى
قامت سارة من السرير و هى تلوم الظروف على هذه المقاطعه و تلوم نفسها انها نست يحيى فى خضم احداث اليوم
سارة: معلش يا حبيبى تعالى نروح نعمل الواجب
و استدارت لعمر مستعطفه: اعملك شاى يا حبيبى عشان نكمل كلامنا؟؟
عمر: لا، انا حانام عشان اقدر اقوم على السحور و اصلى الفجر حاضر يا حبيبتى، تصبحى على خير
تمتمت سارة: عينى عليكى و على بختك يا سارة، لما صدقت عمر رجعت له الذاكره و قالى كلمه حلوه
ثم علا صوتها و قالت من تحت اسنانها: هات شنطتك يا يحى يا حبيبى
و فتح يحيى حقيبته و بدا فى اخراج الكراسات منها، و صعقت سارة
كراسة الحساب بها واجب يكتب 3 و يملا بيها اربع صفحات فى تسع اسطر يعنى سته و تلاتين مره
و يكتب حرف الجيم تلاتين مره، لحقوا يوصلوا للجيم امته بس؟
ده غير انه لازم يلون رسمتين كبار و يوصل بالنقط اربع خمس صفحات فى الكتاب
يا خبر؟ منهج كي جى وان كبر اوى كده امته؟؟
و ظلت سارة المسكينه تساعد يحيى فى واجباته و يتدلل عليها، تاره يطلب لبن، وتاره اخرى عاوز يروح التواليت، و قام فتح التلفزيون عشان زهقان، و اكتملت الليله حين صحت مريم تسحب خلفها بطانيتها المفضله، وبدون كلمه واحده، احتلت ساقى امها و هى تذاكر ليحيى، و بدات تخطف اقلامه و تحاول ان تلون معه، و فى خلال كل ذلك كانت سارة تحاول ان تخفض صوتهم بقدر الامكان، حتى لا يستيقظ النائمون
و بعد خلود الطفلين للنوم، قامت المسكينه لتحضير السحور، و هى تدعو الله ان يكتب لها ثواب قيام الليل، صحيح انها لم تكن تصلى طول الوقت و كل ما استطاعته هو ان تصلى ركعتين، لكنها تعلم ان الله الكريم الغفور يعلم ما هى فيه، و لن تطلب العون و الثواب الا منه
و على مائدة السحور كان الجميع لا زالت بقايا النوم فى اعينهم، ما عدا سارة لانها لم تر النوم من الاساس، لكن دينا تبرعت بعمل افطار اليوم التالى، مما اعطى سارة املاً فى النوم قليلاً بعد العوده من العمل
اتصل احمد بسارة فى الصباح و هو فى الكليه، ليؤكد عليها ان تحضر هى و عمر يوم الجمعه للافطار مع عائلة مروه
احمد: انا طلبت من بابا يلمح يا سارة، او يتكلم من بعيد فى موضوع مروه، لكن حاسس انه مش مقتنع
سارة: لا، حاقولك خبر حلو، هو مقتنع يا احمد، انا و ماما اتكلمنا معاه تانى من وراك، وبابا خلاص وافق انه يقرا الفاتحه يوم الجمعه باذن الله لو اهل مروه وافقوا، و اهى حتكون اخر جمعه فى رمضان، و يمكن كمان ليلتها تكون ليلة القدر، ربنا يطرح فيك و فيها البركه يا احمد يا رب
احمد: انا مش عارف كنت اعمل ايه لو ما كنتيش انت اختى، يا سارة انت اجمل حد فى الدنيا دى كلها، ربنا يخليكى ليا
دفع كلام احمد بالعبرات الى عينى سارة التى قالت: و يخليك لى انت كمان يا حبيبى، اما حاتعمل ايه بقه لما تعرف المفاجأه اللى عملاهالك؟
احمد: كمان؟ لسه فيه مفاجأه؟
سارة: و ما تحاولش مش حاقولك حاجه الا يوم الجمعه ان شاء الله
انهى احمد مكالمته مع اخته الحبيبه و قلبه يرقص من سعادته، لقد اصبح على بعد خطوات من خطبة حبيبته، انه الان يحس انه احبها طول عمره، مهما تظاهر بالبرود، لقد كاد قلبه ينخلع عليها حين جرحت و هى لازالت طفله، زميلته فى ديسك الدراسه، صحيح انه طالما تظاهر بنسيانه لتلك الواقعه، لكنه يذكرها تماما، و يذكر ان عيناه دمعتا حين راى الدم و تمنى لو فداها بنفسه
لقد كبر هذا الحب الطاهر مع السنين، و اقترب ميعاد بلوغه سن الرشد
اللهم اجمع بيننا فى خير
هكذا تمتم فى نفسه، حين راها تقترب منه بحجابها الابيض الجميل و وجهها يخلو من اي مساحيق، و احلى مافيها ابتسامة عينيها حين تراه، انها فعلا تحس كما يحس، فرحة لقاء، و براءة حب طاهر لم تشبه شائبه، و حين اصبحت مروه على بعد خطوات منه
فوجىء بملك تأتى من خلفه و تلكزه فى كتفه بعنف
استدار احمد و فوجىء حين راها، كانت لاول مره تتجرأ لتاتى له فى الجامعه و تقول بصوت عال
ملك: اقدر اعرف ما بتردش على تليفوناتى ليه؟
كانت مروه قد وصلت فى نفس اللحظه، و فى عيناها حلت تساؤلات العالم كله محل الابتسامه
احمد: اعرفك الاول يا انسه ملك، دى الباشمهندسه مروه خطيبتى، و قراية فاتحتنا يوم الجمعه الجايه ان شاء الله
قالت ملك مخاطبه مروه بقلة اهتمام: اهلا يا باشمهندسه
ثم كلمت احمد: بس انت برضه ما قلتليش انت ما بتردش على ليه؟
تدخلت مروه: يرد عليكى ليه، وبتاع مين، و انت مين اصلا يا استاذه انت، ما تعرفنى يا احمد على الانسه
داخلت القوه احمد حين احس بمساندة مروه له: دى الانسه ملك يا مروه
مروه: ايوه ملك عارفين، تبع ايه يعنى، تبع اتحاد الطلبه، ولا معانا هنا فى هندسه، و لا جارتنا، ايه بالضبط يعنى، عشان هى ما كانتش معانا فى المدرسه
ملك: لا، من النادى
مروه: بس انا عضوه برضه فى الاهلى مع احمد و عمرى ما شفتك هناك يا ملك، بصى يا ملك اوعى تكونى فاكره احمد بيخبى على حاجه، و من فضلك حطى نفسك مطرحى و اللى ترضيه لنفسك، ارضيه لغيرك
ملك: هو احمد قالك ايه بالضبط عنى؟
احمد: قلت اللى قلته يا ملك، ما فيش داعى الموقف المحرج ده يطول اكتر من كده
انصرفت ملك مسرعه و هى لا تصدق ما حدث، هل فعلا هناك من يرفض حبها المجانى بكل تلك الصرامه، انها لم تطلب منه شيئاً، فقط ان تكون الى جواره، حتى خطوبته لم تعترض عليها، لماذا تبخل عليها الدنيا بابسط الامانى؟ ثم استعادت حوارها مع احمد اخر مره، نعم انه لا يريدها، يجب ان تصدق ان شاباً صمد امام جمالها و حرارة عواطفها، هذا الشخص هو الوحيد الذى احبته و ارادته رفضها ليرتبط بمن يحب بقلبه، لا بغرائزه
و قالت محدثه نفسها: يا خسارة! مبروك عليكى يا مروه، صحيح دنيا حظوظ
و بين مروه و احمد بعد انصرافها
احمد: و الله العظيم كنت حاقولك على كل حاجه، بس انت انقذتينى يا مروه
مروه: من غير ما تقولى يا احمد، من ساعة ما شفت البنت دى قاعدالك فوق العربيه فى جاراج النادى، و شفتك من بعيد و انت مكشر فى وشها، أسد يا واد هاهاهاها
احمد: اقولك حاجه يا مروه، انت اللى مخليانى اسد كده، ساندانى و ماليه عليا الدنيا كلها، و بلاش بقه احنا صايمين، بس اخر كلمه و ربنا يسامحنى، حبك مقوينى يا مروه
اطرقت مروه خجله الى الارض و قد احمر وجهها و هى تشكر الله لانه اعطاها الحكمه فى مواجهة تلك الدخيله، لقد ابلغتها صديقاتها ان تلك الفتاه تحوم حول احمد، ولم تفاتحه هى فى الموضوع، كانت تريد ان تعطيه فرصته، اما ليثبت اخلاصه، او العكس، و كم كانت سعادتها حين وجدت ملك اليوم مغتاظه و تسأله عن سبب عدم رده عليها، لقد استنتجت مروه وحدها ان احمد قد تمكن بالفعل من صدها و ايقافها عند حدها، و لم ترد ان تجعل من نفسها نقطة ضعف تضغط بها ملك على احمد، لذلك كان رد فعلها التلقائى، ان احمد رجلها، منذ سنوات طوال كان و لازال رجلها، و لن تتركه لاخرى مهما كان الثمن، و تذكرت فى تلك اللحظه كم من المرات وقف احمد الى جوارها، تذكرت يوم طردها مدرس العربى من حصته فى الثانويه العامه و انهمرت من عينيها الدموع و نزلت باكيه الى الشارع، لتفاجأ بعدها باحمد ينزل و بعده اكثر من خمسه من اصدقاؤه، لقد ناقش المدرس و سأله عن سبب طرد مروه، و حين اجابه المدرس ان اللى مش عاجبه يحصلها، فعلها احمد، و حصلها، و خلفه نزل اصدقاؤه
و بعدها قابل والد مروه المدرس الذى اعتذر بتعب اعصابه فى ذلك اليوم و اعادهم جميعاً الى الدرس
الا يستحق ذلك الحبيب ان تقف الى جواره و تمتمت مروه: ده اللى تيجى جنب احمد دى، اقطعها بسنانى
و فى اليوم الموعود كانت مروه و امها مستعدتان من يومين، و حضرت اسرة احمد فى الميعاد، لاول مره يحس احمد بتلك الرهبه و هو يدخل بيتهم، لطالما حضر لتلقى دروس خصوصيه هنا و هو صغير، لكنه اليوم يشعر بشعور مختلف، و تلك العروس الجميله، طفلته و حبيبته و كل امله من الله ان تكون يوماً ما .. زوجته
و بعد الافطار و صلاة المغرب جماعه التى اصر والد مروه ان يأمهم والد احمد فيها، تكلم والد احمد قائلاً: دلوقت يا استاذ محمود، ربنا سبحانه و تعالى وصانا اننا نزوج ابناءنا الشباب، عصمه لهم و ابعاد عن الخطأ و الزلل
والد مروه: طبعاً يا استاذ ابراهيم، و الرسول صلى الله عليه و سلم قال من استطاع منك الباءه فليتزوج، و ده بيكون عصمه فعلاً للشاب
والد احمد: طيب ايه رايك، انا نفسى ربنا يبارك فى جمعنا ده النهارده و نشهد كلنا قراءة الفاتحه على ان يتزوج احمد ابنى، من بنتكم الباشمهندسه مروه بعد ما يخلصوا كليه ان شاء الله
بالرغم انه كان من الواضح ان تلك هى النهايه الطبيعيه للزيارات و العزومات و كان الجميع ينتظرها، الا ان وجه مروه احمر و سخن سخونه شديده، و لم تجرؤ على رفع نظرها لاحمد الذى تعلقت عيناه و قلبه برد والد مروه .
و اكتشف الجميع بعد قليل ان داليا اخيراً بعد الصبر و بعد ما يربو على عشر سنوات من زواجها السعيد، بعد ان تناست الموضوع و عاشت حياتها تنظر لنصف الكوب الملىء، زوج مخلص و عمل ناجح و منزل رائع و دخل كبير
اراد الله ان يكافىء صبرها هى و زوجها بعد تلك السنوات الطوال بان حملت داليا فى طفلها الاول
و ما ان علمت بحملها حتى اتصلت بامها لتبلغها الخبر، لكن بالرغم من غربتها الطويله، و تعودها على نمط الحياه العملي، الا ان دموعها خنقتها و هى تخبر امها، حقاً، اجمل هديه من الله لاثنين، هى الطفل، نعمة الحياه الجديده التى تترعرع بين اثنين، لتنير منزلهما و تملا دنياهما سعاده
اما رد فعل هشام زوج داليا، فكان لا يصدق، فور ما اخبرهما الطبيب بان داليا حامل، رفعها هشام من على الارض و دار بها، ثم اصر على ان ينزل حاملاً اياها من عيادة الطبيب الى السياره، كان قوي البنيان و كانت هى صغيره كاللعبه، لكن ذلك لم يمنع كل من راهما من الدهشه الممزوجه بالسعاده بهما و الفرحه من اجلهما، تلك الفرحه التى لا تحتاج الى لغه كى تفهمها تراها فى عينى اخيك فى الانسانيه بصرف النظر عن جنسيته و انتماءاته
و ذلك ماحدث بعدها فى العائله باكملها، اذ سادت الفرحه المنزل كله، و جلسوا ليلتها على شاشة الكومبيوتر ليتحدثوا مع داليا صوتاً و صوره، خاصة بعد ان ابلغتهم داليا انها ارتدت الحجاب كنوع من الشكر و العرفان لله سبحانه و تعالى، و كانت اسعدهم جميعا هى دينا، كم تمنت كل مره يرزقها الله بالحمل ان يسعد الله اختها هى الاخرى بطفل او طفله، بالرغم ان داليا لم تظهر ابدا رغبتها الدفينه او تباكت على حرمانها من الانجاب
و تنفس عمر و سارة الصعداء، اذ كان بداية مكالمة داليا تلك الليله توحى بعاصفه جديده لكنها تحولت فى لمح البصر لفرحه عارمه
و فى غرفتهم
عمر: الحمد لله ان داليا بخير، انت عارفه يا سارة كل يوم بتكبرى فى عينى اكتر، مش بس اهتمامك بامى، لا باخواتى البنات كمان، ربنا يخليكى ليا
سارة: ما هما اخواتى برضه يا عمر، الواحد لما يتجوز مش بيكون ارتباط بين شخصين، لا عيلتين كاملين، و الزمن ده كل واحد عنده اخ و لا اتنين بالكتير، حد طايل ان اخواته يزيدو، داليا و دينا دول اخواتى الكبار يا عمر و انت عارف
عمر: هاهاها، طيب ما تقوليش كبار بس، احسن حاينسوا كل حاجه و يفتكرولك دى هاهاهاه
سارة: هو انت حاتقولى، انا نفسى ما احبش حد يقولى انى الكبيره ابداً ابداً
عمر: انت ست الستات، و عمرك ما بتكبرى، انت فى عينى زى ما شفتك اول مره بالضبط يا حبيبتى
سارة: ياااه يا عمر، وحشنى كلامك الحلو ده، انت اللى حبيب عمرى، لا قبلك و لا بعدك
و بعد قليل فوجئوا بطرق على الباب ثم دخل يحيى باكياً
سارة: مالك يا يحيى بتعيط ليه و ايه اللى صحاك يا حبيبى
يحيى: نثيت اعمل الهومورك عااااااااااااااااا، الميس حاتزعل منى
قامت سارة من السرير و هى تلوم الظروف على هذه المقاطعه و تلوم نفسها انها نست يحيى فى خضم احداث اليوم
سارة: معلش يا حبيبى تعالى نروح نعمل الواجب
و استدارت لعمر مستعطفه: اعملك شاى يا حبيبى عشان نكمل كلامنا؟؟
عمر: لا، انا حانام عشان اقدر اقوم على السحور و اصلى الفجر حاضر يا حبيبتى، تصبحى على خير
تمتمت سارة: عينى عليكى و على بختك يا سارة، لما صدقت عمر رجعت له الذاكره و قالى كلمه حلوه
ثم علا صوتها و قالت من تحت اسنانها: هات شنطتك يا يحى يا حبيبى
و فتح يحيى حقيبته و بدا فى اخراج الكراسات منها، و صعقت سارة
كراسة الحساب بها واجب يكتب 3 و يملا بيها اربع صفحات فى تسع اسطر يعنى سته و تلاتين مره
و يكتب حرف الجيم تلاتين مره، لحقوا يوصلوا للجيم امته بس؟
ده غير انه لازم يلون رسمتين كبار و يوصل بالنقط اربع خمس صفحات فى الكتاب
يا خبر؟ منهج كي جى وان كبر اوى كده امته؟؟
و ظلت سارة المسكينه تساعد يحيى فى واجباته و يتدلل عليها، تاره يطلب لبن، وتاره اخرى عاوز يروح التواليت، و قام فتح التلفزيون عشان زهقان، و اكتملت الليله حين صحت مريم تسحب خلفها بطانيتها المفضله، وبدون كلمه واحده، احتلت ساقى امها و هى تذاكر ليحيى، و بدات تخطف اقلامه و تحاول ان تلون معه، و فى خلال كل ذلك كانت سارة تحاول ان تخفض صوتهم بقدر الامكان، حتى لا يستيقظ النائمون
و بعد خلود الطفلين للنوم، قامت المسكينه لتحضير السحور، و هى تدعو الله ان يكتب لها ثواب قيام الليل، صحيح انها لم تكن تصلى طول الوقت و كل ما استطاعته هو ان تصلى ركعتين، لكنها تعلم ان الله الكريم الغفور يعلم ما هى فيه، و لن تطلب العون و الثواب الا منه
و على مائدة السحور كان الجميع لا زالت بقايا النوم فى اعينهم، ما عدا سارة لانها لم تر النوم من الاساس، لكن دينا تبرعت بعمل افطار اليوم التالى، مما اعطى سارة املاً فى النوم قليلاً بعد العوده من العمل
اتصل احمد بسارة فى الصباح و هو فى الكليه، ليؤكد عليها ان تحضر هى و عمر يوم الجمعه للافطار مع عائلة مروه
احمد: انا طلبت من بابا يلمح يا سارة، او يتكلم من بعيد فى موضوع مروه، لكن حاسس انه مش مقتنع
سارة: لا، حاقولك خبر حلو، هو مقتنع يا احمد، انا و ماما اتكلمنا معاه تانى من وراك، وبابا خلاص وافق انه يقرا الفاتحه يوم الجمعه باذن الله لو اهل مروه وافقوا، و اهى حتكون اخر جمعه فى رمضان، و يمكن كمان ليلتها تكون ليلة القدر، ربنا يطرح فيك و فيها البركه يا احمد يا رب
احمد: انا مش عارف كنت اعمل ايه لو ما كنتيش انت اختى، يا سارة انت اجمل حد فى الدنيا دى كلها، ربنا يخليكى ليا
دفع كلام احمد بالعبرات الى عينى سارة التى قالت: و يخليك لى انت كمان يا حبيبى، اما حاتعمل ايه بقه لما تعرف المفاجأه اللى عملاهالك؟
احمد: كمان؟ لسه فيه مفاجأه؟
سارة: و ما تحاولش مش حاقولك حاجه الا يوم الجمعه ان شاء الله
انهى احمد مكالمته مع اخته الحبيبه و قلبه يرقص من سعادته، لقد اصبح على بعد خطوات من خطبة حبيبته، انه الان يحس انه احبها طول عمره، مهما تظاهر بالبرود، لقد كاد قلبه ينخلع عليها حين جرحت و هى لازالت طفله، زميلته فى ديسك الدراسه، صحيح انه طالما تظاهر بنسيانه لتلك الواقعه، لكنه يذكرها تماما، و يذكر ان عيناه دمعتا حين راى الدم و تمنى لو فداها بنفسه
لقد كبر هذا الحب الطاهر مع السنين، و اقترب ميعاد بلوغه سن الرشد
اللهم اجمع بيننا فى خير
هكذا تمتم فى نفسه، حين راها تقترب منه بحجابها الابيض الجميل و وجهها يخلو من اي مساحيق، و احلى مافيها ابتسامة عينيها حين تراه، انها فعلا تحس كما يحس، فرحة لقاء، و براءة حب طاهر لم تشبه شائبه، و حين اصبحت مروه على بعد خطوات منه
فوجىء بملك تأتى من خلفه و تلكزه فى كتفه بعنف
استدار احمد و فوجىء حين راها، كانت لاول مره تتجرأ لتاتى له فى الجامعه و تقول بصوت عال
ملك: اقدر اعرف ما بتردش على تليفوناتى ليه؟
كانت مروه قد وصلت فى نفس اللحظه، و فى عيناها حلت تساؤلات العالم كله محل الابتسامه
احمد: اعرفك الاول يا انسه ملك، دى الباشمهندسه مروه خطيبتى، و قراية فاتحتنا يوم الجمعه الجايه ان شاء الله
قالت ملك مخاطبه مروه بقلة اهتمام: اهلا يا باشمهندسه
ثم كلمت احمد: بس انت برضه ما قلتليش انت ما بتردش على ليه؟
تدخلت مروه: يرد عليكى ليه، وبتاع مين، و انت مين اصلا يا استاذه انت، ما تعرفنى يا احمد على الانسه
داخلت القوه احمد حين احس بمساندة مروه له: دى الانسه ملك يا مروه
مروه: ايوه ملك عارفين، تبع ايه يعنى، تبع اتحاد الطلبه، ولا معانا هنا فى هندسه، و لا جارتنا، ايه بالضبط يعنى، عشان هى ما كانتش معانا فى المدرسه
ملك: لا، من النادى
مروه: بس انا عضوه برضه فى الاهلى مع احمد و عمرى ما شفتك هناك يا ملك، بصى يا ملك اوعى تكونى فاكره احمد بيخبى على حاجه، و من فضلك حطى نفسك مطرحى و اللى ترضيه لنفسك، ارضيه لغيرك
ملك: هو احمد قالك ايه بالضبط عنى؟
احمد: قلت اللى قلته يا ملك، ما فيش داعى الموقف المحرج ده يطول اكتر من كده
انصرفت ملك مسرعه و هى لا تصدق ما حدث، هل فعلا هناك من يرفض حبها المجانى بكل تلك الصرامه، انها لم تطلب منه شيئاً، فقط ان تكون الى جواره، حتى خطوبته لم تعترض عليها، لماذا تبخل عليها الدنيا بابسط الامانى؟ ثم استعادت حوارها مع احمد اخر مره، نعم انه لا يريدها، يجب ان تصدق ان شاباً صمد امام جمالها و حرارة عواطفها، هذا الشخص هو الوحيد الذى احبته و ارادته رفضها ليرتبط بمن يحب بقلبه، لا بغرائزه
و قالت محدثه نفسها: يا خسارة! مبروك عليكى يا مروه، صحيح دنيا حظوظ
و بين مروه و احمد بعد انصرافها
احمد: و الله العظيم كنت حاقولك على كل حاجه، بس انت انقذتينى يا مروه
مروه: من غير ما تقولى يا احمد، من ساعة ما شفت البنت دى قاعدالك فوق العربيه فى جاراج النادى، و شفتك من بعيد و انت مكشر فى وشها، أسد يا واد هاهاهاها
احمد: اقولك حاجه يا مروه، انت اللى مخليانى اسد كده، ساندانى و ماليه عليا الدنيا كلها، و بلاش بقه احنا صايمين، بس اخر كلمه و ربنا يسامحنى، حبك مقوينى يا مروه
اطرقت مروه خجله الى الارض و قد احمر وجهها و هى تشكر الله لانه اعطاها الحكمه فى مواجهة تلك الدخيله، لقد ابلغتها صديقاتها ان تلك الفتاه تحوم حول احمد، ولم تفاتحه هى فى الموضوع، كانت تريد ان تعطيه فرصته، اما ليثبت اخلاصه، او العكس، و كم كانت سعادتها حين وجدت ملك اليوم مغتاظه و تسأله عن سبب عدم رده عليها، لقد استنتجت مروه وحدها ان احمد قد تمكن بالفعل من صدها و ايقافها عند حدها، و لم ترد ان تجعل من نفسها نقطة ضعف تضغط بها ملك على احمد، لذلك كان رد فعلها التلقائى، ان احمد رجلها، منذ سنوات طوال كان و لازال رجلها، و لن تتركه لاخرى مهما كان الثمن، و تذكرت فى تلك اللحظه كم من المرات وقف احمد الى جوارها، تذكرت يوم طردها مدرس العربى من حصته فى الثانويه العامه و انهمرت من عينيها الدموع و نزلت باكيه الى الشارع، لتفاجأ بعدها باحمد ينزل و بعده اكثر من خمسه من اصدقاؤه، لقد ناقش المدرس و سأله عن سبب طرد مروه، و حين اجابه المدرس ان اللى مش عاجبه يحصلها، فعلها احمد، و حصلها، و خلفه نزل اصدقاؤه
و بعدها قابل والد مروه المدرس الذى اعتذر بتعب اعصابه فى ذلك اليوم و اعادهم جميعاً الى الدرس
الا يستحق ذلك الحبيب ان تقف الى جواره و تمتمت مروه: ده اللى تيجى جنب احمد دى، اقطعها بسنانى
و فى اليوم الموعود كانت مروه و امها مستعدتان من يومين، و حضرت اسرة احمد فى الميعاد، لاول مره يحس احمد بتلك الرهبه و هو يدخل بيتهم، لطالما حضر لتلقى دروس خصوصيه هنا و هو صغير، لكنه اليوم يشعر بشعور مختلف، و تلك العروس الجميله، طفلته و حبيبته و كل امله من الله ان تكون يوماً ما .. زوجته
و بعد الافطار و صلاة المغرب جماعه التى اصر والد مروه ان يأمهم والد احمد فيها، تكلم والد احمد قائلاً: دلوقت يا استاذ محمود، ربنا سبحانه و تعالى وصانا اننا نزوج ابناءنا الشباب، عصمه لهم و ابعاد عن الخطأ و الزلل
والد مروه: طبعاً يا استاذ ابراهيم، و الرسول صلى الله عليه و سلم قال من استطاع منك الباءه فليتزوج، و ده بيكون عصمه فعلاً للشاب
والد احمد: طيب ايه رايك، انا نفسى ربنا يبارك فى جمعنا ده النهارده و نشهد كلنا قراءة الفاتحه على ان يتزوج احمد ابنى، من بنتكم الباشمهندسه مروه بعد ما يخلصوا كليه ان شاء الله
بالرغم انه كان من الواضح ان تلك هى النهايه الطبيعيه للزيارات و العزومات و كان الجميع ينتظرها، الا ان وجه مروه احمر و سخن سخونه شديده، و لم تجرؤ على رفع نظرها لاحمد الذى تعلقت عيناه و قلبه برد والد مروه .
2 التعليقات:
عقبالى يارب
اللهـم قـرب البعيد ..
يامؤلـف القلووب
إرسال تعليق